العنصرية في الرياضة

رغم كل أهداف الرياضة النبيلة وهي من أهم مظاهر الحياة الإنسانية المعاصرة التي لا تؤمن بالتمييز والعنصرية والبغضاء بين الأمم والشعوب والأفراد، فإن هناك من ينتهك القيم النبيلة للرياضة بوسائل عديدة.

اضافة اعلان

ولعل العنصرية فيها من أقبح وأسوأ الانتهاكات التي ما تزال تطفو على السطح، رغم أنها أخذت تتضاءل بعدما فضحت وسائل الإعلام الحديثة هذه الممارسات المشينة.

من المحزن أن أكثر هذه المخالفات العنصرية تحصل في دول تدعي الحضارة والمدنية والديمقراطية والمساواة واحترام حقوق الإنسان.

ولأن لعبة كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في العالم التي تظهر فيها بقايا التعامل العنصري الذي يشمل التمييز بلون البشرة والدين والأصول، وقد تابعنا العديد من هذه الانتهاكات خلال السنوات الماضية حتى في أكثر من مونديال أو بطولات أوروبية متعددة، ولعل التعامل مع النجم الألماني التركي الأصل أوزيل خير نموذج على ذلك.

ولم يقتصر الأمر على كرة القدم وإنما طالت ألعابا أخرى أهمها ألعاب القوى.

قبل أيام قليلة أصيبت البطلة الإيطالية من أصول نيجيرية دايزي أوساكوي (22 سنة) وهي سوداء البشرة بجروح في عينها، عندما ألقيت على وجهها بيضة من أشخاص كانوا في سيارة اقتربت منها وقذفتها بهذه البيضة، التي تسببت في بعض الجروح في قرنية العين وكذلك بوجود سائل في شبكية العين.

وقد أجابت هذه البطلة التي تحمل الرقم القياسي لإيطاليا في رمي القرص لسن تحت 23 سنة، بأن الهجوم تم عليها بدافع عنصري بحت، وأن ذلك الإعتداء لن يمنعها من المشاركة في البطولات القادمة رغم ألمها النفسي الكبير.

لا شك أن الرياضة بريئة من هذه السمة التي يعاني منها العديد من الرياضيين، خاصة من هؤلاء المتعصبين والعنصريين الذين لم تستطيع الحضارة أن تؤثر في سلوكهم اللاإنساني.