الفشل الكلوي: الأسباب والأعراض والعلاج

عمان-الغد- الفشل الكلوي ليس مرضاً بذاته، وإنما هو محصلة نهائية لكثير من الأمراض التي تصيب الجهاز البولي والتي تظل مهملة العلاج أو غير ظاهرة للمريض، ويشير الأطباء المختصون في علاج الكلى إلى أن وراء 40 % من الفشل الكلوي مرضا السكر وارتفاع ضغط الدم، ومن حسن الحظ فإن هذين المرضين يسهل السيطرة عليهما وبالتالي الوقاية من الفشل الكلوي.اضافة اعلان
كما تعد الالتهابات الكبدية من أسباب الإصابة بالفشل الكلوي، بالإضافة إلى حصوات الكلى وانسداد المسالك البولية والبلهارسيا والتكيسات الخلقية.
ونبدأ أولا بالتعرف على أهم الوظائف التي تقوم بها الكليتان، وهي:
• الحفاظ على كمية وتركيب السوائل في الجسم. 
• إفراز الفضلات والتخلص من السموم.
• تنظيم ضغط الدم.
• التحكم في إنتاج كريات الدم الحمراء.
الفشل الكلوي
الفشل الكلوي هو تدهور في قدرة الكليتين على أداء وظائفهما نتيجة إصابتها بعطل ما، ولذا تتراكم الفضلات وتتجمع السوائل وتظهر أعراض الفشل الكلوي.
أنواع الفشل الكلوي
يظهر الفشل الكلوي على الأنواع التالية:
1. الفشل الكلوي الحاد.
2. الفشل الكلوي المزمن.
3. الفشل الكلوي في المرحلة النهائية.
وفيما يلي تفصيل لكل نوع من هذه الأنواع:
1.الفشل الكلوي الحاد
الفشل الكلوي الحاد هو الفقدان المفاجئ لوظائف الكلى، ما يؤدي إلى تراكم السوائل والفضلات داخل الجسم، وما يتبع ذلك من اختلال لتوازن الأملاح والمعادن فيه، وبالتالي يزداد احتمال الوفاة بسبب الفشل الكلوي الحاد خاصة بين المسنين، والأشخاص الذين يتناولون عقاقير مثبطة لجهاز المناعة، كذلك الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة خطيرة مثل؛ أمراض الكبد والقلب أو الرئتين.
والأمر الذي يثير التفاؤل في الفشل الكلوي الحاد أنّ الشفاء منه ممكن إذا تم علاج السبب الذي أدى للإصابة بشكل صحيح، وقد يتم إجراء غسيل للكلى ولكن بصفة مؤقتة.
أسباب الإصابة بالفشل الكلوي الحاد
أهم العوامل التي تساهم بشكل في الإصابة بالفشل الكلوي الحاد ما يلي:
• الهبوط المفاجئ لتدفق الدم في الكليتين: والذي يعد من أكثر الأسباب المؤدية للإصابة بالفشل الكلوي، ويحدث هذا الهبوط نتيجة حدوث النزيف الشديد، وقد يحدث هذا أثناء العملية الجراحية أو الصدمة أو الجفاف الشديد أو الإصابة بنوبة قلبية.
• تناول الأدوية المسببة للالتهاب الكلوي، أو تناول عقاقير سامة للكليتين.
• بعد إجراء العمليات الجراحية المعقدة.
• الإصابة بالجفاف.
• فشل في وظائف الكبد.
• تضيق الشريان الكلوي أو انسداد أو إعاقة خروج البول من الكليتين، ويحدث هذا في حالات تضخم البروستات أو أورام المثانة، أو بسبب الأمراض التي تظهر في الكلى.
• الإصابة بداء السكري.
• حصول اضطرابات حادة للكليتين.
• الارتفاع المستمر في ضغط الدم.
• الإصابة بالصدمات أو الحروق أو الجروح الحادة.
• انسداد الكلى بالحصى.
أعراض الإصابة بالفشل الكلوي الحاد
تختلف أعراض الإصابة من شخص إلى آخر، وتعتمد الأعراض على مسبب الفشل الكلوي؛ فقد لا تظهر أي أعراض على الإطلاق لدى بعض الحالات، وقد يتم تشخيص تغير في وظائف الكلى في شخص ما عندما تجرى له اختبارات الدم لسبب أو مرض آخر.
