الغذاء الصحي والإقلاع عن التدخين يحدان من الإصابة بالذبحة الصدرية

الغذاء الصحي والإقلاع عن التدخين يحدان من الإصابة بالذبحة الصدرية
الغذاء الصحي والإقلاع عن التدخين يحدان من الإصابة بالذبحة الصدرية

عمان- الغد- يحتفل العالم في السابع والعشرين من أيلول من كل عام باليوم العالمي لصحة القلب، ويتم اغتنام هذه المناسبة لتوعية العالم بأهم القضايا والمواضيع المتعلقة بصحة القلب، ذلك أنه ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن الأمراض القلبية الوعائية (بما فيها النوبات القلبية والسكتات الدماغية) تمثل أهمّ الأمراض الفتاكة في العالم، إذ تحصد أرواح 17.5 مليون نسمة كل عام. والغرض من يوم القلب العالمي هو إذكاء الوعي العام بكيفية العمل على الحد من عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب.

اضافة اعلان

وتم الحديث سابقا عن مرض تصلب الشرايين وعوامل الخطورة المتعلقة به، وقد بيّنا في معرض حديثنا ذلك أن أفضل طرق الوقاية من أمراض شرايين القلب التاجية تكمن في ما يلي:

•     التوقف عن التدخين.

•     تناول الغذاء الصحي.

•     ممارسة الرياضة.

•     تخفيف الوزن.

•     تجنب الانفعالات النفسية

والحديث اليوم ليس عن مرض بعينه يصيب القلب، وإنما عن نوبات من آلام شديدة بالصدر تحدث عندما لا تستطيع عضلة القلب الحصول على ما يكفيها من الدم الذي يحتوي على كمية كافية من الأكسجين، وهذا ما يطلق عليه اسم الذبحة الصدرية.

ويعدّ الأشخاص متوسطو أو كبار العمر، والأشخاص أصحاب الوزن الزائد، والذين لديهم ضغط دم مرتفع، ومن يأكلون أطعمة غنية بالكوليسترول، ومدخنو السجائر هم ضحايا الذبحة الصدرية.

وتعني كلمة الذبحة الصدرية باللغة اللاتينية "اعتصار الصدر" أي حدوث آلام في الصدر وصعوبة في التنفس، وهذا الألم الصدري ناتج عن اختلال التوازن بين ما يتطلبه القلب من الأوكسجين وحجم الأوكسجين الذي يصل القلب عبر الدورة الدموية؛ وذلك بسبب تصلب الشرايين التاجية بسبب ترسب الدهون والألياف على جدار الشريان.

وتختلف الذبحة الصدرية عن النوبة القلبية من حيث إن الشرايين في الذبحة الصدرية لا تصاب بانسداد كامل، كما أنها تلحق ضرراً طفيفاً أو غير دائم بالقلب.

الأعراض المصاحبة للذبحة الصدرية

من الجدير بالذكر أنه ليس كل ألم في الصدر يعني الإصابة بالذبحة الصدرية، فقد يكون الألم ناتجاً عن مشكلة في المريء أو شدّ في عضلات الصدر أو في الجهاز التنفسي، أو في عضلات القفص الصدري أو الرئتين أو الغشاء البلوري المحيط بالرئتين وغيرها، وهذا يعني أن أي ألم بالصدر يجب أن يدفع المرء إلى مراجعة الطبيب؛ لأن الطبيب وحده يستطيع أن يقرر ما إذا كان الألم هو ألم ذبحة أم لا، وذلك بعد إجراء بعض الفحوصات للتثبت من التشخيص.

ومن أهم الأعراض التي من الممكن ملاحظتها الآتي:

•     الإحساس بوجود ألم خلف عظمة الصدر الوسطى الأمامية (عظمة القص)، حيث ينتشر هذا الألم عبر الصدر، أو ينتقل إلى الكتفين بخاصة الكتف الأيسر، وقد يمتد إلى الرسغين واليدين، وقد ينتشر الألم أحياناً إلى الرقبة والفكين، أو إلى الظهر أو الذراعين، أو يصاحبه شعور بعدم الارتياح أو ثقل أو اختناق في الصدر، وتدوم نوبة الألم 15 دقيقة أو أقل من ذلك بقليل.

