الطاقة و"فرق أسعار الوقود" و"الصناعة"

في العام 2017 ربطت الحكومة معدل أسعار الوقود بالكهرباء، مما زاد العبء على الصناعة بنحو 34 %، في الوقت الذي كانت فيه أسعار الكهرباء أصلا تزداد ابتداء من العام 2014 وحتى 2017 بمعدل 15 % سنوياً!اضافة اعلان
قبل أيام رفعت الحكومة سعر زيت الوقود بنسبة
14 % والغاز المسال بنسبة 16 % والذي يعد من أهم مدخلات الإنتاج في الصناعة، وبعض الصناعات الكبيرة تكبدت كلفا إضافية وصلت إلى 500 دينار يوميا، فأي دعم ورعاية لهذا القطاع الذي يُعتبر المشغل الأكبر للعمالة الوطنية ويرفد الخزينة بأكثر من مليار دينار بين ضرائب ورسوم؟!
الطاقة مدخل انتاج رئيسي ويشكل 28 إلى
40 % من تكاليف الإنتاج خاصة في الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وزيادة أسعار الطاقة وإبقاء بند فرق أسعار الوقود على القطاع الصناعي يهدد استمرارية عدد من المنشآت الصناعية التي تعاني أصلا من تراجع في الانتاج كما انه لا يعقل أن تكون أسعار الكهرباء في الصناعة غير مستقرة.
رغم خفض التعرفة الكهربائية قرشا واحدا في حزمة التحفيز الأولى، تبقى أسعار الطاقة في الأردن الأعلى في المنطقة، وهذا يزيد من كلف إنتاج السلع إذا ما قورنت بالسلع المنتجة في البلدان العربية المجاورة وفي ظل اتفاقية التجارة العربية الحرة، وهذا يزيد من صعوبة تصدير المنتج الوطني وبالتالي سيؤدي إلى محدودية رفد الخزينة بالعملات الصعبة ويزيد في عجز الميزان التجاري على حساب المستوردات.
الصناعة الوطنية كانت اقل القطاعات استفادة من الطاقة المتجددة، حيث هناك إجحاف كبير على الصناعة في قانون الطاقة المتجددة خصوصا وان أكثر من 90 بالمائة من المنشآت الصناعية تعتمد على الشبكة الوطنية في الحصول على الطاقة وهذا احد اهم اسباب الكلف المرتفعة التي تعاني منها الصناعة.
الصناعة صمام أمان وفي ظل الانكماش الاقتصادي، فإن اقتصاديات العالم تخفض الضرائب وأسعار الفائدة حتى في بعض الدول تخفض ايضا مساهمات الضمان الاجتماعي، ونحن في الأردن غير قادرين على إلغاء بند فرق أسعار الوقود على الصناعة!
القطاع الصناعي مستمر بالإنتاج رغم التحديات التي يواجهها والمنافسة غير العادلة في السوق المحلي وأسواق التصدير.
حكومة "دولة الانتاج" تقدم الحوافز من جهة وتأخذها من الجهة الاخرى والان مطالبة باتخاذ إجراءات فورية وسريعة وعلى رأسها تخفيف أعباء الطاقة، وإلغاء بند فرق أسعار الوقود، وعدم المساس بأسعار الطاقة إضافة الى تجميد فترة الذروة.