الكرك: آلاف الأسر تعتاش على مساعدات الحملات الخيرية

هشال العضايلة

الكرك - تنتظر آلاف الأسر الفقيرة والمحتاجة في مختلف مناطق محافظة الكرك، ممن لا تحصل على مساعدات ومعونات حكومية لأسباب عديدة، بفارغ الصبر الحملات الخيرية، التي تنفذها الجمعيات والهيئات الخيرية بالمحافظة وخارجها، للحصول على المساعدات المختلفة، وخصوصا المواد الغذائية التي تكفيها لبعض من أيامها الصعبة.اضافة اعلان
وتشهد الحملات الخيرية التي تنفذها الجمعيات الخيرية لتوزيع المساعدات الغذائية وبعض المساعدات الأخرى، وخصوصا تلك التي تحتاجها الأسر في فصل الشتاء، إقبالا شديدا من المواطنين بالمحافظة، بحيث لا تكفي غالبا ما تقدمه هذه الجمعيات للأعداد الكبيرة من المواطنين التي تطلب المساعدات.
وتشمل تلك المساعدات أعدادا كبيرة ممن لا يتقاضون أي مساعدات مالية أو مساعدات غذائية وعينية، من الجهات الحكومية مثل المعونة الوطنية أو التنمية الاجتماعية لأسباب مختلفة، من بينها حصول العائلة على أي مبلغ مالي من تقاعد الضمان الاجتماعي أو التقاعد المدني مهما تدنى هذا التقاعد.
وتشكو العديد من الأسر من أنه رغم فقرها الشديد، إلا أنها لا تحصل على أي مساعدات من الجهات الحكومية بسبب حصولها على راتب تقاعدي لرب الأسرة سواء كان متوفيا أو على قيد الحياة، إضافة الى أن حصولها على هذا المبلغ الصغير يحرمها من كل المساعدات التي تقدم طوال العام، في حين أن أسرا تحصل على المساعدات وهي لديها مصادر دخل جيدة ولكنها غير مسجلة رسميا، ما يحرم الأسر المحتاجة فعليا للمساعدات.
وتؤكد أم حمزة وهي تعيل أسرة مكونة من 5 أفراد، أنها تنتظر حدوث الحملات الخيرية التي تنظمها الجمعيات الخيرية، التي تحصل على مساعدات داخلية أو خارجية بفارغ الصبر، لأنها لا تحصل على غيرها، مشيرة الى أن هذه المساعدات هي التي تساعد أسرتها على الاستمرار في توفير ما تحتاج إليه لفترة من الوقت، وخصوصا المواد الغذائية الأساسية.
وأكدت أن هناك آلاف الأسر التي لا تحصل على المساعدات، لأنها غير مسجلة لدى الجهات الحكومية، وهي تعيش ظروفا صعبة وتعاني خصوصا مع قدوم موسم الشتاء الصعب، مؤكدة أنها رغم عملها الموسمي المؤقت في بعض المشاريع الزراعية، الا أنها تحتاج دائما للمساعدة من الجمعيات الخيرية.
وقال المواطن سالم عيد إنه يحصل على المساعدة الدورية من الجهات الحكومية، إلا أنه يعيش حياة صعبة ويحتاج الى المساعدة بشكل دائم، ويعتبر أن المساعدات التي تقدمها الجمعيات الخيرية هي مساهمة مهمة للأسر الفقيرة والمحتاجة بالمحافظة ولولاها لكانت حياتهم صعبة وقاسية، وهي توفر لهم جزءا من احتياجاتهم الدائمة من المواد الغذائية وغيرها من الاحتياجات.
ويؤكد مدير التنمية الاجتماعية بالكرك فيصل الضمور، أن المواطنين الذين يحصلون على المساعدات المختلفة من المديرية يحصلون على مساعدات دائمة، وفقا لحالتهم الاجتماعية والاقتصادية التي تجريها المديرية من خلال دراسات رسمية معتمدة.
واعتبر رئيس الجمعية الوطنية للتأهيل المجتمعي بالأغوار الجنوبية فتحي الهويمل، أن الجمعية تقوم مع غيرها من الجمعيات بحملات خيرية دائمة وطوال العام لأجل توفير المساعدات المختلفة، وخصوصا الغذائية، للمواطنين المحتاجين الذين يفتقدون للقدرة على توفير سبل العيش الكريم، لافتا الى أن الجمعية تقدم المساعدات لمختلف المواطنين المحتاجين ومن بينهم ممن يتقاضون المعونة الوطنية وممن لا يتقاضونها.
وأشار الى وجود أعداد كبيرة من الأسر الفقيرة والمحتاجة، ممن لا تتقاضى أي مساعدات رسمية لأسباب مختلفة وتقوم الجمعيات الخيرية بمساعدتها، حرصا على توفير جزء من احتياجاتها اليومية من خلال مساعدات تقدمها جمعيات وشخصيات تعمل للخير طوال الوقت.
ولفت الى أن الجمعية تقوم سنويا بتوزيع المساعدات على مرحلتين بالعام على أكثر من ألف أسرة، تحصل الأسر من خلالها على حاجتها من المواد الغذائية لفترة طويلة، مؤكدا أن هناك حاجة لزيادة أعداد المنتفعين من الأسر بالمحافظة للمساعدات الحكومية.
وأشار رئيس جمعية درب الخير الخيرية بالكرك بلال الصعوب، إلى أن الجمعية، بالتعاون مع جمعيات أخرى، تقوم بشكل دائم بتوزيع المساعدات على المواطنين المحتاجين بالمحافظة، لافتا الى أن الجميعة تقوم بتوزيع المساعدات الى أكثر من ألفي أسرة سنويا، وتقدم لها المساعدات المختلفة، إضافة الى العناية الطبية من خلال الأيام الطبية المجانية.
وكانت زهاء 500 من الأسر الفقيرة بمختلف مناطق الأغوار الجنوبية، قد استفادت أول من أمس من حملة خيرية لتوزيع المساعدات المختلفة التي نظمتها مجموعة من الجمعيات الخيرية بالتعاون مع اتحاد الجمعيات الخيرية بالكرك، وشملت الحملة مناطق غور الصافي والمزرعة والحديثة والنقع وفيفا والعمورة، بالتعاون مع اتحاد الجمعيات الخيرية.
ومن جانبه، قال الهويمل إن الحملة تنطلق كل عام في لواء الأغوار الجنوبية بواقع مرتين في العام، وتشمل أكبر عدد ممكن من الأسر الفقيرة والمحتاجة، وتضم توزيع مساعدات مختلف من المواد الغذائية والتمونية التي تكفي الأسرة الواحدة لأكثر من شهر.