الغور الشمالي: شبان يتطوعون لمساندة معزولي "كورونا" نفسيا وماديا

1
1

علا عبد اللطيف

الغور الشمالي - نفذ عدد من الشبان في لواء الغور الشمالي، مبادرة تطوعية لدعم مساندة المعزولين المصابين بفيروس كورونا معنويا وماديا، بهدف تمكينهم من مواجهة ظروف العزل الصعبة، خاصة من فئات كبار السن والمعاقين والفقراء.اضافة اعلان
واستهدفت المبادرة التي اشرفت عليها جمعية العراقة وأطلق عليها ( المبادرة التوعوية والإسناد اللوجستي للمعزولين منزليا)، المحجورين في حي الرياحنة ومنطقة جنوب المشارع.
ويعتبر لواء الغور الشمالي من المناطق الأشد فقرا، وخصوصا منطقة المشارع، التي تعاني الحرمان وغياب الخدمات الأساسية، في وقت تسجل فيه أعلى نسبة من ذوي الاحتياجات الخاصة في اللواء، إذ يبلغ عدد المصابين بالاعاقات ، حوالي 4 آلاف مصاب ومصابة، مابين تخلف عقلي وجسدي وأمراض أخرى.
وقال منسق المبادرة عدي الرياحنة وهو مهندس في مجال البرمجيات، إن المبادرة تسعى الى مساندة الجهود الحكومية المبذولة لمنع انتشار فيروس كورونا، وكذلك الإسناد النفسي للمعزولين منزليا لتقليل من الضرر النفسي المترتب على العزل، بالإضافة إلى الإسناد اللوجستي، للمعزولين وتوفير احتياجاتهم الغذائية والدوائية للمنزل لضمان عدم خروجهم من منازلهم.
وأكد ان القائمين على المبادرة، وجدوا الدعم من أبناء المنطقة من الشباب المهتمين بالعمل التطوعي الذين يستطيعون أحداث التغير في المنطقة.
وأضاف الرياحنة ان لواء الغور الشمالي من المناطق التي انتشر بها الوباء في الفترة الأخيرة، بسبب التنقل بين المحافظات، مشيرا الى ان بعض الإصابات ظهرت لدى سكان ليس لديهم القدرة على التعامل مع المرض وادارة بيوتهم لمنع الاختلاط والخروج الى الأسواق.
واضاف الرياحنة ان المبادرة قامت بتوفير ما يلزم لتلك العائلات من المستلزمات الصحية مثل الكمامات والمعقمات، بالاضافة الى المواد التموينية.
واشار الى ان اغلب اهالي لواء الغور الشمالي يعملون في القطاع الزراعي ويعتمدون عليه كمصدر رزق يومي، لذلك كان علينا ان نوفر لهم المواد الغذائية والصحية لحين تماثلهم للشفاء.
وقال منسق المبادرة عدي الرياحنة، إن المرحلة الأولى من المبادرة تهدف الى زيارة المعزولين وتسليمهم معقمات مختلفة وبروشورات تتحدث عن إجراءات وارشادات العزل المنزلي كما أقرته وزارة الصحة وضمن البروتوكول الصحي.
واشار الى توفير ارقام هواتف المتطوعين للاجابة على أي استفسار يتعلق بالمرض، وفي حال عدم قدرة المريض على قراءة التعليمات يقوم الشباب المتطوعون بتدريبهم على تطبيقها من خلف الحواجز.
وعن المرحلة الثانية أضاف الرياحنة، ستكون طوال فترة عزلهم، بحيث يتم تخصيص مجموعة من المتطوعين ستكون مسؤولة عن توصيل الحاجيات المنزلية طول فتره عزلهم بشكل منظم وآمن صحيا تضمن سلامة المتطوعين.
وأكد انه تم اختيار المتطوعين من المنطقة لمعرفة مداخل ومخارج المنطقة وكيفية التواصل مع المقربين في حال حدوث أي طارئ لا سمح الله.
وقال رئيس بلدية طبقة فحل محمد سعود، ان تلك المبادرة ساعدت العديد من العائلات المصابة وخصوصا العائلات الفقيرة، اذ أمنت لهم العلاج اللازم من الفيتامينات والمقويات، ناهيك عن الدعم المعنوي وتقديم النصح والإرشاد والتثقيف الصحي، مؤكدا ان دور فرق التقصي الوبائي يقتصر على أخذ العينات والتواصل معهم في اليوم التالي دون توفير العناية لهم، والتعاون معهم في كيفية تأمين متطلباتهم اليومية من المأكل والعلاج والاحتياجات الأخرى. وأكد المصاب علي الخشان، انه ظهرت علية أعراض الإصابة، وكان قد نقل العدوى الى عائلته المكونة من 5 أفراد من بينهم 2 من ذوي الاحتياجات الخاصة. وقال إن فريق تقصي وبائي أخذ عينات من عائلته، وفي اليوم التالي تم اخباره ان جميع افراد العائلة مصابة ويجب عدم الخروج من البيت، مؤكدا انه يعاني من ظروف مالية جدا صعبة لا تمكنه من توفير مستلزمات البيت وخصوصا احتياجات الأطفال المرضى، مشيرا الى انه يعمل في القطاع الزراعي ويحصل على أجرة يومية منه هي مصدر رزقه الوحيد.
وأكد ان وجود مثل هذه المبادرة خففت عن عشرات العائلات في اللواء، ومنعت من تفشي المرض بين السكان والمزارعين، لا سيما وان المبادرة تقوم بتوفير الاحتياجات للمصابين دون ان يضطروا للخروج ونقل العدوى بين سكان المناطق الاخرى.
يشار إلى أن هذه المبادرة حصلت على الموافقات اللازمة من متصرف لواء الغور الشمالي محمد البدارين، وبالتعاون والترتيب اللازم مع مركز أمن المشارع وعدد من المبادرين.