‘‘الفروة‘‘.. رداء شتوي دافئ يستهوي الشباب وكبار السن

شهدت فنون صناعة وخياطة الفروات تطورا في تصاميها وتطريزها-(ارشيفية)
شهدت فنون صناعة وخياطة الفروات تطورا في تصاميها وتطريزها-(ارشيفية)

معتصم الرقاد

عمان- مع حلول فصل الشتاء تزدهر تجارة الفراء في الأسواق، ويتنافس أصحاب المحلات في عرض بضائعهم بطريقة تجذب المارة والمتسوقين، وتنتشر العديد من البضائع على أطراف الطريق العام، فهي مصدر رزق للعديد من الشباب.اضافة اعلان
ومن هذه البضائع المميزة في فصل الشتاء "الفروة" وهي رداء عربي بامتياز، ويتم ارتداؤها لمواجهة ظروف الطقس المتقلبة، وبخاصة في ليالي الصقيع الشتوي.
وينجذب العديد من المارة لهذه "الفروات"، ومنهم الثلاثيني أحمد إبراهيم، الذي يقول "أشعر بالدفء عند رؤية هذه الفروات، بمختلف تصاميمها وألوانها، لذا قمت بشراء "فروة" وقدمتها كـ"هدية" لوالدي".
ويستخدم البائع إبراهيم القيسي (47 عاما) سيارته الخاصة وأحد الجدران في أحد شوارع مدينة عمان، ليعرض بضائعه من الفروات، وينظمها بشكل يبدو وكأنه "معرض متنقل".
ويقول القيسي "تعد صناعة الجلود الطبيعية من أفخر الصناعات اليدوية، ولكنها أخذت تخف تدريجيا لقلة المحترفين في صناعتها".
ويضيف القيسي "يعد موسم الشتاء الأكثر رواجا لعرض أنواع "الفروات" المختلفة، ويتم الإقبال على شرائها أكثر من أي موسم آخر، ومع تطور الزمن تطورت فنون صناعة وخياطة الفروات وتزيينها وتنوع موديلاتها".
وكان ارتداء الفروة البدوية سابقا مقتصرا على كبار السن، ولكن مع تطور موديلاتها وتنوع تطريزاتها أصبح يرتديها الشباب والنساء وحتى الأطفال، بحسب القيسي.
ويبين القيسي أن هناك نوعا من الفراء يصل ثمنها الى 500 دينار، وهي أفضل أنواع الفروات العربية وتسمى "الطفيلية" وهي أفضل أنواع الفرو من حيث الصناعة والجودة والأغلى سعرا، وتصنع من أصواف الخراف الصغيرة التي لا يتجاوز عمرها ثلاثة أشهر، ويطلق عليها "الطليان" أيضا.
ويؤكد البائع سمير فهد أن لباس الفروة لم يعد مقتصرا على أهل البادية، بل تعدى ذلك الى الحضر وأهل المدينة، نظرا لما لدفئها وقدرتها على الاحتفاظ بالحرارة المناسبة للجسم.
ويذكر فهد أن هذه الفروات تصنف لجلود طبيعية وصناعية، إلا أن المصنوعة من الجلد الطبيعي أغلى سعرا.
ويبين أن هناك نوعا من الفروات ويطلق عليه اسم الفروة الابطية أو الصدرية، وهي تغطي النصف الأعلى من الجسد وأطلق عليها هذا الاسم لأنها "بلا أكمام".
وقال الشاب العشريني فادي سعيد الذي وقف ليبتاع إحدى الفروات "أعجبني مشهد المعروضات وألوانها، لذا قمت بشراء إحداها"، مضيفا "أعتقد أنني سأرتديها طوال الوقت في المنزل وخارجه".
وحول أنواع الفراء، يبين القيسي أنه يتم تقسيمها الى فروة الراعي، وهي التي تصنع من جلود الأغنام الكبيرة في السن وذات الصوف الطويل، وتعد من أقل الفراء في السعر، ونوع آخر أعلى سعرا من سابقتها ويقبل عليها عامة الناس وسعرها في متناول الجميع، تصنع من الصوف القصير ومتوسط الطول، أما النوع "الأفضل جودة" والأغلى سعرا، فيتم صنعه من الصوف الناعم والقصير.