هبة العيساوي
عمان- ليست حنان أبوعودة مضطرة لأن تقطع مسافة طويلة وسط زحمة المرور كل يوم للوصول إلى وظيفتها، أو حتى للتعرض للازعاج ومشاكل العمل، فما عليها إلا أن تفتح جهاز الحاسوب الخاص بها لتنهمك بإنجاز عملها التي تتقاضى عليه راتبا شهريا.
فأبوعودة، الموظفة في إحدى شركات القطاع الخاص منذ خمسة أعوام، غير ملزمة بالدوام في الشركة، فهي تعمل من بيتها كمصممة للديكور.
وتقول أبوعودة (38 عاما) "بعد أن رزقت بطفلي الثاني أصبحت أبحث عن وظيفة من البيت أستطيع من خلالها الاستمرار في الحصول على دخل جيد وفي الوقت نفسه قريبة من أطفالي".
وتضيف أنها كانت محظوظة جدا عندما وجدت إعلان وظيفة مصممة ديكور في احدى الصحف، وخاصة أن الشركة لم تشترط الالتزام بدوام رسمي.
وتؤكد أبوعودة أن أهم شيء في "العمل من البيت" هو تنظيم الوقت وعدم التراخي في إنجاز المهمة وتخصيص غرفة مكتب صغيرة للشعور بالالتزام بعيدا عن الضوضاء.
وتقول "العمل من البيت يوفر علي الكثير من الجهد والإرهاق والضغط النفسي، والشعور بالذنب بعيدا عن أطفالنا، مما ينعكس ايجابيا على الإنتاجية".
وتبين بأنها تحدد مواعيد يومية لعملها وكأنها موجودة في جو الوظيفة، كي لا تؤجل أي مهام في إعداد التصاميم الموكلة إليها من الشركة والرد على الاستفسارات الواردة اليها عبر البريد الإلكتروني، وفي الوقت ذاته لا تقصر بالمهام العائلية الأخرى.
وتقول أبوعودة إن "التكنولوجيا والطرق الحديثة ساعدت كثيرا للحصول على فرصة عمل من البيت وتوفير وقت لقضائه مع الأطفال، وتجنب تكاليف ومشاكل الحصول على خادمة أو مربية أو حتى وضع الأطفال في حضانة".
يشار إلى أن عدد الآباء والأمهات الذين يفضلون رعاية أبنائهم والعمل من البيت في نفس الوقت للحصول على راتبهم بشكل اعتيادي يتزايد بشكل كبير بحسب دراسة عالمية صدرت أخيرا.
وأما بالنسبة للراتب الشهري الذي تتقاضاه أبوعودة فتبين أنه لا يختلف عن راتب أي موظف يعمل في نفس وظيفتها في الشركة، سواء أكان يعمل بداوم رسمي فيها أو في المنزل، بالاضافة إلى حصولها على العلاوات والامتيازات كغيرها من الموظفين.
وبحسب دراسة، فإن أفضل الوظائف التي برزت في العام 2014 يمكن القيام بها من المنزل، هي مصمم ويب، موظف في خدمة العملاء، كاتب حر، ومخطط عطلات.
بدوره يقول الخبير الاقتصادي حسام عايش إن العولمة وأدوات الاتصال والتواصل الجديدة في الاقتصاد، سمحت للكثيرين بإيجاد فرص عمل دون الخروج من حدود المنزل أو حتى الالتزام بدوام رسمي في الشركة.
ويرى عايش أن الدخل من هذه الأعمال قد يكون أعلى من كثير من الوظائف العادية الرسمية، بحيث يوظف الشخص كافة مهاراته وخبراته في العمل لجهة أو لأكثر وليس في المنزل فقط وإنما قد يكون في المقهى أو المطعم أو في بيت أحد الأصدقاء.
ويؤكد أن مثل هذه الأعمال توفر الوقت والجهد والمال وتقلل من الضغط العصبي الذي يرافق أماكن العمل في المكاتب.
ويشير عايش إلى أن الكثير من تلك الوظائف قد لا تندرج تحت احصائيات البطالة وقد تكون ضمن حسابات اقتصاد الظل، بالاضافة إلى أن تلك الوظائف قد تكون ثانوية لدى أفراد لديهم وظيفة رئيسية.
إلى ذلك، تبين الدراسة العالمية أنه رغم ايجابيات العمل من البيت فإن له سلبياته أيضا، فبسبب غياب ضغط الوقت يتراخى كثيرون في إنجاز عملهم ويؤجلون أشياء مهمة.
hiba.isawe@