وتشمل الإصابة بأعراض الفشل الكلوي الحاد ما يلي:
• نقص كبير في إنتاج البول.
• الشعور بالغثيان، والتقيؤ وفقدان الشهية.
• الإحساس بالنعاس غير الطبيعي؛ ويجب ملاحظة أن الارتباك والنعاس يسبقان الغيبوبة لدى المرضى الذين لا يعالجون.
• الصداع.
• تورم الساقين مع تراكم السوائل.
• وقد تظهر تغيرات ذهنية مثل؛ الإعياء والهياج والارتباك وتقلبات المزاج.
تشخيص الإصابة بالفشل الكلوي الحاد
يحتاج الطبيب إلى إجراء العديد من الفحوصات للتأكد من حدوث الإصابة بالفشل الكلوي، كما يقيم الحالة لمعرفة الاضطرابات الناتجة عن تدهور وظائف الكلى، ومن أهم الفحوصات التي يقوم بها الطبيب ما يلي:
• اختبارات للدم والبول تكشف عما إن كان هناك فشلا كلويا أم لا، ولكنها لا تكشف بالضرورة عن سببه.
•أخذ عينة من الكلية لفحصها.
• فحص بالموجات فوق الصوتية للكليتين والبطن، أو تصوير البطن بأشعة إكس أو بالأشعة المقطعية بالحاسب الآلي أو بالرنين المغناطيسي.
علاج الفشل الكلوي الحاد
غالبا ما يشفى معظم المصابين بالفشل الكلوي الحاد بعد مرور بضعة أيام أو أسابيع أو شهور حسب العامل المسبب، وذلك على اعتبار أن العلاج قد تم وبشكل صحيح، ويعتمد علاج الفشل الكلوي الحاد على العامل المسبب ودرجة شدته ومشاكل متداخلة أخرى.
ويهدف العلاج إلى إيقاف استفحال الفشل الكلوي عن طريق علاج العامل المسبب له، ومن الضروري منع تراكم السوائل والفضلات الزائدة، وتشمل طرق العلاج ما يلي:
• تناول مدرات البول لزيادة إخراج السوائل من الجسم.
• تحديد الكمية المتناولة من البروتين (حمية قليلة البروتين) لتجنيب الكليتين التعامل معه.
• علاج الالتهابات الفوري.
• تناول العقاقير التي تزيد من تدفق الدم بالكلى.
• استخدام عقاقير للتحكم في مستوى البوتاسيوم في الدم.
• غسيل كلوي أو غسيل بريتوني أو تنقية دموية للمرضى الذين لا يطرأ تحسن على حالتهم، إذا كان التلف الكلوي شديدا.
2. الفشل الكلوي المزمن
الفشل الكلوي المزمن هو حالة خطيرة طويلة الأمد تصيب الكليتين وتحدث تدهورا عاما ومستمرا في وظائفهما، وفي النهاية تسبب الفشل الكلوي في المرحلة النهائية.          
وفي هذه المرحلة من الفشل الكلوي المزمن تهبط وظائف الكلى إلى أقل من 25 % من المستوى الطبيعي، وبالتالي تفقد الكلى قدرتها تدريجيا على ترشيح الفضلات من الدم والتخلص منها في البول، مما يؤدي إلى تراكم السموم والسوائل في الجسم.
علامات وأعراض الفشل الكلوي المزمن
بداية تظهر أعراض قليلة قد لا تلاحظ كثيرا؛ ومن أهم هذه الأعراض:
• التعب العام وقلة النشاط، وفتور القوة.
• مرور نادر للبول.
• انقطاع النفس.
• الشعور بالغثيان.
•  تشنج عضلي.
•  آلام في الظهر.
أسباب الإصابة بالفشل الكلوي المزمن
تتعدد الأسباب المؤدية للإصابة بالفشل الكلوي المزمن، وتعد خُمس حالات الإصابة مجهولة السبب، ومن الممكن أن تؤدي الأسباب التالية إلى الإصابة بالفشل الكلوي المزمن:
• الإصابة بالأمراض المزمنة والتي لا يتم السيطرة والتحكم بها مثل؛ مرضا السكر، وارتفاع ضغط الدم.
