العقبة: ضبط 4 آلاف لتر من البنزين المهرب

جرافة تزيل أحد الأكشاك التي تبيع البنزين المهرب في العقبة -(الغد)
جرافة تزيل أحد الأكشاك التي تبيع البنزين المهرب في العقبة -(الغد)

احمد الرواشدة

العقبة – ضبطت كوادر سلطة منطقة العقبة الخاصة أمس 40 آلاف لتر من مادة البنزين السعودي المهرب، أي ما يقارب 200 جالون، مخصصة للبيع في احواش واكشاك للبنزين، وأزالت 17 كشكا وموقعا لبيع البنزين المهرب، وصادرت كمية كبيرة من المناطق التي أزالتها، وفقا لمدير الرقابة العامة والتنفيذ في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة المهندس محمد الزعبي.
وأشار الزعبي انه تمت مصادرة الكمية والتصرف بها حسب الأصول مع الجهات ذات العلاقة، وتحويل الأشخاص المتورطين، وهم من العمالة الوافدة إلى الجهات الأمنية المختصة لإجراء المقتضى القانوني بحقهم، مبيناً أن السلطة تقوم بالتعاون مع الجهات المعنية المختلفة بتتبع خطوات المهربين والطرق التي يسلكونها بشكل دائم ثم مصادرة البنزين المهرب.
وأوضح الزعبي أن عمليات الضبط مستمرة حتى يتم القضاء على هذه الظاهرة المؤرقة في العقبة، والتي تشكل ضررا على السلامة العامة، مؤكدا على دور السلطة الرقابي في مكافحة هذه الظاهرة والسعي إلى جعل العقبة خالية من البنزين المهرب.
وبين الزعبي أن السلطة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة والأجهزة الأمنية المعنية تعمل كفريق واحد على إزالة المخالفات الموجودة في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة كافة، نظراً لتأثيراتها البيئية التي تهدد السلامة العامة للمواطنين في العقبة.
وطالب مواطنون الجهات المعنية في مدينة العقبة بإيجاد حلول جذرية، وضبط ظاهرة انتشار وبيع البنزين السعودي خاصة بعد "إنذار" الحريق الكبير، الذي اندلع مؤخرا بمنطقة العاشرة وقبله بمنطقة الشلالة بعد أن حالت العناية الإلهية وأبعدت كارثة محققة بوجود "براميل البنزين" في وسط الحريق.
وقال المواطن عبد سالم إن ثمة أكثر من 120 مستودعا وحوضا لتخزين وبيع البنزين المهرب في مدينة العقبة، التي يتفاخر بها المسؤولون أنها عاصمة الاردن الاقتصادية، مشيراً أن الشوارع والأحياء السكنية انتشرت فيها ظاهرة بيع البنزين المهرب خاصة في فصل الصيف، الذي ترتفع فيه درجات الحرارة إلى أرقام قياسية تساعد على اشتعال البنزين المهرب.
وبين المواطن احمد الخوالدة أن العقبة شهدت العديد من الحوادث المخيفة والمتعلقة باشتعال مستودعات ومحال لبيع البنزين، وحالت العناية الإلهية دون وقوع كوارث محققة، مطالبا سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة والجهات المعنية بتشديد العقوية على مروجي البنزين المهرب وإنهاء هذه الظاهرة تماماً، لأنه قنابل موقوتة موضوعة بين الاحياء السكنية وعلى الطرقات.
وأكد المواطن تامر الرواشدة ان ظاهرة البنزين المهرب أخذت بالتوسع كثيرا في المدينة، وبأساليب عرض وبيع جديدة تنطوي على مخاطر كارثية، نظرا لانعدام توفر شروط السلامة العامة للتعامل مع مادة شديدة الانفجار(البنزين)، ووسط ارتفاع حاد جدا لدرجات الحرارة خاصة في فصل الصيف رغم الحملات التي تقوم بها الجهات ذات العلاقة.
