"العربي" و"رنين" يتعاونان لتقديم محتوى تعليمي تثقيفي يسهم في تنمية قدرات طلبة المدارس

إحدى ورش العمل التفاعلية التي عقدتها" رنين" لطلبة المدارس سابقا . - ( من المصدر )
إحدى ورش العمل التفاعلية التي عقدتها" رنين" لطلبة المدارس سابقا . - ( من المصدر )

إبراهيم المبيضين

عمّان- في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعانيها الأردنيون من شرائح مختلفة؛ خصوصا ذوي الدخل المحدود، ومع استمرار التأثيرات السلبية لظاهرتي البطالة والفقر على المجتمع، تظهر جلياً أهمية برامج المسؤولية الاجتماعية لشركات القطاع الخاص التي تنفذها منفردة أو بالشراكة مع القطاع العام، خصوصاً أن هذا المفهوم نشأ أصلاً لملامسة وتغطية إحتياجات المجتمعات المحلية، ومشاركة الشركات لهموم الناس ومشاكلهم.
وعلى الشركات أن لا تتبنّى برامج المسؤولية الاجتماعية للمجتمع وكأنها عبء عليها، بل يجب أن تنظر إليها كواجب يمليه عليها واجبها في المساهمة في التنمية الاقتصادية وكشكل من أشكال ردّ الجميل للمجتمع الذي أسهم في تطور أعمالها وتشكيل أرباحها.
ومن جهة أخرى، يجب أن تركّز شركات القطاع الخاص بمختلف أطيافها على المبادرات والمشاريع التي تحدث تأثيراً طويل المدى في المجتمع أو حياة الفرد الاجتماعية والاقتصادية، فليس أفضل من أن تمس برامج المسؤولية الاجتماعية قضايا البطالة والفقر والمساعدة على تحويل المشاريع الريادية الى إنتاجية، فضلاً عن أهميتها في دخولها قطاعات التعليم والصحة وتوفير المسكن.
" الغد" تحاول في زاوية جديدة أن تتناول حالات لبرامج، أو تعدّ تقارير إخبارية ومقابلات تتضمّن المفاهيم الحقيقية للمسؤولية الاجتماعية لشركات من قطاعات اقتصادية مختلفة تعمل في السوق المحلية.