• الالتهاب الكلوي الكبيبي.
• التهاب كريات الكلى.
• الدفق العكسي (الارتجاعي) المثاني الحالبي.
• الالتهاب الكلوي والحوضي المتكرر.
• تناول بعض الأدوية بشكل كبير وعلى مدى سنوات عدة يمكن أن يدمر الكلى. 
• التعرض للزئبق والرصاص.
• الانسداد الطويل الأمد للسبيل البولي بسبب تضخم البروستات.
• إصابة الأوعية الكلوية بالمرض.
الأمراض التي تؤدي إلى الفشل الكلوي المزمن
هناك العديد من الأمراض التي تؤدي في النهاية إلى حدوث الفشل الكلوي المزمن وأهمها:
• ضغط الدم المرتفع الذي لا يتم علاجه.
• مضاعفات البلهارسيا البولية.
• وجود حصى في الكلى أو في الجهاز البولي.
• تضخم البروستات.
• وجود التهابات كلوية ميكروبية مزمنة.
• العيوب الخلقية وخصوصاً التكيس الكلوي الخلقي، أو الضيق الخلقي بالحالب ومجرى البول وعنق المثانة.
• داء السكري الذي لا يتم علاجه.
• داء النقرس (داء الملوك).
• الاستعمال الخاطئ لبعض العقاقير والأدوية المسكنة.
مضاعفات الإصابة بالفشل الكلوي المزمن
نتيجة لإصابة الكلى بشكل مزمن تحدث العديد من المضاعفات ومنها:
• توقف القلب، بسبب حدوث تغيرات في التوازن الكيميائي وسيولة الدم بسبب الفشل الكلوي، حيث تتزايد مستويات البوتاسيوم في الدم بسبب عدم قدرة الكلى على التخلص من البوتاسيوم الزائد، وهذا يمكن أن يسبب توقف القلب، بالإضافة إلى تأثيره على الجهاز العصبي.
• الإصابة بالأنيميا، فالكلى في حالتها الطبيعية تفرز هرمونات مهمة؛ مثل هرمون يسمى اريثروبويتين الذي ينشط إنتاج خلايا الدم الحمراء، وفي حالة حدوث فشل كلوي مزمن فإنه يتم إنتاج عدد أقل من خلايا الدم الحمراء وتنشأ بالتالي الأنيميا.
• الإصابة بارتفاع ضغط الدم ولين العظام؛ وذلك لأن الكلى تنتج هرمونات تؤثر على ضغط الدم وقوة العظام، والتي تتأثر في حالة الإصابة بالفشل الكلوي المزمن.
تشخيص الإصابة بالفشل الكلوي المزمن
يلجأ الطبيب إلى فحص وظائف وأجزاء من جسم المريض مثل:
• فحص النبض ومعدل دقات القلب وضغط الدم، كذلك؛ وزن الجسم، والعينين، وفحص منطقة البطن لمعرفة ما إذا كان هناك ألم عند الضغط عليه، الكشف على الكاحلين والساقين لمعرفة وجود تورم مثلا، فحص درجة الانتباه والتركيز وغيرها من الفحوصات.
• إجراء اختبارات الدم لقياس مستويات المعادن والأملاح (مثل؛ الصوديوم، البوتاسيوم، الكلوريد، البيكربونات، الكالسيوم، المغنيسيوم، والفوسفور).
•  إجراء فحص دم لوظائف الكلى وهو عبارة عن فحص نيتروجين اليوريا والكرياتينين.
•  إحصاء عدد خلايا الدم الحمراء للكشف عن الأنيميا.
•  تجميع البول على مدى 24 ساعة للكشف عن الكرياتينين والبروتين (بصفة دورية فقط).
علاج الفشل الكلوي المزمن
يرتكز علاج الفشل الكلوي المزمن على المحافظة على وظائف الكلى أطول فترة ممكنة، ومنع أي مضاعفات، وتخفيف الأعراض، وعلاج العوامل المؤدية للإصابة به، كل ذلك وغيره عن طريق ما يلي:
• ضبط ارتفاع ضغط الدم، وحمض البول، والسكري لدى الأشخاص المصابين بهذه الأمراض.
• العلاج الفوري للالتهابات.