وأوضح مواطنون أن بيع البنزين في (الأحواش) غير المجهزة أو في سيارات متجولة ينطوي على خطورة كبيرة جدا، مشيرين إلى أن هذه المادة اعتاد عليها سكان المدينة وزوارها وهي تحل مشكلة عدم توفر هذه المادة في بعض الأحيان في المحطات، خاصة وأنها كانت تباع بأسعار محفزة للمواطنين وبفارق كبير عن سعرها في محطات الوقود بأقل من ثلاثة دنانير عن السعر الرسمي للصفيحة، وتحقق لبائعها ربحا معقول.
وبين المواطن محمد الفيومي أن توفر مادة البنزين السعودي في المدينة يعتبر أمرا اعتياديا وتاريخيا، حيث اعتاد كثيرون على تشغيل سياراتهم عليه لجودته العالية وتدني سعره، وأن قيام الجهات المعنية بوضع اشتراطات وقيود صعبة على من يتاجر بهذه المادة الإستراتيجية بهدف الحد من دخولها عبر الحد بين مدينتي حقل والعقبة لم يؤد نتائجه المرجوة، ولم يوقف تداولها في أسواق المدينة رغم الحملات الأمنية والتي ضبطت بعض "الجالونات والبراميل"، التي زادت كمياتها بمفارقة عجيبة، وزاد الطلب عليها، مما كان له الأثر المباشر لطمع وجشع البائعين ورفع سعرها إلى 14 دينارا للتنكة بعد ان كانت تباع قبل فترة وجيزة بـ12 دينارا.
ويباع البنزين المهرب في العقبة بواسطة (جالون) بين الأحياء السكنية وعلى الشوارع التي تكتظ بالعديد من المركبات والمواطنون، وفي بعض المنازل المجاورة التي تحولت لمستودعات بنزين مهرب، الأمر الذي قد يشكل خطرا حقيقيا على المواطنين والاقتصاد الوطني، وسط غياب تام للجهات المسؤولة في العقبة من أهما سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، حيث تتم عملية تهريب البنزين الذي يصل إلى العقبة ومعان عن طريق استبدال خزانات وقود الشاحنات، أو تعديل تلك الخزانات لتتسع لأكبر كمية ممكنة، حيث ينشط في هذا النوع من التهريب عن طريق سائقين يعملون بقطاع النقل ما بين الأردن والدول العربية المجاورة، أما بالنسبة للطريقة التي يتم فيها تسويق هذا البنزين المهرب فتتم نهارا جهارا على مرأى الجهات الرقابة دون القيام بأي إجراءات تكفل عدم انتشار هذه الظاهرة.
ويقول صاحب محل تجاري في العقبة وبالقرب منه محل لبيع البنزين إن محله وبقية المحلات التجارية مهددة بالحريق جراء انتشار بيع البنزين المهرب والتي لا تتقيد بالسلامة العامة، وبين أنه قام بالتقدم أكثر من مرة بشكوى لدى مفوضية العقبة الاقتصادية الخاصة لكن الظاهرة تأخذ بالانتشار يوماً بعد يوم.
ويشتكي مستثمر في محطات بيع مشتقات النفط من استفحال ظاهرة البنزين المهرب في المدينة، ما أدى إلى تراجع الطلب على مادة البنزين لديهم كلما زادت وفرة البنزين المهرب في المدينة. يذكر أن البنزين المهرب يباع حاليا في مناطق عديدة بمختلف الأحياء السكنية، وأصبح يباع عبر سيارات متجولة تحمل البنزين بجالونات (تنكة) وتتخذ من موقع كثيف الحركة مكانا لعرض البنزين وكأنه سلعة غذائية.
وشهد العام الحالي أكثر من حريق كبير لمستودعات وأحواش البنزين المهرب، كان آخرها بمنطقة العاشرة التي تشهد كثافة سكانية كبيرة، وقبلها حريق كبير اندلع في شهر أيار (مايو) الماضي، في منطقة الشلالة بأحد "أحواش" تخزين البنزين المهرب، ما أسفر عن نفوق 8 رؤوس من الغنم وتضرر ثلاثة منازل مجاورة، فيما لم تسجل أي إصابات.
[email protected]

اضافة اعلان