"العارضة المركزي": بداية متعثرة للموسم الزراعي

سيارات تفرغ حمولتها في سوق العارضة المركزي - (الغد)
سيارات تفرغ حمولتها في سوق العارضة المركزي - (الغد)

حابس العدوان

الأغوار الوسطى- ما تزال أسعار بيع الخضار في سوق العارضة المركزي بعد مضي ثلاثة أسابيع على افتتاحه متدنية ولا تغطي كلف الإنتاج نتيجة انعدام حركة التصدير الى الأسواق الخارجية.اضافة اعلان
يعزو مدير السوق المهندس أحمد الختالين انخفاض الأسعار مقارنة بالموسم الماضي الى عدة عوامل؛ أهمها بقاء الأجواء الدافئة التي أبقت على الإنتاج الشفوي الى مرحلة متأخرة وتراجع التصدير خاصة عبر تجار عرب 48 الى إسرائيل وأوروبا، مبينا ان حركة التصدير لنفس الفترة من العام الماضي كانت جيدة ما أسهم في ارتفاع الأسعار آنذاك الى مستويات جيدة مقارنة بالأسعار الحالية.
ويضيف الختالين أن الكميات الموردة من الخضار لا زالت حول معدلاتها السنوية، وأن الأسعار الحالية لا تغطى كلف الإنتاج والتسويق، موضحا ان كلف الإنتاج مع بداية الموسم وخاصة خلال الفترة الحالية ترتفع مع حاجة المحاصيل الى عناية أكبر، مشيرا الى ان البداية المتعثرة للموسم الزراعي ستنعكس سلبا على المزارع بالدرجة الأولى وعلى جميع مكونات القطاع والمستفيدين منه.
ويرى الختالين ان تحسن الأمور يبقى رهنا بدخول فصل الشتاء بشكل فعلي اي انخفاض درجات الحرارة وهطول الأمطار وبدء حركة التصدير للأسواق الخارجية وخاصة عبر تجار عرب "الـ48"، متوقعا ان يبدأ هؤلاء التجار بعمليات الشراء خلال الفترة القادمة.
وبحسب تقارير السوق، فإن الكميات الواردة إليه خلال اليومين الماضيين لم تتجاوز حاجز 150 طنا، في حين أن اسعار بيع الخيار والباذنجان تراوحت ما بين 1.5 و2 دينار للصندوق حجم 10 كغم. 
يشير مزارعون الى ان أسعار بيع المنتوجات الى الآن مخيبة وعلى عكس توقعاتهم، لافتين الى انه ورغم تراجع المساحات المزروعة بنسبة تزيد على 40 %، والذي انعكس على حجم الإنتاج، الا ان الأسعار لا زالت تراوح مكانها منذ بداية الموسم الزراعي والى الآن.
يرى المزارع طعان السعايدة ان البداية الحالية للموسم الزراعي لا تبشر بخير؛ اذ ان الأسعار التي من المفترض ان تكون فوق الجيدة بالنسبة للمزارعين في ظل انخفاض الإنتاج لا زالت متدنية، موضحا ان ما زاد من الاعباء على المزارعين ارتفاع الكلف نتيجة ارتفاع اسعار مستلزمات الإنتاج، وارتفاع اجور الايدي العاملة بسبب قرارات الحكومة السابقة بوقف الاستقدام، والتي نتج عنها نقص كبير في العمالة الزراعية.
يبين المزارع جمال المصالحة ان خسارة المزارع في كل صندوق خضار يورده الى السوق تزيد على الدينار، اذ ان الكلفة الانتاجية لصندوق الخضار تتجاوز الدينارين وربع في حين يباع غالبيتها بسعر اقل من دينار واحد، موضحا ان اجرة العامل الزراعي تتجاوز 3 دنانير لساعة العمل الواحدة أي ان المزارع سيضطر الى الانفاق من جيبه لحين تحسن الاسعار، علما ان عددا كبيرا من المزارعين لا يملكون السيولة لدفع اجور العمال في ظل الاسعار الحالية.