•     الشعور بالألم مع بذل مجهود عضلي أو نفسي، ويزول الألم عند الراحة أو عند استعمال حبوب خاصة توضع تحت اللسان لتوسيع شرايين القلب مثل (حبوب النيتروجلسرين) لضمان سرعة امتصاصها ووصولها في وقت قصير، حيث تعمل على توسيع الشرايين.

•     صعوبة في التنفس وزيادة في التعرق والإحساس بالغثيان والتعب والإرهاق الشديدين.

قد تشكو فئة من المرضى من ألم الذبحة الصدرية مع أن الفحوصات تؤكد أن شرايين القلب طبيعية تماماً، وهنا يعود سبب الألم الصدري إلى عدم استطاعة العضلة القلبية الحصول على كمية كافية من الأكسجين بسبب تشنج عابر في الشريان التاجي.

وللذبحة الصدرية نوعان:

•     الذبحة الصدرية المستقرة: وهي نوع من الذبحة الصدرية التي تحدث عند بذل الجهد وتزول عند زوال الجهد أو عند تناول حبة نيتروجليسيرين تحت اللسان.

•     الذبحة الصدرية غير المستقرة: وهي تحدث من دون بذل جهد أو حتى في حال الراحة، أو قد تزداد حدتها يوماً بعد يوم، وتستمر لفترات أطول، وهذا يعني أنه يجب علاجها حالاً لتفادي مضاعفاتها مثل جلطة القلب.

العلامات المنذرة في الذبحة الصدرية

يتأقلم المصابون بالذبحة الصدرية مع أعراضهم ويمكنهم التحكم بها، لكن يمكن في بعض الأحيان أن يصابوا ببعض الأعراض التي تنذر بوجود مشكلة أكبر من الذبحة، ولذلك لا بد من الاستشارة الطبية العاجلة، ومن هذه العلامات:

•     استمرار ألم الذبحة لأكثر من عشر دقائق.

•     زيادة حدة الألم عن المعتاد.

•     عدم زوال الألم باستعمال الأدوية المعتادة واستمراره.

•     زيادة عدد نوبات الألم عن المعتاد.

•     الإحساس بالألم أثناء الراحة.

•     الإحساس بأعراض جديدة لم تكن موجودة في السابق.

الأسباب المؤهلة للإصابة بالذبحة الصدرية

يزيد الدم القادم إلى القلب عند زيادة الحاجة له، لكن في بعض الحالات تكون الشرايين ضيقة بسبب ترسب بعض المواد عليها، أو تتقلص الشرايين لأسباب مختلفة فلا تتمكن من زيادة كمية الدم فتحدث الذبحة.

ويمكن للأسباب التالية أن تساهم في الإصابة بالذبحة الصدرية:

•     الإجهاد البدني أو الحركة والنشاط الزائد، حيث ينشأ ألم الذبحة الصدرية حينما يعمل القلب أكثر من العادة فتزيد حاجة القلب للدم والأكسجين عن الكمية المتاحة.

•     الضغوط النفسية أو العاطفية، كالخوف أو الغضب أو الانفعال.

•     بعد تناول وجبة دسمة وثقيلة.

•     التعرض للهواء البارد أو بسبب الإحساس بالحر أو البرد الشديدين.

•     التشوهات الخلقية بالشرايين التاجية، أو حدوث انقباض أو تقلص أو انسداد لهذه الشرايين؛ بسبب مرور خثرة دموية أكبر من مساحة الشريان تؤدي إلى انسداده مما يؤدي إلى انسداد أو انقطاع إمداد الدم لجزء من العضلة التي يغذيها الشريان فيحدث الألم، وتسمى هذه الحالة بنقص التروية القلبية.

•     وجود مشكلة مرضية بأحد الصمامات مثل تضيق الصمام الأورطي وكذلك ارتفاع ضغط الدم الشرياني.

•     تصلب الشرايين التاجية أي فقدانها المرونة بسبب ترسب مجموعة من المواد الضارة أهمها الكوليسترول، ثم حدوث تضيق تدريجي في سعة الشرايين قد يصل إلى حد الانسداد الكامل أو شبه الكامل.

•     تراكم الدهون على جدران الشرايين التاجية والذي يبدأ في مرحلة مبكرة من العمر - قبل مرحلة البلوغ - فمع ازدياد الترسب الدهني تصبح الشرايين صلبة وضيقة وينخفض تدفق الدم وتتصلب الشرايين؛ ما يؤدي لحدوث الذبحة الصدرية.

