العقبة: إطلاق أول تطبيق عالمي للغوص على الهواتف الذكية - فيديو

2000
2000

أحمد الرواشدة

العقبة– ساهم إغراق قطع وحطام الآلات العسكرية في أعماق خليج العقبة، بإنتاج أول تطبيق عالمي للغوص يستخدم على الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، يتيح لكافة الغواصين في جميع دول العالم، استعراض مواقع الغوص، بالاستعانة ببيانات الأقمار الصناعية والفيديو.اضافة اعلان
والتطبيق التي أطلقته سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، بحضور رئيسها نايف بخيت ومحافظ العقبة صالح النصرات وعدد كبير من الغواصين من جميع أنحاء العالم يتيح للغواصين، إنشاء خطوط الغوص الشخصية ومواقع الغوص في العقبة، من خلال عرض مواقع الغوص على الأجهزة اللوحية أو الهواتف الذكية، وتخصصاتهم ثم تسجيل المشاركة مع رفاق الغوص من كافة أنحاء العالم، كما يقدم للغواصين أول خرائط تفاعلية ثلاثية الأبعاد تحت الماء وتجربة الغوص الافتراضية لأكثر من 20 موقعا للغوص في خليج العقبة وجميع حطام الغوص.
وقال رئيس سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة نايف بخيت، إن الهدف من التطبيق هو تعزيز تجربة الغوص في العقبة بشكل كبير، وتسهيل مهمة مراكز الغوص في العقبة في عمليتي التخطيط والشرح اللذين يسبقان الغوص، بالإضافة إلى الترويج للعقبة كواجهة غوص مميز على البحر الأحمر.
إلى ذلك أنتجت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، بطاقات الغوص المقاومة للماء، والتي توفر وصفا تفصيليا لمواقع غوص الحطام الخمس في خليج العقبة، حيث تمنح البطاقات صورا ثلاثية الأبعاد لحطام سفينة السيدر برايد والدبابة والباخرة شروق والرابعة تايونغ والطائرة هيركوليز، حيث تبين كل بطاقة قياسات الحطام وعمقه والظروف الجغرافية، بالإضافة إلى معلومات عن الجولات ومواقع الغوص القريبة وأنواع الأحياء البحرية التي يمكن رؤيتها في الموقع.
وتتنوع القطع البحرية في خليج العقبة، بهدف إيجاد كائنات بحرية جديدة ومرجان جديد يضاف إلى بقية مواطن المرجان، حيث يعتبر خليج العقبة من أجمل الحيود المرجانية جمالاً في العالم، إذ يضم نحو 150 نوعا من المرجان ما يشكل أكثر مما هو موجود في السواحل الأوروبية حسب دراسات علمية عالمية.
ويشير بخيت إلى أنه سيكون للغوص دور كبير ومهم في مستقبل القطاع السياحي في العقبة خاصة والوطني بشكل عام، مؤكداً أن العقبة الواجهة السياحية الأولى التي يقصدها الغواصون. وبين أن التنوع الحيوي الهائل الموجود في خليج العقبة من شأنه إضافة لمسات سياحية جديدة للعقبة خاصة فيما يتعلق في رياضة الغوص والتي كانت آخر إضافة منتج جديد هو إغراق حطام الطائرة.
ويوضح مفوض السياحة والتنمية الاقتصادية في السلطة شرحبيل ماضي، أن الهدف من إغراق القطع العسكرية مثل الدبابة والطائرة والباخرة وغيرها، إحياء ودعم ورعاية الغوض وتشجيع الغطاسين على زيارة تلك القطع، التي تستقر على أعماق مختلفة في خليج العقبة أغلبها مقابل متنزه العقبة البحري، مشيرا إلى أن الطائرة العسكرية هي آخر قطعة حديدية عسكرية أغرقت العام الماضي، وانضمت إلى شقيقتها الدبابة المغرقة في البحر منذ عشرات السنين، والباخرة شروق لتشكلا معا موئلاً نموذجيا للمرجان المهدد بالانقراض نتيجة عوامل طبيعية وبشرية.
ويقول رئيس جمعية العقبة للغوص خماش طه ياسين، إن إغراق تلك الآليات خلق منتجا سياحيا جديدا للغواصين من مختلف دول العالم بالتزامن مع التطبيق الجديد الذي أطلقته السلطة، مؤكداً أنه لا يوجد في دول المنطقة والشرق الأوسط هذا التنوع العجيب من المرجان الذي يستوطن تلك القطع العسكرية الجاثمة في أعماق الخليج والقريبة من الشاطئ.
ويشير ياسين إلى أن الغوص هي من أفضل الهوايات التي يمارسها الكثيرون، حيث تتجه نسبة كبيرة من الشباب لممارستها داخل أعماق البحار لاستكشاف الأسرار المدفونة، والتي لا يمكن معرفتها إلا بالولوج في الأعماق.
وبين أن رياضة الغوص من الرياضات النادرة التي تتيح لممارسيها رؤية مناظر طبيعية لعالم ما تحت الماء، والذي لا يستطيع أغلب الناس مشاهدته إلا عبر وسائل الإعلام.
وبين خماش أن ممارسة صناعة الغوص في العقبة، بدأت منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي وتطورت مع الزمن، لتصبح مصدر رزق للكثير من العائلات في العقبة، حيث أن معظم مراكز الغوص في العقبة تمتلك وتدار من قبل أردنيين نفتخر بهم لمحافظتهم على هذه الصناعة وتناقلها من جيل إلى جيل، مشيراً إلى أنه ونظراً للتنوع الحيوي الهائل وسهولة الوصول إلى الحيود المرجانية في خليج العقبة، فإن صناعة الغوص في العقبة تعد رافداً للسياحة الخارجية والداخلية، إذ أن كثيرا من زوار العقبة الأجانب يأتون لتجربة الغوص في العقبة.
وحسب الخبير البيئي البحري من الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية محمد الطواها، فان اختيار منطقة المتنزه البحري على الشاطئ الجنوبي للعقبة على مقربة من مشاريع سياحية، هو لإيجاد مواطن للمرجان وخلق منتج سياحي جديد، مشيراً إلى أن الدراسات البيئية تؤكد أن خليج العقبة هو الامتداد الشمالي النهائي للشعاب المرجانية في العالم، ويوجد فيه نحو 180 نوعا من المرجان الرخو، وتوصف الحياة المرجانية فيه بأنها واحدة من أهم ثروات البحر الأحمر، وبالإضافة إلى أنواع المرجان المختلفة في هذا الحيد - الذي يمتد عشرات الكيلومترات- توجد في خليج العقبة آلاف من الأسماك الزاهية الألوان.
وتحظى العقبة بشعبية كبيرة في مجال ممارسة رياضة الغوص في خليجها، ويوجد في العقبة 24 موقعاً للغوص، يقع 22 موقعا منها داخل حدود متنزه العقبة البحري، ولا تزال المواقع الجديدة الأخرى في طور الاستكشاف.