اضافة اعلان

بعيدا عن طرق التعليم التقليدية التي غالبا ما تعتمد على " التلقين" في تزويد الطلاب بالمعلومة والمعرفة، تحلم الريادية الأردنية، المؤسسة والمديرة لمؤسسة " رنين" روان " محمد نبيل" بركات أن يعمّم فكر " التعليم التفاعلي" في مدارس المملكة والعالم العربي ليكون أداة رئيسية من أدوات التعليم، لما له من أثر كبير في خلق جيل واع يمتلك المهارات الضرورية في الحياة خصوصا مهارات التواصل والتفكير الناقد والوعي بالذات وتقديرها.
كما وتحلم بركات ان توصل منظومة مؤسستها غير الربحية " رنين" الى كل مدرسة وكل طالب في المملكة، غير مترددة في مدّ خيوط هذا الحلم ليشمل اطفال وطلاب المدارس في عالمنا العربي بعد سنوات، حتى يجربوا فوائد مشروعها "رنين" الذي عرّفته ببساطة على انه  مؤسسة تسعى لإيجاد منظومة تعليمية متكاملة تركز بشكل أساسي على تنمية مهارة الاستماع لدى الأطفال المكفوفين وغير المكفوفين، وتقوم المؤسسة بشكل اساسي على انتاج القصص المسموعة وتوفير قصص درامية للأطفال ما بين سن 5 إلى 16 سنة باللغة العربية الفصحى، بحيث تعمل على تطوير مهارة الاستماع وتقوية اللغة العربية لدى الطلاب.
وتقول بركات بأنّ تكريمها من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني في يوم الاستقلال، ومنحها وسام الحسين للعطاء المميز من الدرجة الثانية تقديرا لجهودها المخلصة في مجال العمل التطوعي عبر مؤسستها " رنين" شكل لديها حافزا كبيرا للاستمرار وتوسيع نطاق وتأثير مشروعها الريادي، كما ألقى عليها في الوقت نفسه بمسؤولية لافادة الأطفال - المكفوفين وغير المكفوفين - وطلبة المدارس من منظومة " رنين" التفاعلية التي تضم مجموعة من الادوات التعليمية هي : انتاج ونشر واستخدام المجموعات القصصية المسموعة، ورش " رنين " التعبيرية، التدريب على استخدام القصة المسموعة كوسيلة تعليمية، المسرح التفاعلي، والتدريب على استخدام الدراما.
وتؤكد بركات - التي انطلقت بـ " رنين" كفكرة لانشاء مكتبة صوتية بلغة عربية مسموعة في العام 2005 - بأن على القطاع الخاص ان يتحمل مسؤوليته في دعم المبادرات التطوعية الناشئة والصغيرة وخصوصا تلك المبادرات المؤثرة في التعليم وتأهيل الجيل الصاعد من طلبة المدارس لانهم سيشكلون مستقبل بلدنا، وذلك لان هذه المبادرات تحمل آثارا كبيرة على المدى الطويل في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لبلدنا وعالمنا العربي.
وتدعم مبادرة " رنين" اليوم عدة جهات ومؤسسات منها " البنك العربي" الذي دعم مؤخرا اطلاق المجموعة القصصية المسموعة الخامسة لـ " رنين" في إطار التعاون المشترك بين الطرفين لتقديم محتوى تعليمي تثقيفي يسهم في تنمية قدرات طلبة المدارس ويعزز مهارات التعلم لديهم.
ويقول البنك العربي بان دعمه لمجموعة رنين القصصية الخامسة هو استمرار للتعاون بين الطرفين والذي بدأ منذ العام 2011 ، انطلاقاً من مسؤولية البنك تجاه المجتمع المحلي وإيمانه بأهمية تقديم الدعم المتواصل للعديد من المشاريع الهادفة في مجال التعليم، والذي يعد أحد الركائز التي يقوم عليها برنامج البنك للمسؤولية الاجتماعية "معاً".
واضاف " العربي" بان دعمه للمكتبات الصوتية التابعة لـ " رنين"  يعمل على تشجيع المكتبات المدرسية والعامة من اجل اقتناء الكتاب المسموع والمادة الصوتية كوسيلة فعالة في التعليم والتأثير ورفع الوعي الثقافي في المجتمع، بالإضافة إلى توفير فرصة القراءة للأطفال المكفوفين كسائر الأطفال الاخرين، فضلا عن اهداف المبادرة الرامية الى تحسين قدرة الطلاب على التحدث باللغة العربية الفصحى وتنمية عدد من القيم الإنسانية والتربوية لديهم مثل: تقبل الذات وتقبل الاختلاف والانتماء للوطن والتعاون والعدل. 
وفي هذا الاطار قال نائب رئيس أول- مدير إدارة " البراندنج" في "البنك العربي: طارق الحاج حسن " يسرنا في البنك العربي أن نجدّد تعاوننا مع مؤسسة رنين من خلال دعم المجموعة القصصية الجديدة والموجهة للأطفال وبالأخص المكفوفين منهم، حيث يعكس هذا التعاون حرص البنك المستمر على المساهمة في المبادرات والبرامج التعليمية الهادفة والتي تسعى للارتقاء بالمستوى التعليمي والثقافي لدى الطلبة وتوسيع مداركهم على وسائل تعليمية تحفزهم على التعلم والمعرفة".
