أفكار ومواقف

القرضاوي والفم الطائفي

لم يكن ينقصنا من لهاث رجال الدين في تذليل السياسة لأمر السلطان غير دعوة الشيخ يوسف القرضاوي أهل السنة لمحاربة الشيعة على أرض سورية!
وإذا ما كان الرجل قد طعن في السنّ، فإنّ موقعه في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وإطلالاته الإعلامية وتاريخه الإفتائي يجعل من الأفكار التي ينادي بها بين حين وحين، زيتاً يصبُّه على نار الطائفية والاقتتال من دون معنى إلا معنى الإفناء الذاتيّ.
وإذا ما كان يميّزُ العالِم -أيّ عالمٍ- الأناةُ وبعد النظر فأيّ بعد نظر في دعوة السنّة إلى “الجهاد” ضدّ الشيعة؟! هذه الورقة المسمومة التي ما لمستها كفّ إلا تساقطت كما لو جذامٌ ضرب الجسد فانهارت أعضاؤه! فتحويل الصراع القائم بين نظام ومعارضة، والذي شابته تعقيداتٌ بالغة الخطورة، إلى صراع طائفيّ، ليس سوى مسلك آخر بين مسالك كثيرة لتقويض نداء الحريّة الذي انطلق عند بزوغ أول مظاهرة سلمية تنادي بالإصلاح!
وما كلام الشّيخ ودعواته مدفوعة الثمن، وتوظيف الجنة والنار في تأييد هذا الطرف أو ذاك، إلا بعض أدوات المخطّط الأكبر لتحويل نداء “الحرية والكرامة” الذي يصهل في صدور الشعوب، إلى حَربةٍ تحفر في جرح حتى يسيل ويتقيّح! وإلا فما تفسيرنا لازدهار تلك الخلايا كطاعون أُفرِج عنه، أمثال جيش النصرة وحملة الأعلام السوداء والسيوف المتعانقة؟ فجميعها بلا استثناء تتشوّق لإعمال فأس الدمار فيما بنته الحضارة الإنسانية، والمصيبة، باسمِ الدين!
صحيح أنّ ثمة بعداً شيعياً مهماً في حزب الله وفي إيران يلتقي مع النظام السوري، ولكنّه بُعدٌ سياسيّ مصلحيّ في الأساس، ما كان له أن يفعل لو كان العرب وقادتهم الحاليون -قادة السياسة وقادة المجتمع- على درجة من الوعي والنزاهة معاً.
وإذا ما كان واقع الأمة العربية من الهشاشة كما هو الحال، فأيما إفتاء ديني أو ثقافي أهوج لن يكون سوى حجر يُلقى على زجاجه! وفي غمار فوضى عارمة، لابدّ من اختلاط رؤيا، ولابدّ من ظواهر لأمراض شتى، ولن يكون علاجها بمزيد من الجراثيم القاتلة… وهو ما تناثر من أفواه وجيوب أنفقت على تأجير الأوطان للدمار الكامل، والمشكلة، أنه أيضاً سعرٌ بخس!
ليتنا لا نفقد الأمل!!!

[email protected]

[jetpack-related-posts][/jetpack-related-posts]

تعليق واحد

  1. فتاوى زليخه ابو ريشه
    لا نعلم من انت ولكن نعلم جيدا من هو العلامة القرضاوي ايران + حزب الله +بشار يخوضون حرب دينية طائفية هو لم يخرف كما تحاولين الايحاء بانه طاعن بالسن فيجب ان تعتذري لكل قرائك عن هذا فنحن ضد التعصب والكراهية والفتنة والقتل لا نريد اشخاص كالذين ذكرتيهم للظهور ولكن هناك حمام دم من الابرياء يجب وقفه وقتل اهل السنة كما حصل بالعراق