•     التدخين، والذي يلعب دوراً رئيسياً في حدوث الذبحة الصدرية.

•     ارتفاع ضغط الدم يعدّ عاملاً مهماً لحدوث الذبحة الصدرية لما يسببه من عدم انتظام في تدفق الدم داخل الشريان، مما يسبب تغيرات داخل بطانة جدار الشريان ويزيد من تصلب الشرايين التاجية. كما أن ارتفاع ضغط الدم يزيد من عمل البطين الأيسر ويؤدي إلى تضخمه وزيادة حاجته للأكسجين.

عوامل ثانوية أخرى منها:

•     انخفاض نسبة الدهون ثقيلة الكثافة في الدم.

•     حدوث تصلب للشرايين التاجية في العائلة وبخاصة في سن مبكرة.

•     الإصابة بمرض السكري.

•     البدانة والسمنة المفرطة.

•     الخمول وقلة الحركة.

•     الإجهاد النفسي والجسمي والذهني.

عوامل الخطورة للإصابة بالذبحة الصدرية

هنالك بعض العوامل التي قد تكون سبباً في تعجيل الإصابة بالمرض، منها:

•     الجنس، يلاحظ أن نسبة إصابة الرجال بأمراض القلب عامة أكثر من النساء، وذلك بسبب الهرمونات الأنثوية التي تحمي الشرايين، ولذلك تزداد نسبة المرض في الإناث بعد انقطاع الحيض.

•     التدخين، فالمدخنون أكثر عرضة للإصابة بالذبحة الصدرية.

•     زيادة الوزن والسمنة المفرطة لها تأثير مباشر للإصابة بالذبحة الصدرية.

•     العمر.

•     الإصابة بارتفاع ضغط الدم.

•     تناول الأغذية الغنية بمادة الكوليسترول؛ وبالتالي زيادة نسبة الكوليسترول في الدم.

•     ارتفاع الضغط الشرياني.

•     الإصابة بداء السكري.

•     العامل الوراثي والموت المفاجئ في الأعمار تحت 55 عاماً.

•     قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة.

•     ارتفاع الحمض الأميني الهوموسيسيتين في الدم.

وتشمل إجراءات العلاج عدة خطوات ومنها:

 الإجراءات الوقائية وتتضمن:

•     التوقف عن التدخين.

•     الامتناع عن شرب الكحول.

•     إنقاص الوزن الزائد.

•     تناول الغذاء الصحي المتوازن، والحمية الغذائية والتقليل من الدهون وخاصة المشبعة.

•     التحكم الجيد بداء السكري وبضغط الدم لمنع أو تقليل خطورة هذين المرضين على الشرايين التاجية للقلب.

•     الحركة وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

•     علاج الكوليسترول المرتفع في الدم والاهتمام بالتغذية الجيدة.

•     تجنب الضغوط النفسية والتوتر.

 العلاج الدوائي: وذلك بأخذ أدوية تقوم بتوسيع الشرايين التاجية وأهمها مركبات النيترات، التي يُعطى بعضها تحت اللسان عند النوم، وأخرى تعطى ككبسولات أو حبوب للبلع، ونوع آخر يوصف كلصقات تلصق على الجلد أو مراهم توضع على الجلد ليمتصها ببطء وتذهب مع الدورة الدموية.

العلاج عن طريق القسطرة: حيث يقوم الطبيب بتوسيع الشريان المتضرر بالبالون مع وضع دعامة أو شبكة معدنية دقيقة مكان التوسيع لإبقاء الشريان مفتوحاً.

زراعة الشرايين جراحياً: يلجأ الطبيب لهذه الزراعة في حالات مشكلات الشرايين التاجية المعقدة والتي لا ينفع معها العلاج الدوائي ولا العلاج بالتوسيع عن طريق البالون، بل يقوم الطبيب بعمل توصيلات جراحية تمدّ العضلة المتضررة بالدم اللازم وتقوم بعمل الشرايين المتصلة؛ وبذلك تعود التروية الطبيعية، وتؤخذ الأوعية التي تستخدم في التوصيلات الجراحية من أوردة ساق المريض أو من شرايين اليد أو المعدة أو الصدر.