ومنذ انطلاق مؤسسة " رنين" كمؤسسة غير ربحية فهي لا تكتفي بتقديم مكتبة قصص مسموعة وإنما تعمل على تقديم ورش رنيم التعبيرية؛ حيث يتم من خلالها عمل ورشات نقاشية مع الأطفال وتقدم من قبل فريق "رنين"، كما أنها تساعد المعلمين على استخدام البرنامج لتطوير مهارات المعلمين في التعليم.
وبحسب ما ذكرت بركات فالمؤسسة استطاعت حتى اليوم انتاج 35 قصة مسموعة على خمس مجموعات من بينها الاخيرة التي يدعمها البنك العربي،  كما استطاعت المؤسسة من خلال ورشها التدريبية ان تفيد 600 معلم داخل الأردن وفي الإمارات العربية وتدريبهم على منظومة "رنين"، كما افادت الورش التفاعلية للاطفال حوالي 5000 طفل في كافة انحاء المملكة وفي الامارات، كما زرعت المؤسسة حوالي 150 مكتبة صوتية ومشغل أقراص في مناطق المملكة ( في مكتبات عامة ومدارس).
ويؤكد البنك العربي بانه يمكن ان تساهم شركات القطاع الخاص في دعم مثل هذه المبادرات وتمديد اثرها على كل المجتمع وذلك من خلال تبنّيها لمفهوم "الاستدامة" بمعناه الشمولي، المفهوم الذي يذهب الى أبعد من برامج مسؤولية اجتماعية قصيرة المدى، ليشكّل نهجاً استراتيجياً ومستداماً لتطبيق المبادرات التي تسهم في تنمية المجتمعات المحلية والاقتصاد.
ويضيف البنك العربي : " ومن هذا المنطلق، يعمل البنك العربي على تطبيق نهج "الاستدامة" من خلال العمل مع كافة الجهات ذات العلاقة بالمؤسسة (كالموظفين والمساهمين والمجتمع المحلي والبيئة والحكومة والعملاء) من أجل تلبية احتياجاتهم وذلك من خلال شمولية المساهمات لتغطي جميع الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية كذلك، ومن الجدير بالذكر أن مساهمة البنك العربي بالعديد من المبادرات المجتمعية الهادفة لها أبعاد عديدة تتعدى التبرع المادي لتشمل العمل التطوعي واتباع نهج شامل ومستدام في تطبيق هذه المبادرات تسهم في تنمية المجتمع".
ويقول " العربي " " اننا في البنك العربي بلا شك، سنواصل دعم المبادرات والبرامج التي من شأنها الارتقاء بالمستوى التعليمي والثقافي لدى الطلبة وتوسيع مداركهم وتحفيزهم على التعلم والمعرفة، ومن هذا المنظور، بدأ البنك العربي دعمه لمبادرة رنين في العام 2011 بهدف تعزيز روح الابتكار ومهارات الاستماع والتفاعل المجتمعي لدى الأطفال في المناطق الأقل حظاً، حيث نظّمت مؤسّسة رنين فعالية تحت رعاية البنك العربي، اشتملت على رواية عدد من القصص الملهمة التي قدّمها مشاركون ساهموا في تعزيز مسيرة المؤسّسة. كما قام البنك برعاية المكتبات الصوتيّة في 20 مدرسة في محافظات عمّان والعقبة والمفرق وذلك من خلال تجهيزها بأجهزة قارئة للأقراص المضغوطة وكتب رنين الصوتيّة بهدف تحسين اللغة العربيّة لدى الطلاب وتعزيز مهاراتهم وإمكانيّاتهم الاجتماعيّة".
ويشير الى انه ساهم كذلك في العام 2012 برعاية ورش عمل رنين في العقبة وعمّان لاستهداف حوالي  335 طالبا وتشجيعهم على سماع الروايات والقصص الكلاسيكيّة باللغة العربيّة وتعلّم مهارات صناعة الدمى والابتكار والإبداع. وبهدف تعزيز وتوسيع الأثر المستدام لهذه المبادرة، تمّ تقديم برامج تدريبيّة حول بناء القدرات للمعلّمين والأمّهات في العقبة". 
اضافة على ما سبق، قدم البنك العربي بحسب ما ذكر الدعم لمجموعة رنين القصصية الخامسة بهدف تقديم محتوى تعليمي وتثقيفي يسهم في تنمية قدرات طلبة المدارس ويعزز مهارات التعلم لديهم حيث هدفت هذه المجموعة القصصية إلى تشجيع المكتبات المدرسية والعامة على اقتناء الكتاب المسموع والمادة الصوتية كوسيلة فعالة في التعليم والتأثير ورفع الوعي الثقافي في المجتمع.
ويرى العربي بان الاهتمام بشريحة المكفوفين يعتبر ضرورة ملحة نظرا لانّ هذه الشريحة تشكّل جزءا مهما من المجتمع لها حقوقها وواجباتها ودورها المهم، الأمر الذي يستوجب أن تحظى هذه الشريحة من أبناء الوطن بالعون المادي والتعليمي والنفسي من قبل مختلف المؤسسات والجهات ذات العلاقة، ويوضح بانه - وضمن برنامج "معاً" للمسؤولية الاجتماعية - يحرص على تقديم الدعم لذوي الاحتياجات الخاصة من خلال المساهمة في العديد من المبادرات الهادفة التي تتيح لهم الاندماج في المجتمع، والمساهمة في مسيرة البناء والعطاء والتنمية بمختلف مساراتها وأبعادها.

[email protected]