من جانبه، يؤكد رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام البداية المتعثرة للموسم الحالي وفي حال استمرارها تؤشر الى ان اوضاع القطاع ستكون كارثية، مشيرا الى ان تراجع مساحة الأراضي المزروعة بنسبة 60 % مؤشر خطير على المنظومة الزراعية بمجملها بدءا من المزارع ووصولا الى المستهلك.
ويبين أن النتائج السلبية لتراجع القطاع الزراعي بدأت تتجسد على ارض الواقع من خلال ارتفاع نسب الفقر وارتفاع أعداد المتعطلين عن العمل، مطالبا الحكومة بالعمل بشكل جدي للتغلب على مشاكل القطاع وخاصة مشكلة التسويق من خلال دعم النقل الجوي، والتوجه الى دعم الصناعات التحويلية الزراعية من خلال إنشاء مصانع تعليب.
بدورها، اوضحت مساعد مدير زراعة وادي الأردن المهندسة بلقيس الفزاع ان الحكومة ممثلة بوزارة الزراعة تعمل بجد لإيجاد حلول لمشاكل القطاع الزراعي ضمن الإمكانات المتاحة، خاصة وأن بعض المشاكل كمشكلة التسويق من الصعوبة إيجاد حلول لها، مع استمرار الأوضاع الأمنية في دول الجوار التي تعتبر الأسواق التصديرية الرئيسة.
وبينت أن المساحات المزروعة انخفضت بنسبة 30 % مقارنة بالمساحات التي زرعت المواسم الماضية، مضيفة أن هذا التراجع يعود إلى تخوف المزارعين من تكرار مسلسل الخسائر التي منوا بها على مدى السنوات الماضية، إضافة إلى أن استمرار الأحداث الجارية في دول الجوار، ونقص السيولة التي تمكنهم من مواصلة العمل في القطاع أسهما بشكل مباشر في تناقص المساحات المزروعة.  
وتقر الفزاع بأن استمرار الأوضاع على ما هي عليه سيتسبب بكارثة لصغار المزارعين الذين لن يستطيعوا الصمود أكثر أمام الخسائر المتلاحقة، داعية المزارعين الى اخذ زمام المبادرة في ايجاد حلول للمشاكل العالقة، وخاصة مشكلة التسويق من خلال تنويع الإنتاج وتقليل المساحات المزروعة بما يتناسب مع حاجة السوق المحلية واستغلال هذه المساحات بزراعة الحبوب والأعلاف.
وتوقعت رئيس قسم الثروة النباتية في مديرية زراعة وادي الاردن المهندسة سناء خرفان أن تتحسن اسعار بيع المنتوجات الخضرية خلال الأسابيع القادمة، مع توقعات تأثر المنطقة بمنخفضات جوية، موضحة ان مثل هذه المنخفضات ستؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير، ما يعني انتهاء الموسم الشفوي وتراجع الإنتاج في وادي الأردن.
وبينت ان عدد البيوت البلاستيكية المزروعة في الوادي تراجع بنسبة 30 % خلال الموسم الحالي (الزراعة المبكرة)، موضحة ان عدد البيوت البلاستيكية المزروعة في الوادي تقارب 35 ألف بيت بلاستيكي من أصل 70 الف مجموع البيوت الموجودة في الوادي.
وأشارت خرفان الى أن نقص العمالة الوافدة الزراعية، وما نتج عنه من ارتفاع اجور العمالة فاقم من المشكلة ودفع العديد من المزارعين الى تقليص المساحات المزروعة، مشددة على ضرورة إيجاد حلول لهذه القضية التي بدأت تؤثر فعليا على القطاع الزراعي في وادي الأردن. 
يذكر أن سوق العارضة المركزي هو أحد الاسواق المركزية الموسمية المهمة التي تعتمد بشكل مباشر على التصدير الخارجي.