الطراونة:"وادي الصفصافة" خلاصة تجربة ثورة "الهية" في الكرك

الطراونة:"وادي الصفصافة" خلاصة تجربة ثورة "الهية" في الكرك
الطراونة:"وادي الصفصافة" خلاصة تجربة ثورة "الهية" في الكرك

كاتب أردني يفوز بجائزة الدولة التشجيعية عن حقل الآداب  
 

 

عزيزة علي

اضافة اعلان

عمّان - فازت رواية "وادي الصفصافة" للزميل أحمد الطراونة بجائزة الدولة التشجيعية عن حقل الآداب للعام 2009، والذي خصص هذا العام للرواية.

واعتبر الطراونة في تصريح إلى "الغد" الجائزة "فرصة كبيرة" في بداية مشواره الروائي، مشيرا إلى أنَّ فن الرواية بات "من أهم الأجناس الأدبية على الإطلاق".

فالجائزة كما يصفها الطراونة، جاءت لتقول لي:"إن هؤلاء الناس بتاريخهم المسكوت عنه هم من منحوك الجائزة، لأنني أعدتهم للحياة من جديد، وقدمتهم للناس من دون تزييف أو تجيير للحقائق، فاستحق عملك الاحترام"، مؤكدا أن الجائزة سترهقه كونه في بداية مشواره الروائي، وستكون "رقيبا صارما" على ما يكتب في المستقبل.

وبين الطراونة أن الرواية التي صدرت في العام 2009، بمناسبة مئوية عمان، عن دار أزمنة للنشر يتطرق فيها إلى "ثورة الهيّة"، التي قامت في الكرك في العام 1910، وهي الثورة التي قامت ضد الاستبداد التركي الطوراني في تلك الفترة حيث كانت الدولة العثمانية في آخر عمرها، ويسيطر عليها زمرة من المتعصبين الذين حاولوا قلب اللسان العربي وتجهيل الأمة على مدى أكثر من أربعة عقود من الزمن، توجت بالاستيلاء على الحكم.

وأشار الطراونة أن تلك الأحداث جعلت أهالي الكرك يثورون على الدولة التركية ومحاولة التحرر من قيودها، مستدركا أن ذلك لم يدم طويلا حيث أعمل سامي باشا وجنوده القتل والدمار في أهل الكرك، دونما استثناء ففي قرية عراق الكرك وحدها قتل أكثر من ثمانين رجلا.

ورأى الطراونة أن تلك الحادثة تعد أغرب عملية إعدام حصلت في التاريخ البشري على الإطلاق، وهي أن يربط الثائر بحجر يوازي وزنه، ثم يرمى وهو على قيد الحياة من أعلى منطقة في القلعة، لتستقر أشلاءه في وادي الصفصافة.

وأشار إلى أنه اعتمد في بنائه الروائي على الحوار، وتنامي شخصياتها من خلال ما تنطق به هذه الشخصيات وما تقدمه من حوار، وتنضج أفكارها وتتشكل ملامحها ومواقفها من خلال ما تقوله الشخصية ذاتها.

وركز الطراونة في الرواية كما يقول على "الفعل الاجتماعي في تلك الفترة بصورة فنية بعيدا عن التقريرية"، لافتا إلى أنه قام بـ "خلق الأجواء والأشخاص والأماكن والأحداث الخاصة، ويخدم الفكرة".

وأكد أنه استعان بالمراجع التاريخية التي تروي أحداث تلك الثورة. وقال:"إن الرواية تعج بالشخصيات الحقيقية التي التقيت بها وسردت لي جزءا كبيرا من الأحداث، إضافة إلى إصغائي الجيد للمخيال الشعبي الذي رافق هذه الحكاية، كل هذا جاء ليخدم الراهن بكل أسئلته، ويسقط عليها الكثير من الحلول".

وأشار الطراونة إلى أن "وادي الصفصافة" تعدُّ "خلاصة تجربة، فيها من العناء والوجع ما يكفي لأن يكتب عشرات الروايات"، مستدركا أنه رغم ذلك لم "أنحز إلى وجعي فقط وإنما لوجع منطقة بأكملها".

[email protected]