"العربية أجمل".. مبادرة لتعليم وتحسين مهارات اللغة لغير الناطقين بها

فريق عمل مبادرة "العربية أجمل"- (من المصدر)
فريق عمل مبادرة "العربية أجمل"- (من المصدر)
منى أبوحمور عمان- غياب محتوى عربي بمفردات بسيطة لتعليم غير الناطقين باللغة العربية يشكل صعوبة أمامهم، ويحول دون تمكنهم من تعلمها، الأمر الذي دفع إلى التفكير في إطلاق مبادرة "العربية أجمل"، وهي مشروع تطوعي أطلقه الدكتور في الإعلام الرقمي في جامعة الشرق الأوسط الدكتور محمود أبو فروة الرجبي، عند تواجده في ألمانيا، لإعطاء دورات في اللغة العربية في المراكز العربية المتخصصة، وتطوير مهارات الجاليات العربية وغير الناطقين باللغة العربية، ولديهم رغبة في تعلمها بأساليب بسيطة وصحيحة. يقول "عندما كنت في ألمانيا، وجدت أن هناك مشكلة كبيرة في وجود نصوص عربية مسموعة مرفقة للأجانب، تمكنهم من أن يسمعوا ويقرؤوا في الوقت نفسه من خلال نصوص بسيطة أقرب لنصوص الأطفال، وهذا ما دفعه للتفكير في مشروع "العربية أجمل"". ولاحظ الرجبي، من خلال تواصله مع بعض الألمان، وجود مشاكل كبيرة في نصوص عربية بملفات صوتية لتمكين "دارسي" العربية من تعلمها، وافتقادهم لنصوص عربية بلغة بسيطة وسلسة تقترب من لغة الأطفال. بدأت مبادرة "العربية أجمل" ترى النور بعد بدء الرجبي التدريس في جامعة الشرق الأوسط؛ حيث وجد العديد من الطاقات الشبابية التي يمكن استثمارها، من أجل تدريبهم على القراءة السليمة الجيدة للغة العربية، بهدف تأمين محتوى كبير ومتميز من اللغة العربية للدارسين لها من غير المتحدثين بها، وهكذا بدأ اختيار الطلبة. في المرحلة الأولى من المبادرة، بحسب الرجبي، سيتم تقديم عشرين قصة عربية مع نصوص مشكلة بشكل صحيح، وتحميلها على "يوتيوب"، لتكون متاحة مجانا للجميع. ويضيف "نسعى خلال العامين المقبلين لتسجيل 1000 قصة منتقاة من الأدب العربي، حتى لا يعاني أي إنسان أجنبي يريد تعلم اللغة العربية من عدم توفر مثل هذه المصادر التي تخدم كل من يرغب بتعلم اللغة العربية، ويستمع إليها من خلال أصحابها ويراها أمامه مشكلة بشكل صحيح، وتعينه على تعلم اللغة العربية". كما يستخدم هذه القصص الأشخاص المكفوفون، أو من يرغبون بسماع القصص قبل النوم، وبصوت الأطفال أنفسهم، أما طبيعة القصص، فهي: قصص أطفال، وذلك لبساطة مفرداتها وكلماتها المحدودة، والقاموس الذي تنتقي منه كلمات محدودة، وهذا يتوافق مع من يتعلم لغة ثانية، فإنه يحتاج إلى الكلمات الأكثر انتشارا، والسهلة، فتركز على الكلمات المحسوسة أكثر من البليغة والمجردة، وتبتعد عن المصطلحات الصعبة وتكون بلغة عربية بسيطة وسليمة. وحول المشاركين بالأصوات والتمثيل في مبادرة "العربية أجمل"، يبين الرجبي "هم طلاب جامعة الشرق الأوسط، ومن الممكن أن نفتح حقا المجال أمام الأفراد من المجتمع المحلي لنقوم بالتشبيك ما بين الجامعة وبينهم". وسيكون هناك تدريب متواصل لهم ليكونوا جاهزين للذهاب إلى سوق العمل في مجال الدوبلاج وقراءة القصص، وفق الرجبي، وفي الوقت ذاته للمشاركة في هذه المبادرة وغيرها من المبادرات التي تهتم باللغة العربية والمجتمعات حولنا، أما بالنسبة للقصص، فستبدأ المبادرة بسرد قصص الدكتور، ومن ثم سنقوم بالتشبيك مع آخرين. ويلفت "تواجه المبادرة مشكلة الحقوق الملكية والفكرية، فلا يمكننا أن نسجل قصصا ما لم نكن قد حصلنا على موافقة من قبل الكاتب، لكن في حال تم التواصل مع الكُتاب، وسمحوا لنا بتسجيل قصصهم، وتكون موافقة للشروط والمعايير التي وضعناها". ويضيف "نركز على تنوع القصص، ليتمكن الأجنبي من الاطلاع على أكثر من نمط، ويثري معرفته باللغة العربية"، مبينا "والجميل في الموضوع أن هناك مدارس عربية في الغرب ستستفيد من هذه القصص، كونهم يواجهون مشكلة بالمحتوى العربي، وستسعى المبادرة للتشبيك والتواصل معهم عبر سكايب أو من خلال الالتقاء بهم أثناء تواجدنا في ألمانيا". يتم استثمار هذه القصص بطريقة صفية وتعليمها للأطفال، بهدف تعليمهم لغتهم الأم بطريقة صحيحة وسليمة، بالرغم من أنها أصبحت بالنسبة للجاليات اللغة الثانية، أو بالنسبة للآخرين، والمشروع كله قائم على التطوع، ومجاني لإثراء المحتوى المسموع والمقروء في اللغة العربية.اضافة اعلان