أسامة قاسم- ما يحدث في الكرة الأردنية من انحدار متسارع، ليس بالأمر الطبيعي، ويحتاج إلى وقفة سريعة ومطولة لإعادة تقييم المسار الذي ينتهجه اتحاد الكرة والذي تسبب في الوصول إلى هذه المرحلة التي بلغت ذروتها في التعيينات غير المنطقية للمدربين، والسبات الكروي الطويل الذي لم يسبقنا أحد إليه في العالم.
في اتحاد الكرة، تسير الأمور بعيدا عن المنطق والمهنية، وهو أمر تسبب في انحدار منتخباتنا وأنديتنا.. في المنتخبات الوطنية يتم تعيين المدربين بعيدا عن المعايير المهنية، بل إنه لا يوجد معايير أصلا لتلك التعيينات، فهل يعقل أن يفشل مدرب مرات عدة في عمله بالمنتخبات، ويتم تعيينه وتجديد الثقة به ؟!.. وهل يعقل أن يختلف اتحاد الكرة مع المدير الفني للاتحاد على تجديد الثقة بمدرب ينتظره استحقاق مهم بعد شهر، قبل أن ينتصر الرأي الإداري على الفني في التجديد؟.
من الملاحظات أيضا في عمل اتحاد الكرة، أنه يوفر لمدرب معين كافة متطلباته، فيما يرفض توفير متطلبات لمدرب آخر في المنتخبات، فهل هذا يخدم المصلحة العامة؟.
في الكرة الأردنية سبات كروي صادم، دفع اللاعبين لقضاء أوقاتهم في المقاهي والساحات، وذهب بعضهم للتدريبات الفردية كاجتهاد فردي، واحترف البعض الآخر في أندية خارجية متهالكة لم توفر للاعب حتى مسكنا مناسبا.. فهل هذا الواقع يخدم الكرة الأردنية؟!.
في الكرة الأردنية أيضا 9 أندية محرومة من قيد اللاعبين، وهذا يتحمله بالدرجة الأولى اتحاد الكرة الذي تخلى عن مهمة خصم مستحقات اللاعبين والمدربين المشتكين، وترك هذه المهمة للأندية التي لم تنجح في التعامل مع هذا الملف، ما تسبب في تراكم الديون وبالتالي معاقبتها بالحرمان من التسجيل.
كما أن لجنة أوضاع اللاعبين، لعبت دورا في انحدار وضع الأندية، لأنها تجتمع في السنة مرة أو مرتين أو ثلاث أو حتى أربع، ما يتسبب في تراكم الشكاوى، لتخرج اللجنة بعدها بقرارات وعقوبات مالية صادمة ضد الأندية التي تتفاجأ بأرقام قياسية مطالبة بدفعها وتفوق قدراتها، ما يتسبب في عقوبات الحرمان، ونستذكر هنا أندية عريقة دفعت ثمن هذا التخبط منها ذات راس ومنشية بني حسن والبقعة، وحتى فريق الجزيرة الذي عانى من العقوبات التي تسببت في هبوطه في مشهد حزين لفريق عريق.
لا نبحث عن النقد لأجل النقد، بل نريد أن نلفت انتباه اتحاد الكرة إلى أمور يجب الوقوف عندها ومعالجتها، فجميعنا كمدربين واتحاد كرة ولاعبين وأندية نسير في قارب واحد، ولا بد من إنقاذ الموقف.
اقرأ أيضاً: