الفيلم المصري يعود إلى مهرجان برلين السينمائي من خلال عمل متمرد

   برلين- بعد غياب امتد لاكثر من عشرة أعوام عاد الفيلم المصري ليتألق من جديد في مهرجان برلين السينمائي(برليناله) من خلال عمل مليء بالتمرد وهو فيلم "عمارة يعقوبيان".

اضافة اعلان

   ويأخذنا الفيلم لنلقي نظرة إلى ما وراء الاطار الخارجي للمجتمع المصري ويعكس صورا للفساد والمثلية الجنسية والمخدرات والعنف في المجتمع المصري.

   ويتناول المخرج الشاب مروان حامد '27 عاما' من خلال الفيلم عددا من الموضوعات الشائكة منها استخدام الشرطة للتعذيب والاجهاض الاجباري والظلم الذي يتعرض له المواطنون الفقراء.

   وقد حظي الفيلم الذي يعد "فضيحة" طبقا للمقاييس العربية بالكثير من التصفيق إثر عرضه السبت الماضي في برلين. ومن المتوقع أن يواجه الفيلم ثاني تجارب تقييمه في شهر حزيران(يونيو) المقبل حيث من المقرر عرضه في دور السينما المصرية.

   ويتوقع المخرج الشاب نجل الكاتب المصري الشهير وحيد حامد أن يثير فيلمه الذي يعد أضخم إنتاج سينمائي "ضجة كبيرة" غير انه أكد أن الفيلم يعكس 90 بالمائة من المجتمع المصري.

   وفي تعليقه على الفيلم قال المنتج عماد أديب إن الفيلم يتناول بعض الموضوعات في المجتمع المصري بعين النقد غير أنه دافع عن هذا التوجه وقال "عندما تحب شخصا فانك تحرص على مواجهته بالحقيقة" وأشار إلى أن الخوف من السلطة قد أوقع الناس في براثن الصمت لفترات طويلة.

   تجدر الاشارة إلى أن "عمارة يعقوبيان" هي عمارة سكنية ملفتة للنظر موجود حتى الآن في قلب مدينة القاهرة. ويستخدم الكاتب هذا المبنى الذي يرجع تاريخ بنائه إلى عام 1934 وسكانه ليعكس التطورات التي حدثت في الشخصية المصرية.

   ويمتلئ الفيلم بالشخصيات التي تعكس بدورها أنواعا مختلفة من السلوك داخل المجتمع المصري فهناك الشاب الصغير الذي يسكن سطح هذا المبنى ويحلم بالالتحاق بكلية الشرطة غير أن أصوله المتواضعة تحول بينه وبين هذا الحلم وتتطور الاحداث ليلتحق هذا الشاب لاحقا بإحدى الجماعات المتطرفة دينيا.

   أما جارته الشابة فهي تترك صاحب عملها يستغلها جنسيا حتى تتمكن من توفير الطعام لاسرتها التي اضطرت لاعالتها بعد وفاة الاب وعلى الجانب الآخر يواصل سكان العمارة من الاغنياء الاستمتاع بكافة أنواع الملذات في تناقض صارخ.

   ويتطرق الفيلم إلى أحد الصحافيين المثليين جنسيا الذي يقوم بإغراء أحد الجنود الفقراء مستغلا حاجته للنقود في الوقت الذي يواصل فيه أحد الشيوخ من أثرياء الماضي حياة اللهو والعبث.