القوات الليبية تقلص وجود "داعش" في سرت

سرت - يسيطر تنظيم "داعش" على قطاع سكني يمتد لأقل من كيلومتر في معقله السابق بمدينة سرت الليبية حيث تتقدم قوات مؤيدة للحكومة بدعم من ضربات جوية أميركية تدريجيا لتنهي حملة مستمرة منذ خمسة أشهر.اضافة اعلان
وعلى مدى اليومين المنصرمين توغلت قوات بقيادة ألوية من مصراتة في الحي الثالث بسرت فيما فكك القصف الجوي المكثف ونيران الدبابات ببطء مواقع قناصة المتشددين.
وقال قادة مصراتة إن المتشددين يتمسكون بحي المنارة الذي إذا خسروه فسيصبحون مكشوفين ومعرضين للهزيمة في المدينة التي كانت يوما ما قاعدتهم الأساسية خارج الأراضي التي يسيطرون عليها في العراق وسوريا.
وقال العميد محمد الغصري المتحدث باسم قوات مصراتة "هذه نهايتهم. لا توجد أمامهم حلول ولذلك يحاربون بشراسة للبقاء في المنارة."
وخسارة سرت هي ضربة كبرى للدولة الإسلامية إذ تحرمها من المدينة الوحيدة التي كانت تسيطر عليها في شمال أفريقيا. كما وُضع التنظيم في موقف الدفاع ضد حملات تدعمها الولايات المتحدة في العراق وسوريا.
وسيعطي انتصار القوات التي تقودها ألوية مصراتة دفعة لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة التي تقود هذه القوات بشكل رمزي من طرابلس.
وتجد الحكومة صعوبة حتى الآن في بسط سلطتها وشهدت في الآونة الأخيرة سيطرة اللواء خليفة حفتر المنافس لها في الشرق على بعض الموانئ النفطية الكبرى في ليبيا يقع أحدها على بعد أقل من 200 كيلومتر من سرت.
وكانت الحملة في سرت مكلفة وأطول مما توقع كثيرون في مصراتة. لكن في ظل تضاؤل وجود متشددي الدولة الإسلامية واقتصاره على عدة أحياء سكنية فإن قدرتهم على استخدام أسلحة ثقيلة أو تنفيذ تفجيرات انتحارية تراجعت.
وعثرت القوات التي تقودها ألوية مصراتة الاثنين على مركبة معبأة بالمتفجرات لم تستطع الدولة الإسلامية استخدامها.
وفقا للقيادة الأمريكية في أفريقيا فقد كان هذا بعد يوم من تكثيف القوات الأمريكية لضرباتها الجوية في سرت لتنفذ 20 ضربة ضد عدد من المواقع القتالية. ونفذت الولايات المتحدة أكثر من 200 ضربة جوية منذ بداية حملتها الجوية في الأول من اب(اغسطس).
وتحولت الكثير من المباني في مناطق حيث وقعت معارك في الآونة الأخيرة إلى أطلال أو أنقاض.
ولا تزال القوات التي تقودها ألوية مصراتة معرضة لخطر القناصة والذين تقول إنهم يتمتعون بمهارات عالية كما استطاعوا التكيف مع الضربات الجوية بالسعي لتغطية أفضل. واستطاع قناص أن يقتل مصورا هولنديا يوم الأحد الماضي وهو ثاني صحفي يقتل في تلك الحملة.
واضطرت السلطات أيضا للتعامل مع هجمات من خلف الخطوط الأمامية بما في ذلك التفجيرات الانتحارية التي أججت المخاوف من استمرار خطر المتشددين في المنطقة بعد السيطرة على سرت.
وتصدت القوات يوم الأحد لكمين كبير على جناحها الشرقي. وقال رضا عيسى وهو متحدث ثان باسم العملية التي تقودها مصراتة إنه جرى إحصاء زهاء 55 جثة لمقاتلين من الدولة الإسلامية بعد الهجوم كما جرى إحصاء 25 جثة أخرى حول المنارة.
وقال عيسى "هذا أعلى رقم لجثث داعش منذ بداية المعركة ضدهم في سرت. يعتقد قادة الخطوط الأمامية أن الجثث هي لليبيين وتونسيين وأفراد من أفريقيا جنوب الصحراء."
وذكر أن ستة آخرين قتلوا أثناء ملاحقة المتشددين في الصحراء. وقتل ما لا يقل عن 11 من المقاتلين الذين تدعمهم الحكومة خلال المعارك في اليومين المنصرمين وأصيب عشرات آخرون.
وقال أكرم جلوان وهو متحدث باسم مستشفى مصراتة المركزي إنه بهذا يصل العدد الإجمالي للقتلى منذ بداية الحملة إلى 560.
ولا يوجد إحصاء بعدد قتلى تنظيم الدولة الإسلامية وعادة ما تترك جثث المتشددين في الشوارع دون أن يلمسها أحد خوفا من الشراك الخداعية. لكن وفقا لمعظم التقديرات فقد بنى التنظيم الجهادي قوة مؤلفة مما يتراوح بين ألفين وخمسة آلاف مقاتل في سرت كثير منهم أجانب قبل بدء المعركة.-(رويترز)