سماح بيبرس
عمان - ينفذ عمال ميناء الحاويات في العقبة "توقفا جزئيا يوميا عن العمل" منذ نحو أسبوع، ما أدى الى تكدس عدد من الحاويات وتأخر بواخر في الميناء، وتأخير في تحميل وتنزيل البضائع.
ويقوم عمال الميناء منذ أسبوع، وبشكل يومي، بما يعرف بـ "go slow"؛ حيث يتم التوقف عن العمل لساعة أو ساعتين وتأخير الإنتاجية، الأمر الذي يعزز المخاوف من تفاقم الأزمة خلال الأيام المقبلة ومن تأثيرها على سمعة الميناء وتنافسيته مع الموانئ الأخرى لاسيما مع تكرار الإضرابات.
ويأتي "تخفيض الإنتاجية" كنوع من الضغط الذي يمارسه عمّال الميناء على شركة ميناء حاويات العقبة، لتلبية مطالبهم العمّالية.
رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، الدكتور كامل محادين، أكد أن ما يحصل في الميناء حاليا هو توقف عن العمل ما بين الساعة والساعتين، واصفا ذلك بأنه بعض المحاولات لإظهار نوع من الاحتجاج وتقليص الإنتاجية خلال الأيام القليلة الماضية، الأمر الذي كان له الأثر على مستوى الإنتاجية الطبيعية بحد مقبول نسبيا ولم يصل إلى حد التأثير الكبير على مستوى خدمة السفن.
وبحسب محادين، فإن التوقف أو الإبطاء في العمل لم يؤد الى تكدس الحاويات؛ حيث إن عملية تسريب الحاويات مستمرة وبشكل طبيعي.
وأضاف أنه تم الاتفاق مع اللجنة النقابية لشركة ميناء حاويات العقبة على مجموعة من طلبات اللجنة، ونحن الآن ما نزال خلال عملية التسوية من خلال وزارة العمل والتي تتطلب التعاون من الطرفين للوصول إلى نتيجة مرضية تلبي وتحقق مطالب اللجنة ومتطلبات الشركة أيضاً في رفع الإنتاجية لمواكبة الطلب المتزايد في خدمة الشركات التي تتعامل مع ميناء الحاويات.
وأكد محادين أن الشركة تسير ضمن التسوية وحسب قانون العمل؛ حيث نتوقع الوصول إلى تسوية شاملة بنهاية شهر تشرين الأول (اكتوبر) من العام الحالي.
وأكد محادين أن العاملين في ميناء الحاويات هم سواعد وطن وأنه يتم العمل مع العمال ضمن القوانين المرعية في هذا الوطن وعلى يقين بأن الشركة سعت وستبقى تعمل على رفع سوية العمل.
وكان لـ"تخفيض الإنتاجية تأثير على الحركة الملاحية، بحسب وكلاء خطوط ملاحية، ونقابة شركات ومكاتب التخليص، الذين أبدوا تخوفهم من تفاقم الأزمة خلال الأيام المقبلة ومن تأثيرها على سمعة الميناء وتنافسيته مع الموانئ الأخرى لاسيما مع تكرار الإضرابات".
وأكدوا أن أي تأخير يحصل على البواخر يعني تكاليف إضافية بسبب التأخير في البواخر، وهي تكاليف يتحملها التاجر ومن ثم المواطن، مشيرين الى أن الوكلاء والتجار ما يزالون متأثرين من الإضراب الأخير الذي كان قد قام به العمال قبل أشهر.
مدير مؤسسة فيلادلفيا للوكالات الملاحية وكيل خط الملاحي "china shipping"، الكابتن محمد الكلالدة، أكد أن التأثير خلال الأيام الماضية بات يظهر من خلال تأخر البواخر في العقبة وبالتالي تكدس الحاويات.
وأشار الكلالدة الى أن "الوضع الحالي في الميناء حرج" وله انعكاسات كبيرة على الميناء وسمعته وعلى الخطوط الملاحية التي باتت تعيد جدولة رحلات بواخرها أو أنها تعكس تكاليف هذا التأخير على التجار، مشيرا الى أن عددا من الخطوط الملاحية سترفع رسوم الشحن وذلك بسبب تكبدها لتكاليف كبيرة جدا من جراء التأخير.
مدير مجموعة الناعوري وكيل خطوط "إيفر جرين"، إبراهيم الناعوري، أكد ضرورة أن لا يكون التعامل مع هذه الأزمة لآخر لحظة، حيث يجب التوصل الى حل قبل أن "تستفحل المشكلة"، مشيرا الى حجم التكاليف التي بدأت تتراكم من جراء هذا التأخير.
مدير عام شركة أمين قعوار وكيل الخط الملاحي "كوسكو"، ناديا شاهين، وصفت ما يحدث في الميناء بأنه "تدمير للميناء والاقتصاد الوطني" خصوصا مع تكرار الإضرابات التي أثرت على سمعة الميناء وعمله.
وأكدت شاهين أن المتضرر الأكبر من هذه التأخيرات أو الإضرابات هو الاقتصاد الوطني، خصوصا أنها بدأت تؤثر على سمعة الميناء وبالتالي على تنافسيته.
وأوضحت أن هذا ينعكس على أن تقوم الخطوط الملاحية بإعادة النظر في التوجه للعقبة أو أنها ستقوم برفع أجورها ما يعني زيادة التكاليف على التاجر والذي بدوره سيعكسها على المواطن.
ودعت شاهين الى ضرورة التحرك على مستوى وطني من غرف تجارة وصناعة وحكومة وشركة ميناء الحاويات وسلطة العقبة لإيجاد حل سريع وعملي لما يحدث في الميناء.
نقيب شركات ومكاتب التخليص، عبدالمنعم العزايزة، أكد أن عمليات التخليص خلال الأسبوع الماضي انخفضت بشكل ملحوظ بسبب انخفاض إنتاجية الميناء والناجم عن "تخفيض إنتاجية العمل" الذي يقوم به العمال، مشيرا الى أن هذا انعكس على التحميل والتنزيل والتخليص وعلى الشاحنات. وقال العزايزة إن هناك "عدم انضباط" لدى الموظفين في الميناء وإن ادارة الميناء باتت لا تستطيع التعامل مع موظفيها بالشكل الصحيح.