  2. جبران خليل جبران
    اديبتنا العميدة . نحن محبوك نشعر اننا ندور في فراغ عندما تتغيبين عنا .فاسمحي لي أن أنشر هنا ما قاله فيلسوفنا العربي جبران خليل جبران : ويل لأمة تكثر فيها المذاهب والطوائف وتخلو من الدين ، ويل لأمة تلبس مما لاتنسج ، وتأكل مما لاتزرع ، وتشرب مما لاتعصر ، ويل لأمة تحسب المستبد بطلا ، وترى الفاتح المذل رحيما ً، ويل لأمة لاترفع صوتها إلا إذا مشت بجنازة ، ولا تفخر إلا بالخراب ولا تثور إلا وعنقها بين السيف والنطع ..
    ويلٌ لأمة سائسها ثعلب، و فيلسوفها مشعوذ، و فنها فن الترقيع و التقليد. ويلٌ لأمة تستقبل حاكمها بالتطبيل و تودعة بالصَّفير، لتستقبل آخر بالتطبيل و التزمير. ويلُ لأمة حكماؤها خرس من وقر السنين، و رجالها الأشداء لا يزالون في أقمطة السرير. ويلٌ لأمة مقسمة إلى أجزاء، و كل جزء يحسب نفسه فيها أمة

  3. العلماء يهانوا في اخر الزمان
    ارجو احترام العلامه القرضاوي وعدم الكلام عليه بهذا الأسلوب

  4. رد…!
    استاذة زليخة لك أن تنتقدي كما تشاء ولكن لا أن نقسم الحقيقية، ونستهتر بعقول القراء، فان كنت تهاجمي القرضاوي فعليك أولا أن تقدمي للقارئ ماهية معركة سوريا وإبعادها وأطرافها. وان نذكرك إن لم تنتبهي كلام آية الله خامئني وكذلك باقي المسؤولين الإيرانيين ، وباقي علماء الشيعة بدعم عقيدي لنظام بشار واخرهم نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله وهو يعتبر ما يقوم به حزب الله حرب لأجل المقاومة وهو يقصد مقاومته الشيعية التابعة لأوامر ولاية الفقيه أو أذكرك بخطابات حسن نصر الله الذي قال مرة انه يحارب لأجل حماية قبر زينب ومن ثم لحماية القرى الشيعية ولاحظي كلمة (شيعية) ولا اعرف هل تعتبرين هذا تمذهب ام علمانية …!! ومن ثم قال لمحاربة التكفيريين وهو يعتبر كل سنة سوريا المحاربين ضد بشار أنهم سلفيين تكفيريين ..فينتقل من القصير إلى ريف دمشق الى حلب
    يضاف الى وقوف جميع شيعة العالم مع بشار الأسد وهو من طائفة علوية انحاز لها موسى الصدر واعتبرها طائفة مسلمة عندما أفتى بذلك لحافظ الاسد ومن ثم صار توافق بعد ثورة الخوميني في لبنان وسوريا 1982وتلا ذلك تقليص المسؤولين السنة في سوريا لحساب العلويين يرافق ذلك كبار الضباط والسلاح التي شهدت تقارب وتسهيل للشيعة بل إرسال طلاب للحوزات الدينية.
    ولا ادري كيف اعتبرت انه يتقرب للسلطان وأي حكم هو يقف مع ثورة شعب ضد نظامه، كثورة مصر وثورة إيران وفرنسا، وشعب الجزائر ضد الاحتلال، ولكن هذه لأنها لم تناسب اهواء مراجع الشيعة في العالم، فتم إلقاء كل تهم الكون عليها، فقط لانها تطالب بالحرية وترفض نظام امني يحتل ولا يحكم، وينتقم ولا يحاكم .. فقيل مرة انها مؤامرة كونية ومن ثم تكفيرية سلفية . وووو فما تعرفي يا شاعرة تعرفين وجود نظام بحزب يضع على رقاب الناس لمدة 40 عام دون أن يسمح لأي معارضة آيا كان شكلها.

