العرب والأولمبياد

في الوقت الذي نفرح ونحيي فيه كل بطل أولمبي عربي فاز بأي ميدالية بالأولمبياد، علينا ألا يغيب عن بالنا أن سباحا واحدا مثل السباح الأولمبي الأميركي مايكل فيلبس، استطاع أن يفوز حتى كتابة هذه السطور بـ 22 ميدالية ذهبية، وذلك منذ أن شارك للمرة الأولى العام 2000 في دورة الألعاب الأولمبية بسيدني وحتى ريو 2016، وهذا العدد من الميداليات قريب من عدد الميداليات الذهبية لكل مشاركات الدول العربية منذ العام 1928 في دورة أمستردام وحتى الآن، إذ تبلغ الميداليات التي فاز بها كل العرب 25 ميدالية ذهبية بما فيها الميدالية التي فاز بها البطل الأولمبي الكويتي فهيد الديحاني الذي لعب تحت راية العلم الأولمبي.اضافة اعلان
إنها مقارنة توضح تماما أن الرياضة العربية أو لنقل بمعظمها ما تزال محزنة وما زال مستواها ضعيفا لم يرتق إلى مستوى الدول التي تحصد الميداليات ذهبا وفضة وبرونزا.
لقد أصبحت الرياضة مقياسا من أهم المقاييس الحضارية للإنسان المعاصر، فإذا تابعنا توزيع الميداليات التي تم الفوز بها حتى الآن أو التي سيتم الفوز بها فيما بقي من أيام للأولمبياد، لوجدناها لرياضيي الدول القوية الغنية المتقدمة تكنولوجيا وإعلاميا وإقتصاديا وثقافيا، فيما هناك بعض الميداليات المتفرقة التي يفوز بها بعض الأبطال معظمهم بمجهود شخصي أحيانا كثيرة وبدعم بسيط من دولهم، وهذا يتم في الألعاب الفردية غالبا خاصة العاب القوى والعاب القوة.
لو وضعنا كرة القدم وكرة السلة جانبا، نستطيع أن نقول بأن الألعاب الأولمبية الحديثة هي معيار التقدم أو التخلف في أي رياضة من الرياضات.
هناك خلل واضح في الرياضة العربية على كل المستويات لا بد من الإفصاح عنه والإعتراف به، إذا أردنا أن يكون وزننا الأولمبي الرياضي مناسبا لما نملكه كعرب من إمكانات مادية وبشرية وتراث طويل مرت عليه كل حضارات العالم القديمة والحديثة.
هناك تراجع في مستوى الأداء الرياضي العربي يقابله تقدم لدول العالم الأخرى يحتاج إلى دراسة واقعية يقوم بها خبراء مختصون قادرون على التشخيص والتقييم وإقتراح الحلول المناسبة التي تخلق الإستقرار والتطور وهذه الأمور تحتاج إلى قرارات سياسية أيضا.
الرياضة أحد أهم عناوين التقدم والحضارة لأي شعب من شعوب الأرض، ولا شك أن جامعة الدول العربية ومجلس وزراء الشباب والرياضة العرب وإتحاد اللجان الأولمبية العربية يدركون ذلك تماما، متمنين أن يكون لهم دور عملي حقيقي واقعي للنهوض بالرياضة العربية التي غابت عن التفوق والإنجاز المناسب لإبعاد الصورة السوداء القاتمة التي تتهم العرب والمسلمين بالإرهاب والتطرف والتخلف أيضا حتى في الرياضة.