"الكتابة بالفصحى" على "فيسبوك": حملة للحفاظ على "العربية"

شعار اسبوع الكتابة بالفصحى على "فيسبوك" - (أرشيفية)
شعار اسبوع الكتابة بالفصحى على "فيسبوك" - (أرشيفية)

تغريد السعايدة

عمان- بعد أن باتت نسبة عظمى من سكان العالم ينضمون إلى مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزها "فيسبوك"، تحاول مجموعة من المهتمين بالعربية أن يجعلوها لغةً متداولة بين الأعضاء العرب المتواجدين "بكثرة" على صفحات "فيسبوك"، بعيداً عن العامية أو اللغة المختلطة بين العربية والإنجليزية "العربيزي".اضافة اعلان
ومن أبرز هذه الفعاليات التي انتشرت على صفحات "فيسبوك"؛ "فعالية أسبوع الكتابة باللغة العربية الفصحى"، والتي بدأت في الأول من كانون الثاني (يناير) الحالي وتستمر حتى السابع من الشهر ذاته.
فتحت شعار "لِنُعِد الاتصالَ بحضارتنا وهُويتنا" تنطلق الفعالية التي يؤكد الأستاذ كفاح عيسى، من الأردن، أنه "واحد من مجموعة كبيرة من الناشطين العرب الذين يعملون فيها على مدار الساعة، من أجل إنجاح الفعالية ونشرها بين المستخدمين العرب على صفحات التواصل الاجتماعي".
وعن ولادة الفكرة التي تدعو إلى "حماية لغة الضاد"، يوضح عيسى أنها جاءت من غيرة مجموعة من الشباب العربي على لغتهم الأم، بعد أن أمست "شبه مندثرة" بين أوساط الشباب العرب على وجه العموم. فمن هنا حرص هؤلاء المشاركون على القيام بمبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويبين عيسى أن الفعالية ستكون عالمية وليس على مستوى الدول العربية وحدها، فكل من يهتم باللغة العربية سيكون جزءاً من هذا العمل الذي سيشكل عملية تواصل ثقافي وأدبي بين المشاركين؛ حيث وصل عدد المنظمين إلى الفعالية إلى ما يزيد على ثلاثين ألف مشارك من الدول العربية كافة.
"رياح التغيير التي طالت كل شيء لها إيجابياتها أيضاً"، يقول عيسى، الذي أكد أن المتابع للإعلانات والترويج التجاري في كل العالم سيكتشف أن كل الشركات العاملية تعمد إلى توفير واجهات عربية في العالم العربي، إدراكا منها لأهمية اللغة العربية، وحجم المتحدثين بها على مواقع التواصل المختلفة.
لذلك، يجب على المهتمين بتنشيط اللغة العربية، وفق عيسى، التحدث بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتبادل الرسائل النصية "السهلة الخالية من كل تعقيد"، حتى يتمكن الجميع من التحدث بطريقة يفهمها الجميع.
ويقول عيسى "اللهجات العامية قد تكون غير مفهومة للجميع في بعض الأحيان"، وخاصة من العرب المتواجدين في دول المغرب العربي، لذلك من الأفضل أن يكون التبادل اللفظي مماثلا بين الجميع.
ويشير إلى أن نسبة كبيرة من الشباب في دول المغرب العربي رحبوا بالمشاركة في الفعالية، ومنهم من تطوع ليكون مشرفاً ومتابعاً فيها خلال الفترة المحددة، أي في الأول من كانون الثاني (يناير) وحتى السابع من الشهر ذاته.
ويؤكد عيسى أن جلّ المشاركين في الفعالية، والداعمين لها، يرون بأن "اللغة العربية هي الأداة التي تربطنا بهُويتنا وحضارتنا، وهي الوسيلة التي يمكن أن تسهم في النهوض بمستوى الذوق العربي العام، من خلال تبادل نشر النصوص الفكرية والأدبية العربية؛ كالشعر والمواعظ والقصة، والأمثال التي تُظهر فخامة اللغة وقيمتها الكبيرة".
ويطالب المشرفون في فعالية التحدث باللغة العربية أن تهتم الجهات المعنية، الأهلية والحكومية، باللغة العربية، على غرار ما تفعله الشعوب التي تسعى للنهوض بلغتها الأم، وتفتخر فيها في المحافل كافة، مثل كوريا، واليابان، وألمانيا، والبرازيل، وتركيا؛ حيث تعمد هذه الدول إلى ترجمة العلوم والمعارف إلى لغاتها الأم، ليطلع عليها مواطنوها ويستفيدوا منها بلغتهم الأصلية. وفي ذلك دليل على حرص هذه الدول على تكريس لغاتها ورقيها.
ويعتقد عيسى أن إقبال نسبة كبيرة من الشباب على التخاطب بـ"العربيزي" سوف يسيء إلى اللغة العربية وثقافتها، وهو ما سوف يطمس الشخصية العربية على المدى البعيد.
إلا أن ما تشهده الفعالية حالياً من إقبال واسع من قبل الشباب، حسب عيسى، لدليل على مدى الوعي الذي بدأ ينتشر في أوساط الشباب وشعورهم بأهمية لغتهم، وحرصهم على النهوض بها، ورفع شأنها بين لغات العالم.
ويدعو عيسى كل من يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي، من أبناء الدول العربية، والمهتمين، إلى الانضمام إلى الفعالية، والكتابة باللغة العربية الفصحى على هذه المواقع، وطرح كل انشغالاتهم عليها، مع إظهار جماليات هذه اللغة، وقدراتها العالية في استيعاب كل العلوم والمعارف العالمية، وبالتالي تأكيد عبقريتها وخلودها.
وبفضل المشاركات الكبيرة من قبل الشباب العربي في المجتمع التكنولوجي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يسعى القائمون على هذه الفعالية لأن تكون هذه المناسبة سنوية، حتى يتم التذكير في كل عام باللغة العربية وأهمية الرجوع إليها، مع السعي إلى تطوير الاحتفالية أكثر فأكثر.
هذا ويشيد عيسى بالجهود المبذولة من جميع المشاركين، ويتمنى على من يرغب في المشاركة الانضمام إلى صفحة "أسبوع الكتابة باللغة العربية الفصحى"، التابعة للمجموعة على "فيسبوك"، على العنوان الآتي:
!/events/683411795024189/.