    حسنا لماذا تختاري اليوم المذهب السني فقطا لتضعي عليه كل هذا الهجوم، وهو عالم كبير له مكانته المعترف بها وحقه في تقييم عقيدة الحرب الدائرة ومن عدوه، أنت كاتبة مختصة بالادب والشعر الحداثي وقصص الأطفال ، فكيف نفرض سلطتنا على الآخرين وهم اعلم منا بتخصصاتهم، وكيف تقيمين علمه وعقيدة القرضاوي وأنت لا تملكي أدبيات وأصول تخصصه ومع ذلك ليتك كنت منصفة ومحقة برأيك وأنصفت الجهتين.وأعطيتنا المعيار العلمي لتقيمك …
    كيف وضعت التطرف بجبهة النصرة والأعلام السوداء وكأن الطرف الثاني يتعامل بحكم رومانسي متناسية مئات آلاف من النساء والأطفال الذين قتلوا بسلاح النظام والحزب الشيعي ، وكذلك رمي الصواريخ على القرى الآمنة وما حمص ودير الزور المدمرات ببيعد وكذلك تعذيب الشباب في المعتقلات وأقبية المخابرات والأمن السياسي حتى الموت ويرافق هذا الإعدامات الميدانية وعلك تجدي في مجازر داريا قمة الرقي الديني والفكري لدى النظام السوري .
    حسنا لماذا كعلمانية مثلا لم تنتقدي رجعية حزب الله وهو يرفع أعلام صفراء وسوداء وينتظر المهدي ويلطم في كربلاء ويعلن طائفيته وولاء عابر للقارات يقفز عن دولة إيران إلى حيث قم في إيران، لماذا لم تنتقدي تدخل حزب خارج كيان دولته في حرب أخرى، أو كل القتل والإجرام والتدمير لأجل حفاظ شخص اسمه بشار على كرسيه؟؟؟
    ….
    لا اعرف عنكم العلمانييون كيف تضعون دوما الأصولية بالسنة وتنسون ولاية الفقهي واللطميات والرجعيات في المذهب الشيعي….

  5. زمن أغرب الفتاوي
    القرضاوي يؤسس لحرب قد تطول أكثر من حرب داحس والغبراء . أمام المغريات المالية وغيرها قد يصدر المذكور مزيدا من الفتاوي تحلل ماحرم الله ولكن المخطئين هم من لايستعملون عقولهم وينساقون في الغي والضلال حيث انه لايوجد دين يدعو للقتال والقتل .. انه زمن أغرب الفتاوي من جهاد النكاح الى جهاد قتل الأخ أخاه .. هل من يسمع ؟؟

  6. اين انت من القرضاوي
    القرضاوي العلامة يحق له الكلام والافتاء والاجتهاد، وحتى لو أخطأ فله أجر، فلا يجوز انتقاد علم من اعلام الفكر والفقه في هذا العصر، اين انت من القرضاوي؟…!

  7. لو كنت اما لشهيد
    ليتك علمت وهذا لم يعد خافيا ما فعل حزب الله وحاشيته من القتل والتدمير والاغتصاب امن العقل ان يدعى الى درء الطائفية في هذا الوقت وهذا المكان اهل السنة هم اكثر من يقتل وهم اكثر من يشرد واذا فكروا بالدفاع عن انفسهم نعتوا بالطائفية وغيرها اين الحق والعدل يا دعاة الحق والانسانية

  8. القرضاوي خط احمر
    ارجو احترام العلامه القرضاوي وعدم الكلام عليه بهذا الأسلوب، لماذا لا يتم توجيه الاقلام الى هدامين الامة

  9. اما قتل الشيعة لاهل السنة في العراق وسورية مباح
    افهم من كلامك ان يقتل شيعة ايران وحزب اللة اهل السنة مسموح لانه له بعد سياسي طيب يا ستي لا تزعلي اهل السنة يقتلوا الشيعة لانه له بعد سياسي كمان وهيك ما تكون فتنة اذا بدك

  10. السوريون اجبروا على الحرب الطائفيه ولم تكن خيارهم
    النظام السوري هو من اثار الحرب والفتنه الطائفيه والشعب السوري كان يطالب بالحريه والكرامه فقط . ولكن النظام حتى يقمع ثورتهم حولها لحرب طائفيه حتى ينهي ثورتهم بالحريه والكرامه . ومشاركه ايران وحزب الله مع النظام العلوي يؤكد انهم يريدوا قتل اهلنا السنه , لذلك فالحقيقه واضحه كوضوح الشمس وهي ان .. الشيعه يقتلوا السنه ويرديوا لكل السنه في الارض ان يتشيعوا مثلهم وهذا لن نرضاه نحن كسنيين لان الشيعه منحرفين عن عقيده الدين الاسلامي الصحيحه . لذا فهم اخطر من اسرائيل ومن الصهيونيه على الدين الاسلامي بكثير … وفي النهايه سيدتي هل تريدي من اهل السنه في خارج سوريا ان يتفرجوا على ايران وحزب الله وهم يقتلوا السنيين … لا اسمحيلي هذا لا نقبله ابدا والقرضاوي معه الحق كل الحق وكما نرجوا من كل اهل السنه التحرك لوقف اباده السنيين في سوريا .