• تلقي حقن من هرمون الإريثروبويتين لتنشيط إنتاج الخلايا الحمراء في حال الإصابة بالأنيميا.
• غسيل الكلى، وذلك عندما تفقد الكلى ما نستبه 90 % من وظيفتها، ويعمل غسيل الكلى على تنظيف الدم من مخلفات الجسم بما في ذلك الأملاح الزائدة والماء باستخدام أجهزة طبية، ويتم الغسل إما عن طريق الغسل الدموي، أو الغسل البريتوني وذلك بالغسيل مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا وتتراوح مدة المرة الواحدة من ثلاث إلى أربع ساعات .
• زرع الكلى عندما تتوفر.
3. الفشل الكلوي في المرحلة النهائية
يسمى الفشل الكلوي في المرحلة النهائية والأعراض التي يسببها "تبولن الدم" Uremia، ويصل الفشل الكلوي إلى مراحله النهائية عندما تهبط وظائف الكلى إلى أقل من 10 % من مستوى عملها الطبيعي، أي تصبح الكلى غير قادرة على أداء مهامها بالتخلص من النفايات والماء الزائد من الجسم، وتعود هذه الوظائف عبر عملية غسيل الكلى أو في حال زراعة كلية جديدة.
أعراض الفشل الكلوي في المرحلة النهائية
• انخفاض كمية البول الذي يتم إنتاجه يوميا (حتى لو زادت عدد مرات التبول).
• الشعور بالإعياء والغثيان وفقدان الشهية تدريجيا.
• الشعور بالإعياء وحكة الجلد والصداع والقيء والارتباك والتشنجات وقصر النفس بسبب تراكمات السوائل، وبسبب الأنيميا.
• مشاكل في الجهاز الهضمي، وفي القلب.
علاج الفشل الكلوي في المرحلة النهائية
من الضروري علاج العامل المسبب للتلف الكلوي، ويعتمد العلاج على درجة الفشل الكلوي، والفشل الكلوي في المرحلة النهائية مرض مهلك ما لم يتم غسيل الكلية بانتظام أو تتم عملية زراعة الكلية.
وبلا شك فإن الغسل الكلوي أو زرع الكلية أو الاثنين معا يمنحان كثيرا من مرضى الفشل الكلوي في المرحلة النهائية الفرصة للتمتع بحياة طبيعية نسبيا.
وختاما نقول إنه وعلى الرغم من أن الفشل الكلوي يمكن أن يكون خطيرا جدا، إلا أن معظم المصابين به يشفون منه، وتستعيد الكلى الحالة الطبيعية لها بمجرد علاج الحالة المرضية المسببة له، وفي حال تمت السيطرة على المرض منذ البداية فإن وظيفة الكلى تعود إلى طبيعتها في غضون أسابيع عديدة، أما إذا تطورت الحالة فإن أضرارا كبيرة ستلحق بالكلى ومن الصعب علاجها فيما بعد.
الوقاية من حدوث الفشل الكلوي
بما أن مرض الفشل الكلوي ما هو إلا نتيجة لعدة مقدمات وأمراض فبالتالي يمكن لأي شخص تجنيب نفسه الإصابة بهذا المرض، وتشمل سبل الوقاية ما يلي:
• علاج مريض السكر علاجا دقيقا، والحفاظ على مستوى السكر في الدم في حدود المستويات الطبيعية.
• علاج ارتفاع ضغط الدم وضبط مستوياته ضمن المعدلات الطبيعية كذلك.
• تجنب تناول أي عقاقير بدون استشارة الطبيب؛ لأن لكثير من الأدوية أضرارا سامة على الكلى، ويمكن أن تتراكم وترتفع إلى مستويات عالية أو سامة في الدم بسبب تدهور وظائف الكلى، مثل أدوية الروماتيزم والمسكنات.
• التغذية السليمة أمر أساسي للتأكد من تناول سعرات كافية، مع توازن في كمية الأملاح والسوائل.
• علاج الالتهابات المتكررة مثل؛ صديد الكلى والحصوات علاجاً سليماً.
• تحليل البول وتحليل وظائف الكلى بشكل دوري، مع الكشف بالموجات فوق البنفسجية على الكليتين.
• الرعاية الطبية الدورية حتى لو لم يكن هناك شكوى من مرض معين.