الطفيلة: الصيد الجائر يهدد بانقراض طيور في محمية ضانا

مجموعة سياحية تقيم مخيما في محمية ضانا في الطفيلة - (ارشيفية)
مجموعة سياحية تقيم مخيما في محمية ضانا في الطفيلة - (ارشيفية)

 فيصل القطامين

الطفيلة – يرتكب هواة الصيد في المناطق المحيطة بمحمية ضانا خلال فترة السماح المعمول بها في الفترة الممتدة بين شهري أيلول (سبتمبر) وتشرين الثاني (نوفمبر)، تجاوزات بحق مكونات البيئة من حيوانات وطيور لدرجة مبالغ فيها تهدد أعدادا من الحيوانات بالانقراض.اضافة اعلان
ويرى مهتمون بالشأن البيئي أن العديد من الصيادين يمارسون كثيرا من التجاوزات كممارسة الصيد الجائر للطيور والحيوانات الأخرى التي باتت مهددة بالانقراض ، كطير  الحجل "الشنار" والفري والحمام البري وأنواع أخرى من الطيور ، خصوصا في فترة السماح بالصيد.
ويشير هؤلاء إلى أن بعض الصيادين يتفننون في قتل تلك الطيور، فمن أسلحة خرطوش أوتوماتيكية وأخرى منخفضة الصوت، إلى استخدام أساليب جديدة كالأعلاف المخدرة والتي تنذر بانقراض أصناف من الطيور والحيوانات الأخرى التي تخرج خارج المحمية وعلى أطرافها .
ويروي أحد هواة الصيد، طلب عدم ذكر اسمه، أن صيادين يستخدمون أسلحة نارية منخفضة الصوت كي لا يسمع دويها مفتشو المحمية، ويمارس البعض هواية الصيد الجائر داخل مناطق المحمية التي تزيد مساحتها على 350 كيلو مترا مربعا، مستغلين تواضع أعداد المفتشين الذي لا يتجاوز ثمانية مفتشين لا يمكنهم التفتيش على كافة البقاع الواسعة من المحمية و المناطق التي تحيط بها، رغم جهود كبيرة يبذلونها.
ويؤكد أن بعض الصيادين من المتنفذين والأثرياء يأتون بسيارات فارهة ويحملون أسلحة خرطوش أوتوماتيكية وأخرى ذات أصوات منخفضة عند الإطلاق ويقومون بالصيد في أطراف المحمية، وأحيانا بداخلها متجاوزين كل الحدود والقوانين المعمول بها لممارسة هواية الصيد الجائر، حيث يعودون محملة سياراتهم بأعداد كبيرة من الطيور تصل إلى أعداد العقود.
ويشير أحد المفتشين في المحمية، طلب عدم ذكر اسمه، الى صعوبة وخطورة تواجههم أثناء عملهم في التفتيش على المخالفين من الصيادين، حيث يمارسون عملهم بداية النهار منذ ساعات الصباح الباكر وحتى ساعات متأخرة من النهار وقد يمتد عملهم إلى ساعات من الليل.
ويؤكد أنهم يتعرضون للتهديد بالسلاح أحيانا من قبل صيادين مخالفين، علاوة على عدم توفير الحماية اللازمة لهم أثناء مزاولتهم عملهم، خصوصا وأنهم يجوبون مناطق بعيدة عن السكان وخالية من أي مراقبين آخرين بحيث يكونون عرضة للتهديد في أي لحظة وفي أي منطقة داخل وخارج حدود المحمية خصوصا في مناطق مقطوعة وأودية سحيقة.
وبين أن المحمية زرعت عددا من الكاميرات في العديد من مناطق المحمية لمراقبة حياة الطيور والمعتدين على البيئة تتصل مع إدارة المحمية ، إلا ان البعض منها تمت سرقته من قبل صيادين.
ويرى مواطنون أن إدارة المحمية بدأت بالتخلي عن دورها في حماية البيئة وبدأت تميل لتنشيط الجوانب السياحية في المحمية على حساب الجوانب البيئية، بما يتعارض مع أهداف إنشاء المحميات.
ويقترحون إعادة الاهتمام بالبيئة خصوصا الطيور والحيوانات التي يتم إبادتها بدم بارد دون مراعاة لقوانين حماية والبيئة التي تعتبر موئلا لنحو 38 نوعا من الحيوانات الثديية والطيور.
وأكدوا أن أعدادا من الحيوانات خصوصا الماعز الجبلي "البدن" تراجعت بشكل لافت فمن أكثر من 600 رأس إلى نحو 100 رأس فقط في غضون الأعوام القليلة الماضية بما يشكل تهديدا بانقراض أنواع من الحيوانات مهددة أصلا بالتلاشي.
ولفتوا إلى أن البعض يترقب موسم الولادة لدى حيوان البدن الماعز الجبلي ليقوم بعد عملية ولادة الماعز للصغار باستيلاء عليها لبيعها بأثمان مرتفعة والتي تشكل تجارة رائجة ويقبل على الشراء أثرياء وهواة تربية الحيوانات النادرة من دول مجاورة، حيث يمكن أن يباع الجدي بسعر يتراوح بين 800 – 1000 دينار.
من جانبه قال مدير محمية ضانا للمحيط الحيوي المهندس عامر الرفوع إن لدى المحمية قوانين حماية صارخة بحق المخالفين، مؤكدا أن بعض التجاوزات تتم من قبل صيادين خصوصا في فترة السماح.
ولفت الرفوع أن العدد المسموح به للصيد خلال فترة السماح الممتدة من منتصف شهر أيلول "سبتمبر" وحتى نهاية شهر تشرين الثاني " نوفمبر" للطيور طير شنار واحد وحجل واحد أسبوعيا، وتتم خارج حدود المحمية وبندقية صيد مرخصة طلق واحد.
وبين أنه تم تنظيم ستة ضبوطات مخالفة وتم تحويل أصحابها إلى لقضاء، مؤكدا أن بعض الممارسات المخالفة ترتكب من قبل صيادين، كاستخدام الشباك والأجهزة التي تصدر أصواتا تستقطب الطيور، والأعلاف المنومة، وغيرها من الأساليب التي تعتبر محرمة في قوانين حماية الطبيعة.
وبين أن لدى المحمية نحو 10 مفتشين، يساندهم عناصر من الشرطة البيئية والشرطة السياحية، علاوة على وجود نقاط مراقبة ، واستخدام كاميرات مراقبة الطيور في رصد المخالفات.
ولفت إلى أن محمية ضانا للمحيط الحيوي التي تمتد على مساحة 300 كم 2 تتواجد فيها أصناف من الطيور والثدييات تصل الى أكثر من 52 نوعا ، علاوة على تسجيل نحو 833 نوعا من النباتات، وتمتد على مساحات تتباين فيها المناخات التي تسهم في التنوع الحيواني والنباتي، علاوة على التنوع في التضاريس.