"العفو الدولية" تتوجه لمحاكم تل أبيب بعد اختراق شركة إسرائيلية تطبيق "واتساب"

سان فرانسيسكو- بعد أن أقرت شركة "واتساب" والمملوكة لـ"فيسبوك" وجود ثغرة أمنية، ادعت أنها عالجتها، من قبل مجموعة "إن إس أو" الإسرائيلية، توجهت منظمة العفو الدولية لتطالب وزارة "الدفاع الإسرائيلية" بسحب تراخيص المجموعة التي تخول لها حق تصدير منتجاتها إلى الخارج.اضافة اعلان
وقالت منظمة العفو الدولية، التي أكدت أنها استهدفت بوسائل إلكترونية طورتها "إن إس أو"، إن هذا الهجوم يعد من الهجمات التي طالما خشيت جماعات حقوق الإنسان حدوثه.
وقالت دانا إنغلتون، نائب مدير التكنولوجيا في المنظمة "إن هذه الهجمات قادرة على السيطرة على الهواتف الذكية بدون اتخاذ أي إجراء".
وأضافت أن لديها أدلة كثيرة على أن هذه الوسائل تستخدم بمعرفة أنظمة حاكمة في مراقبة الناشطين والصحفيين البارزين.
وتابعت: "لابد من أن تكون هناك بعض المساءلة عن ذلك، فلا يمكن أن يبقى هذا النشاط سريا".
والثغرة الأمنية الكبيرة التي عثرت عليها في تطبيق الرسائل المعروف، سمحت لقراصنة إلكترونيين بتثبيت برنامج تجسس على هواتف محمولة. وقالت شركة "فيسبوك"، التي تمتلك "واتساب"، إن الهجوم استهدف عددا معينا من الأشخاص.
وحثت شركة "فيسبوك" مستخدمي تطبيق "واتساب" في أنحاء العالم على تحديث التطبيق للحصول على آخر نسخة منه.
وأكدت الشركة أنها اكتشفت قبل 10 أيام أن شركة إسرائيلية طورت برمجيات تجسس، ونقلت تلك البرمجيات إلى هواتف الأفراد عبر خاصية المكالمات في "واتساب".
ويتيح برنامج التجسس للمهاجمين إجراء اتصال بشخص ما باستخدام "واتساب"، وتثبيت برمجيات خبيثة على هاتفه، حتى وإن لم يرد على المكالمة. وتسمح تلك البرمجيات بالتجسس على الشخص المستهدف، باستخدام سماعة هاتفه وميكروفونه.
ويقول خبراء "إن هذا الهجوم يحمل ملامح مشابهة لبرامج التجسس التي تطورها وكالات الاستخبارات، وهناك مخاوف من أن يكون برنامج التجسس قد استخدم لاختراق هواتف نشطاء حقوق الإنسان".
وتقول "فيسبوك" إن تقنية المراقبة استخدمت بالفعل في التجسس على مكالمات محامي حقوق الإنسان.
وتذكر شركة "واتساب" أن لديها حوالي مليار و500 مليون مستخدم في أرجاء العالم، وأنها أصدرت بالفعل تحديثا للتطبيق أول من أمس لعلاج المشكلة.
وقالت "فيسبوك" إنها حذرت الشرطة في الولايات المتحدة من تلك الاخترقات.
غير أن "واتساب" ذكرت أنه ما يزال من المبكر معرفة عدد المستخدمين الذين تضرروا من الثغرة التي كانت موجودة في التطبيق.
وكانت "صحيفة فايننشال تايمز" هي أول من نشر أخبار هذا الهجوم الإلكتروني الذي اكتشف في وقت سابق من الشهر الحالي.
واستخدم منفذو الهجوم مكالمات صوتية عبر "واتساب" في التواصل مع الأجهزة المستهدفة. وحتى إن لم يرد المستخدم على تلك الاتصالات، تجد برمجيات المراقبة طريقها إلى جهاز المستخدم ثم تُحذف المكالمة من سجل مكالمات الهاتف أو جهاز الاتصال، بحسب الصحيفة.
كما جددت "فاينانشال تايمز" تأكيدها، على لسان أحد تجار برمجيات التجسس، قوله "إن البرمجية طورتها شركة غير معروفة مقرها في إسرائيل تحمل اسم "مجموعة أن أس أو" (NSO Group) المتهمة بمساعدة حكومات من الشرق الأوسط وحتى المكسيك على التنصت على ناشطين وصحفيين".
وقال باحثون في مجال الأمن "إن الشيفرة الخبيثة تحمل أوجه تشابه مع تقنيات أخرى طورتها الشركة"، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز.
وقالت "واتساب" إن فريق الأمن الإلكتروني التابع لها كان أول من اكتشف الثغرة وأرسل بشأنها معلومات لجماعات في مجال حقوق الإنسان، وشركات متخصصة في الأمن الإلكتروني، ووزارة العدل الأميركية في وقت سابق من أيار (مايو) الحالي.
وقالت "واتساب" في مذكرة مختصرة وزعتها على وسائل إعلام: "يحمل الهجوم جميع السمات المميزة لمنتج تابع لإحدى الشركات التي تتعاون مع حكومات لإنتاج برمجيات تستخدم في السيطرة على نظام تشغيل الهواتف الذكية".
والاختراق هو الأحدث في سلسلة من القضايا المثيرة للقلق لدى "فيسبوك" المالكة لشركة "واتساب" بعد أن واجهت انتقادات شديدة لأنها سمحت لشركات أبحاث بجمع بيانات مستخدميها وعلى ردها البطيء على استخدام روسيا المنصة وسيلة لنشر معلومات مضللة خلال حملة الانتخابات الأميركية العام 2016.
وقالت مجموعة "سيتيزن لاب" البحثية في جامعة تورونتو، في تغريدة لها عبر منصة "تويتر"، إنها تعتقد أن أحد المهاجمين حاول استهداف محام في مجال حقوق الإنسان يوم الأحد الماضي من خلال تلك الثغرة، ولكن "واتساب" أوقفته.-(بي بي سي، أ ف ب)