هاشم نايل المجالي
إن الطريق لتحقيق النجاح والتميز يأتي من القيادة والادارة الناجحة التي تهتم وتعنى بتحريك المسؤولين والموظفين والافراد في الاتجاه الذي يحقق تلك الخطط والاستراتيجيات وتحقق مصالحهم على المدى البعيد، فالقيادة المميزة والناجحة منهج ومهارة وعمل يهدف الى التأثير بالآخرين وتفعيلهم لتأدية الاعمال بتناسق وتناغم كلٌ حسب المهمة والواجب الموكول اليه بكل ثقة، والقدرة على اقناع الآخرين للعمل على تحقيق الأهداف بحماسة، وهنا يجب أن تكون مواصفات القائد التنفيذي ذا شخصية مؤثرة ومهارات مبدعة ويمتلك الحجة والإقناع ومفاتيح الحل للأزمات ولغة تخاطب مقنعة.
وهذه القيادة الذكية قيادة إبداعية تتسم بعلاقات ارتباطية تشاركية مع كافة الجهات في كلا القطاعين العام والخاص، وتسليط الضوء على كافة أنواع الأزمات لوضع الحلول بكل تشاركية بكل مهارة ذكية فهي إدارة وقيادة، ولمعالجة اية نواقص تعيق النمط القيادي من اجل الوصول الى التكيف مع الحاجة ومع الظروف المختلفة وعمل الخطط اللازمة لتطوير الذات بكل تفاعلية محاكية للواقع.
وهنا تتم عملية الاستخدام الفعال والكفء للموارد البشرية (العاملين والموظفين والمسؤولين)، والموارد المادية (الابنية والاجهزة وغيرها)، والموارد المالية (الميزانيات المرصودة لتسيير الاعمال والاستثمارات وغيرها) والمعلومات والافكار (وتشمل الحقائق والارقام والقوانين وغيرها) كذلك الوقت (وهو الزمن الذي نحتاجه لإنجاز المشاريع على ضوء الموازنات المرصودة)، كذلك العمليات الادارية المتمثلة في التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة بغرض تحقيق الاهداف.
وهذا ينعكس على ردود الافعال المجتمعية لتحقيق المشاريع التنموية والاستثمارية، وبالتالي ينعكس على السلوك الانساني في المجتمع بين الرضا والقبول او الرفض.
فعند لقاء المسؤولين مع الشباب وأبناء المجتمع المحلي يفترض معرفة كل أوجه التحديات التي من الممكن أن تطرح من قبل الحضور، خاصة مشكلة الجهود المبذولة للحكومة في الاستثمار الامثل للموارد البشرية، تجسيداً لرؤية صاحب القرار في بناء اقتصاد تنافسي وفق التطلعات الطموحة للشباب، ومن اجل بناء جيل مؤهل لقيادة المسيرة التنموية، خاصة وان هذه الكوادر الشبابية تتمتع بالمعرفة والابتكار والقدرة على إحداث تغيير إيجابي، فهذه اللقاءات تندرج تحت شعار تواصل العقول لصناعة المستقبل، ولتلبية الحاجات المتنامية وعلى رأسها حل مشكلة البطالة بالعمل والانتاج، والتركيز على رفع مستوى المهنيين الاحترافيين لإشباع حاجة السوق في مختلف القطاعات، لإطلاق مشروع أردنة العمل الوطني لإحلال العمالة الوطنية محل العمالة الوافدة، والتي وصلت الى أرقام كبيرة جداً وما سيترتب على ذلك من تأثيرات اقتصادية واجتماعية على ذلك فمشكلة الفقر مقرونة بالمشاريع التنموية وحل مشكلة البطالة وجذب الاستثمارات، لذلك يجب أن يتم التحضير في ظل الظروف الحالية مسبقاً بشكل تقدم فيه الحكومة حلولاً للأزمات، وإطلاق مشاريع صغيرة ومتوسطة مقنعة وذات جدوى اقتصادية وغيرها، قبل التسرع للقاء الشباب الذي يعاني من تحديات كبيرة.