  11. اتق الله
    اتق الله ايتها الكاتبة في اعلام الاسلام .

  12. الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها
    ان ما يشيعه القرضاوي هي الفتنة الطائفية التي تعمل امريكا واسرائيل على اشعالها والتي ستحرق الاخضر واليابس في الشرق الاوسط والخليج العربي ليخلو الجو لاقامة اسرائيل الكبرى من النيل للفرات بعد ان تنتهي دول عربية كثيرة عن الخارطة

  13. هل تفضل القسمة ام الجمع؟
    كالعادة، يهب الجميع عند انتقاد رجل يمثل قمة هرم علماء الدين ويصبح النقد جارحا احيانا للكاتب او الناقد. العقل والمجتمع الناضج يقبل بنقد او مدح او شرح كافة الامور الموجودة بالكون باسره. اعتقد بان اقحام، او بالاحرى اقتحام رجال الدين – اى دين ومذهب – بالامور السياسية يتلف ويفسد الاثنتان. للسياسة مناطق رمادية والاديان اما بيضاء او سوداء الا ان التفسيرات والاجتهادات والفتاوى خلطت الاسود بالابيض في عقول بعض فئات المجتمع. ليبقى رجال الدين في جوامعهم وكنائسهم ومعابدهم يرشدون الحياة الروحية والعلاقة مع الله، ويتركون السياسة لاهل السياسة المدنية، فلو فصلنا الدين عن ليس فقط السياسة، بل الدولة، لما اصبحنا نهج ونضج بالرياح الدينية المذهبية الطائفية الجغرافية. ما هو الخطاء بدولة مدنية تحوي وتحتضن كل من عليها بغض النظر عن الدين والمذهب واللون والاصل والفصل والمعتقد؟ ما هو الخطاء بان تكون المواطنة اساس الانتماء للارض والشعب؟ هل انتماء اصحاب مذهب للارض مختلف عن محبة وانتماء اتباع مذهب آخر؟ اليس فصل الدين عن الدولة السبب الرئيس في تقدم الشعوب التي نحن نعتبرها متقدمة ؟ لماذا عدم قبول الآخر اصبح مقبولا ليفتح المجال لتهميش وازالة الطرف المقابل؟ باللحظة التي يتم اتخاذ خطوات لمحاربة ابناء البلد لبعضهم، سواء باسم الدين او السياسة، ستكون بداية النهاية. لنقراء ونستشعر من التاريخ الماضي انه من الاسباب الرئيسية لضعف وزوال الامبرطوريات الدينية والسياسية وجمعهما بالحكم، كان الاقتتال الطائفي نتيجة مباشرة في اركانها. واكرر بان الجواب يكمن بعدم تدخل السياسين بالدين لاستخدامها كسلاح، وترك رجال الدين امور الارض للارضيين والامور الروحانية للاديان. نحن للاسف تم زج طريقة فكرنا لنفس طريقة تفكير وحكم رجال الدين والساسة والعسكر لاوربا بالقرنين الخامس والسادس عشر. نحن يبدو لا نزال ننتظر عهد نهضتنا وهذا لن يحدث لو تم الاستمرار بالتفرقة الدينية المذهبية القبلية العشائرية الجغرافية. من يستطيع انكار ان هذا اصبح الهاجس الاول بطريقة تفكيرنا كافراد ومجتمعات قابلة اكثر للقسمة بدلا من الجمع؟

  14. بعض العمق مطلوب
    الخميني, خامنئي, القرضاوي, الاسد, قيادة الجيش الحر, هم سبب مصائب سوريا, توزع عليهم المسؤولية بالتساوي

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock