الفيصلي يستحق المساندة الجماهيرية ولاعبو الاندية في ايد امينة

الفيصلي يستحق المساندة الجماهيرية ولاعبو الاندية في ايد امينة
الفيصلي يستحق المساندة الجماهيرية ولاعبو الاندية في ايد امينة

قضايا ومشاهد رياضية

تيسير محمود العميري

  عمان - يستحق فريق النادي الفيصلي من جماهير الكرة الاردنية عموما وجماهيره على وجه الخصوص، ان تقف خلفه في مباراة اليوم التي تجمعه امام فريق نيو رايدنيت المالديفي ضمن دور الاربعة لبطولة كأس الاتحاد الآسيوي، ذلك ان الجمهور والارض يشكلان ورقتين رابحتين مع ممثل الكرة الاردنية الذي بات قاب قوسين او أدنى من تحقيق انجاز كروي اردني على الصعيد الآسيوي الذي طال انتظاره.

اضافة اعلان

ولعل الذاكرة تعود بنا الى ما قبل تسع سنوات حين استضاف الوحدات بطولة كأس الكؤوس العربية السابعة، فكان الفيصلي احد المشاركين فيها ونجح في الوصول الى المباراة النهائية لملاقاة فريق اولمبيك خريبكة المغربي، وجرى اللقاء على ستاد عمان الدولي الذي تجسدت فيه مقولة "الداخل اليه مفقود والخارج منه مولود"، نظرا لعشرات الآف التي جاءت للملعب ولم يحالف الحظ كثيرا من الجماهير التي لم تجد لها موطئ قدم فوق المدرجات، او حتى على الاسوار وأعمدة الإضاءة التي تسلقها المئات من المتفرجين، غير آبهين باحتمالية سقوطهم او تعرضهم للخطر!.

والفيصلي بحاجة الى هتافات الجماهير لا سيما وان المباراة تقام في سهرة رمضانية جميلة، والجميع في شوق لمشاهدة احد فرقنا العزيزة وقد بلغ النهائي الآسيوي وحقق اللقب فيما بعد.

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فقد كنت قبل نحو شهر في جزر المالديف لتغطية مباراة الحسين اربد امام نفس الفريق الذي سيلعب معه الفيصلي هذه الليلة، وقد جرت المباراة على ملعب تتسع مدرجاته لنحو 11 ألف متفرج غصت بالمتفرجين الذي جاءوا الى الملعب مبكرين، متحدين الارتفاع الشديد في درجات الحرارة والرطوبة العالية، وغير آبهين بارتفاع ثمن بطاقات الدخول، فكان مشهدا يدل على الوفاء الجماهيري للفريق المالديفي.

جمهورنا العزيز اثبت أصالته اكثر من مرة، وأظن وليس في ذلك بعض "الإثم" بأن جماهير الكرة الاردنية ستعيد تلك الصورة التي شاهدناها قبل تسع سنوات، وشاهدناها ايضا في لقاء شباب الاردن امام النصر السعودي ضمن دوري ابطال العرب قبل بضعة ايام.

التنسيق ضروري

"دعا فرانز بيكنباور رئيس اللجنة المنظمة لمونديال المانيا الى فض النزاع القائم بين اندية الدرجة الاولى الالمانية المشاركة في الدوري المحلي، وإدارة المنتخب الالماني حيث كانت للأندية ملاحظات على سياسة المدير الفني للمنتخب الألماني يورغن كلينسمان وبسبب اختبار اللياقة البدنية الذي أصاب اللاعبين بإلارهاق على حد قولهم".

ما سبق ذكره كان ملخصا لخبر تناقلته وكالات الانباء مؤخرا، وهو "مرآة" حقيقية لما يجري في العلن او "خلف الكواليس" في كثير من الاحيان بين مدربي المنتخبات الوطنية ومدربي الاندية، وقد اثبتت سياسة "القط والفأر" فشلها على الدوام كترجمة للعلاقة غير الودية التي يمكن ان تحدث بين مدربي المنتخبات والاندية، وسببها عدم مراعاة احد الطرفين او كلاهما للمصلحة العامة، ومحاولة كل طرف فرض نفوذه وقوته وآرائه.

ولعل الملاعب الاردنية قد شهدت الكثير من مثل هذه الحالات السلبية في غضون السنوات الماضية، وتقاطعت خطوط الاتصال وتقطعت مرات كثيرة ووقع اللاعبون ضحية لذلك، فمدرب المنتخب يرى في اللاعب قدرة على اللعب في مركز مناقض تماما لرأي مدرب النادي والعكس صحيح، وتمارين اللياقة كانت تحمل اللاعب جهدا مضاعفا يفوق طاقته فتكثر إصابته وقد يلعب وهو مصاب بناء على رغبة احد المدربين.

ويسجل للمدير الفني لمنتخبنا الوطني محمود الجوهري انه على علاقة وثيقة مع مدربي الاندية، وقد سعى دوما الى علاقة مبنية على التفاهم والتشاور وتغليب المصلحة العامة، وإفساح المجال امام مدربي الاندية لمشاهدة تمارين لاعبيهم على ارض الواقع، وتحاشي التقاطع ووضع اللاعبين في موقف صعب، وقد لمس الجميع نوعية التدريبات التي يخضع لها لاعبو الاندية في المنتخب بما ينعكس إيجابا على مستواهم في المنتخب وانديتهم على حد سواء.

تشعر بالشفقة على الجوهري وهو يحاول في كثير من المرات، "انتزاع" بعض اللاعبين من انديتهم وإخضاعهم لإعدادات فردية تساهم فيما بعد بزيادة كفاءتهم الفنية والبدنية، بعد ان وصل كثير من اللاعبين الى حالة صعبة في هذا الجانب نتيجة لغياب الرقابة الفنية والغذائية عليهم.

ويجب ان يدرك مدربو الاندية ان لاعبيهم في ايد امينة، وان تسهيل مهمة المنتخب بما لا يتعارض مع المصالح الحقيقية للأندية يخدم الكرة الاردنية عموما.

المحطة الاخيرة

الصراحة راحة حتى وإن لم يحتملها البعض، وكلمة الحق يفترض ان تجد من يستمع لها.