الطفيلة: المنخفض يكسر حالة الجفاف ويدفع المزارعين لحراثة أراضيهم

فيصل القطامين

الطفيلة– كسر الهطل المطري خلال الأيام الماضية وتساقط الثلوج على بعض مناطق محافظة الطفيلة حالة الجفاف التي كانت سائدة بالمحافظة وانحباس الامطار لفترة زادت على الثلاثة أشهر، بما يبدد مخاوف المزارعين وسيسهم في عودتهم إلى حراثة أراضيهم وزراعتها.اضافة اعلان
وتتراوح معدلات الأمطار السنوية الاعتيادية التي تقوم عليها الزراعة في الطفيلة بين 250 -350 ملم، والتي يمكن أن تقوم عليها زراعة المحاصيل الحقلية التي تشكل القسم الاكبر من الزراعات المحلية في المحافظة، مع اختلاف بسيط في مناطقها بسبب التباين التضاريسي والمطري. ووفق مدير الزراعة المهندس حسين القطامين، فإن كميات الأمطار التي هطلت لغاية الآن على الطفيلة بلغت نحو 70 ملم، منذ بدء تساقطها في شهري كانون الأول ( ديسمبر) وكانون الثاني ( يناير)، وهذا ما يعادل جزءا ليس بالبسيط من المعدل السنوي التراكمي.
وأشار إلى أن هذا المعدل كسر حاجز الخشية من الجفاف، وأخرج الموسم الزراعي من مأزق الجفاف الذي يخشاه المزارعون، خاصة وأن نسبة كبيرة من السكان في الطفيلة يعتمدون على الزراعة بشكل كبير في دخولهم، أو في اعتماد أسرهم على المنتجات الزراعية المتمثلة في الحبوب والأعلاف والخضار والفواكه، والاشجار المثمرة كالزيتون والعنب واللوزيات والحمضيات في العديد من المناطق الزراعية في الطفيلة.
ولفت القطامين إلى أهمية الأمطار الهاطلة على المراعي، سيما مع انتشار العديد من المراعي الطبيعية في الطفيلة مثل مراعي "الكمية" و"السوح" وشرق "غرندل"، والتي تعتبر مراعي يلجأ إليها مربو الماشية للحصول على الكلأ للتعويض عن شراء واستخدام الأعلاف كمصدر غذائي للمواشي، بما يرفع كلف الإنتاج عليهم. وأضاف أن المياه الناجمة عن الأمطار ستكون رصيدا جيدا من خلال تجميعها في الحفائر الزراعية التي نفذتها وزارة الزراعة في مناطق عديدة كحصاد مائي، والتي تعتبر خزانات مائية احتياطية تستمر حتى بدايات فصل الصيف كمصادر مياه لسقاية المواشي المنتشرة في مناطق عديدة بالطفيلة، خاصة القريبة من مناطق الرعي. ويشير المزارع محمود أحمد، إلى أن نعمة الأمطار التي هطلت في الطفيلة تداركت موسم الجفاف وبددته، وبات بإمكان المزارعين القيام بالعمال الزراعية المعتادة، والتي تشكل جزءا لا بأس به من دخولهم، حيث أن النمط الزراعي في المحافظة سائد لدى البعض، ويعتمدون عليه كمصدر للدخل.
وأشار إلى أن مزارعين سيقومون أيضا بزراعة الأشجار المثمرة التي تميز المحافظة، خاصة الزيتون، والذي يزرع منه أعداد كبيرة سنويا، حيث تعتبر شجرة الزيتون من الأشجار الرئيسة التي تزرع في مناطق عديدة في الطفيلة.
وبين أن انعكاس هطل الأمطار على الثروة الحيوانية واضح، حيث تعتبر المراعي التي تزدهر في الربيع موئلا لأعداد كبيرة من المواشي، ومصدر أعلاف مهم لفترة ثلاثة إلى أربعة أشهر على الأقل، بما يوفر عليهم عناء تحمل النفقات الإضافية كأعلاف لمواشيهم.
ولفت المزارع محمد القطامين إلى أن زراعة الأرض بالمحاصيل الحقلية والتي تتضمن زراعة القمح والشعير يسهم في توفير تلك المواد للمزارعين ولمواشيهم، عدا عن استخدام مخلفات الأراضي الزراعية كمراع مؤقتة للمواشي بعد حصادها. وأشار القطامين إلى أن زراعة المحاصيل الحقلية يوفر مادة القش "التبن" للمواشي، بالإضافة إلى تجديد الأراضي وإعادة إحيائها ولتي تظل لسنوات دونما حراثة بما يجدد دورتها الزراعية.
ولفت المزارع أحمد النعانعة، إلى أن الأمطار والثلوج، التي هطلت على القادسية ومناطق أخرى عديدة في محافظة الطفيلة ستشجع المزارعين على القيام بالزراعة، بعد ان تم تركها لفترة ليست بالبسيطة نتيجة الجفاف المتلاحق.
وأكد النعانعة أن الكثير من المزارعين يعتبرون أن عودة الهطل المطري سيعيد الحياة إلى الأراضي الزراعية التي باتت مجرد أراض جرداء، جنبا إلى جنب مع العودة لزارعة الأشجار المثمرة التي تعطلت لفترة طويلة، حيث تحتاج زراعة تلك الاشجار الى الرطوبة الكافية في التربة لضمان نموها، خاصة ان مساحات كبيرة في المحافظة تزرع بالأشجار المثمرة البعلية، التي تعتمد على مياه الأمطار في نموها والرطوبة والندى في بقائها، وهذا ما ستوفره الأمطار الهاطلة والتي وصفها بالجيدة والتي عمت مناطق واسعة.