الكرة الأردنية: الأندية مطالبة بالاستفادة من درس الجزيرة

عمان- نادي الجزيرة العريق بات غريقا.. النادي الذي تأسس مطلع الأربعينيات، ونثر أمجاده بأسماء من تعاقب على إدارة النادي، أو اللاعبين الذين دافعوا عن ألوانه في مختلف الرياضات، يعلق الجرس ويطلق صافرة الإنذار للأندية المحلية، ويدق ناقوس الخطر من الناحية المالية للكرة الأردنية، وهو المرصع بعقد البطولات الذهبية، حين توج نادي الجزيرة بلقب بطولة المملكة بكرة اليد في العام 1974، ولقب دوري كرة السلة في العامين 1964 و1997، وقبض على ألقاب كرة الطاولة لأكثر من 40 عاما، وتوج بلقب دوري كرة القدم 1952 و1953 و1956، ودرع كرة القدم 1981 و1986، وكأس الأردن 1984و2017، وكأس الكؤوس 1985.اضافة اعلان
واقع كلاسيكي للأندية
تعيش الأندية المحلية لمختلف الدرجات، وإن كانت أندية المحترفين تحتل الأولوية والأهمية، واقعا كلاسيكيا في تدبير أمورها المالية، معتمدة على دعم اتحاد الكرة، وزارة الشباب والرياضة، واندية المخيمات تتحصل على دعم من دائرة الشؤون الفلسطينية، أو جلب رجال الأعمال وأصحاب رؤس الأموال، للضخ في خزائن الأندية بتسليمهم مفاتيح القيادة الإدارية، أو تحت مسمى الداعمين لفترة وجيزة، ثم ما يلبث أن ترهقه معاناة الأعباء المالية، وارتفاع فاتورة المصاريف المالية، ويبحث عن الفرصة المناسبة للهرب من قيود الالتزامات، تماما كما حدث مع نادي الجزيرة العريق، لتتساقط الأوراق الإدارية، وتنتهي باستقالات جماعية، يأتي حل وزارة الشباب والرياضة لإدارات تلك الأندية، بتشكيل لجنة مؤقتة، بمعنى لجنة طوارئ تدير شؤون النادي لمدة لا تقل عن 6 أشهر، تماما كما حدث مع نادي الجزيرة العريق، وغيره من الأندية المحلية.
قدم نادي الجزيرة درسا في غاية الأهمية، ورسالة تحذيرية مهمة إلى سائر الأندية المحلية، ولعل تصريح أحد أعضاء الإدارة المؤقتة لنادي الجزيرة، الذي فضل عدم ذكر اسمه، بتأكيده أن اللجنة المؤقتة تدور في فلك القيود المالية الكبيرة المستحقة بأحكام قضائية على نادي الجزيرة، واصطدامها بالعديد من الالتزامات المالية التي لا تستطيع تدبيرها، في ظل الحلول الكلاسيكية المتبعة لدى الأندية في جلب الأموال إلى خزينتها المالية، وان هذا الدرس يجب أن تأخذه على محمل الجد جميع الأندية المحلية، والا سينتهي حالها على ما انتهى اليه نادي الجزيرة، الذي يعيش واقعا سيئا من دون أموال تدير شؤونه، الأمر الذي ترك العديد من نجومه تهجر فريقها صوب أندية اخرى.
ناقوس الخطر
ناقوس الخطر يدق في سماء الكرة الأردنية، وإن كان اتحاد الكرة يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية، باعتباره هو من عود الأندية، بالاعتماد كليا على عوائده من بدل البث التلفزيوني، ريع المباريات من بدل حضور جماهيرها مباريات المسابقات المحلية، وإن كانت الأخيرة نوعا من الاستثمار للأندية بجماهيرتها، إلا انها أبقت على الطريقة التقليدية لدى الأندية في رفد خزينتها المالية، فضلا عن أن رسمية المؤسسات الرياضية -الأندية-، وضع العديد من العراقيل بما يخص تعميم المفاهيم الاستثمارية الكبرى، لا سيما في تحويل الأندية إلى شركات على غرار نماذج الأندية العربية والعالمية، إلا أنها تصطدم بطبيعة القوانين والانظمة التي تسير تلك المؤسسات الرياضية التابعة لوزارة الشباب والرياضة.
ولعل تلك المعطيات، جعلت الأندية كالقشة في وجه الريح، لا تصمد طويلا في وجه المفاجآت المالية، ومنها المشكلة المالية التي يعيشها اتحاد الكرة حاليا، ما فرض عدم وصول دفعات كبيرة للأندية المحلية، والتي تنتظرها بفارغ الصبر لتدبير شؤونها المالية، وحرمها من حصولها على بدل الريع من جماهيرتها، عندما اجل منافسات الموسم الكروي الى مطلع العام 2020، ما زاد من الأمر سوءا، وزاد من معاناة الأندية خاصة تلك التي ابرمت صفقات جديدة، وانطلق قطار استعدادها لموسم كروي يطول انتظاره، وأثقل من كاهل الأندية المالية، التي تعيش ظروفا مالية مزرية، لاعتمادها على أشكال الدعم التقليدي، وباتت معظمها مهددة أن تلاقي نفس مصير الجزيرة.
الاستثمار هو الحل
تفرض مصطلحات كثيرة نفسها كحلول لمشكلة الأندية المالية الحالية، وإن كان تحويل تلك الأندية الى شركات بالمعنى الحقيقي للكلمة، أحد الحلول المهمة أمام الأندية المحلية، إلا انه يظهر ايضا بذات الأهمية الاستثمار ورابطة أندية المحترفين، لتنظيم الأمور بالشكل الاحترافي الذي تدار فيه كبريات بطولات وأندية العالم، وتجلب مصادر الدخل الثابتة، التي تزيد على اشكال الدعم المالي.
ويفيد الاستثمار في توفير مصادر دخل ثابتة لدى الأندية، التي كان أقصى درجات استثمارها، يظهر في تشييد المجمعات التجارية فقط، من دون أن تتلون مصادر الاستثمار، والذي نجد أن الوحدات أحد تلك الاندية المهتمة بتطبيق المعنى الحقيقي للاستثمار في الفترة الحالية، عندما انطلق بأفكار جريئة من محض أفكار رئيس النادي رجل الأعمال د.بشار الحوامدة، وأطلق متجره الإلكتروني، ومجلس الأعضاء الشرفي، ووضع حجر الاساس لاستثمار المساحات في مجمعه الرياضي، كبناء ملاعب لخماسي الكرة، جلسات ومطاعم عائلية، بهدف ضخ المال في خزينة النادي المالية، فضلا عن نظرته بالاستثمار بمواهبه الكروية، والهدف ايجاد دخل ثابت يساعد النادي للقيام بأعبائه ومصاريفه الكبيرة تجاه نشاطاته، وتحقيق طموحات جماهيره في مختلف استحقاقات الموسم المقبل.