العادات الرمضانية: اختلاف بالتفاصيل واتفاق على الأجواء الاحتفالية

Untitled-1
Untitled-1

ديمة محبوبة

عمان- اليوم مخضرين، ولا مبيضين؟" الجملة الأبرز التي يطرحها الأردنيون في أول أيام شهر رمضان، للسؤال عن الطعام هل سيكون باللون الأبيض أم الأخضر، من باب التفاؤل بهذين اللونين.اضافة اعلان
ينقسم الناس في الأردن إلى أشخاص "يبيضون" طعامهم باللبن "كالمنسف، والفول باللبن، ومخشي الكوسا"، وآخرون "يخضرون" طعامهم بخضراوات وأعشاب، "بالدوالي والكوسا أو الملوخية". هذا الأمر مرتبط بمعتقدات لدى الشعب الأردني، بجعل أيامهم بيضاء كطعامهم، أو خضراء ومثمرة.
عادات شهر رمضان تنعكس على مختلف الشعوب العربية والإسلامية، وكل مكان له طقوسه الخاصة التي تختلف عن باقي المناطق، وذلك احتفالا بهذا الشهر الكريم.
في السودان، يجدد الناس أواني المطبخ احتفالا برمضان، فيما يتم تدريب النساء على تجويد القرآن كل صباح، ويجب أن تكون وجبة الطعام جماعية في ساحات واسعة، وألا تتناول العائلة طعامها بشكل فردي.
"الفوانيس والمشبك والكنافة"، عند رؤية هذه المظاهر، تقفز إلى الذاكرة، مشاهد "حارات" مصر القديمة، وتكافل الجيران والأطباق التي تنتقل من بيت إلى آخر، يضاف لها الأرز بالحليب، وكذلك مشروباتهم الرمضانية كعرق السوس والتمر الهندي والخروب.
في المغرب عند إعلان شهر رمضان الكريم يضربون "النفير" وهو البوق سبع مرات عند السحور، ومن هنا يبدأ الناس بمباركة شهر رمضان وقدومه بجملة "عواشر مباركة"، التي يقصد بها تقسيم الشهر على عشرة الرحمة وعشرة المغفرة وعشرة العتق من النار.
وتتنوع الأصناف والمشروبات والحلويات على موائد المسلمين، محتفلين بقدوم رمضان مشجعين أطفالهم على حب هذه الطقوس وفهمها، في المملكة العربية السعودية تشتهر موائدهم الرمضانية بطبق "مرق الهوى" الذي يعد طبقا شعبيا ومميزا في منطقة جيزان تحديدا، وهو مكون من سمك الناجل.
إضافة إلى طبق "الحنيذ" الذي يتكون من خروف ذي حجم متوسط، مع لبن الزبادي، و"عصيدة الحنطة" ويتألف هذا الطبق من الدقيق الأسمر، واللحم المفروم، وعصير الطماطم.
الطبق الرئيسي المشهور في مطبخ الكويت خلال شهر رمضان، هو الأرز، فطبق "مربين" عبارة عن أرز مطبوخ مع الروبيان، و"قبوط" عبارة عن عجين محشو بالبصل والفلفل الأسود، ومطبوخ بالصلصة مع اللحم، و"ميدم" عبارة عن أرز مطبوخ مع سمك قرش صغير.
ويتحدث خبير التراث نايف النوايسة، عن العادات الرمضانية في الشهر الكريم، قائلا "هنالك عادات جميلة ومشتركة، منها الإضاءات وفوانيس رمضان، ووجود المسحراتي الذي يعرف كل أسماء الحي وينادي عليهم بأسمائهم ليقوموا من نومهم على السحور ومن ثم على الصلاة".
وأضاف "كذلك هناك عادات وطقوس كثيرة في الشهر الكريم موجودة عند جميع الدول العربية والإسلامية، وهي التصدق وفتح وجبة الإفطار للجماعة، وليست حكرا على أسرة بعينها، حتى أن بعض الدول تقيم موائد إفطار في ساحات عامة، لتحظى بأكبر عدد من المفطرين.
وبين النوايسة "حتى العادات تتشابه ما بعد الإفطار مثل زيارة الأرحام وصلاة التراويح التي يقيمها أهالي الحي مع أطفالهم وأحيانا مع نسائهم في المساجد".
وبالعودة إلى العادات المتعارف عليها في البلدان، يمتاز المطبخ السوري باختلاف أطباقه؛ إذ تكثر السلطات والتبولة وأصناف الطعام كالكبة المقلية والمشوية وكذلك النية، وتعتمد الحلويات على القطايف والحلويات العربية المشكلة.
في المطبخ الفلسطيني، وهو أحد المطابخ الشرقية الغنية بالمأكولات في منطقة بلاد الشام، تتداخل بشكل كبير فنون الطبخ في هذه المنطقة، ويتم الاعتماد على المسخن أو المقلوبة بالدجاج أو اللحمة.
في الباكستان هناك عادات غريبة بعض الشيء؛ إذ تشتهر مدينة بيشاور الباكستانية بإقامة حفل عرس يجتمع فيه كل الأطفال الذين يصومون لأول مرة، لتشجيعهم على الاستمرار، والعادة الأكثر غرابة هي مسابقة "حرب البيض المسلوق" التي لابد أن تقام على مدار شهر رمضان، وهي لعبة تبدأ في المساء وتنتهي عند موعد السحور، وتعتمد قوانينها على إمساك أحد المتسابقين الشباب بيضة مسلوقة، ويضرب بها الأخرى التي في يد خصمه بهدف كسرها، حتى يتأهل للمرحلة التالية.
أما في نيجيريا فمن غير المقبول إفطار أسرة وحدها؛ إذ لا بد من الإفطار الجماعي، مع الجيران وتقسم الأطعمة المطبوخة على الجيران بين الرجال والنساء بشكل منفصل، والأهم استضافة فقير على كل مائدة رمضانية في الشهر الكريم.