الكرك: أزمة "كورونا" تكشف فعالية جمعيات خيرية وهشاشة أخرى

هشال العضايلة

الكرك- كشفت ازمة كورونا المستمرة منذ اكثر من شهرين والتي شهدت ايضا ايام شهر رمضان الكريم، اهمية دور بعض الجمعيات الخيرية بمحافظة الكرك وهشاشة بعضها الآخر، في توفير احتياجات آلاف الاسر التي تعاني من وضع اقتصادي صعب، بسبب ظروف الحظر وما تبعها من توقف للنشاطات الاقتصادية وغياب مصادر الدخل للعديد من المواطنين.اضافة اعلان
اذ اضطر العديد من الاسر الى الاعتماد في هذه الازمة على ما تقدمه الجمعيات الخيرية والجهات الرسمية والاهلية المختلفة من مساعدات، خصوصا خلال شهر رمضان الكريم.
إلا أن هذا العمل تحمل عبء القيام به عدد محدود من الجمعيات الخيرية بالكرك، في حين ان مئات الجمعيات وقفت متفرجة ولم تحرك ساكنا، في اغاثة المواطنين المحتاجين الذين بناء على مساعدتهم حصلت على ترخيصها وجمعت المساعدات وفقا لذلك.
وتضم محافظة الكرك بألويتها المختلفة زهاء 254 جمعية خيرية مسجلة رسميا وفقا لسجلات مديرية تنمية الكرك، في حين ان الجمعيات النشيطة والفاعلة والتي اظهرت كفاءة في خدمة المحتاجين خلال الازمة لم تزد عن عدد اصابع اليد الواحدة.
وبحسب مواطنين فإن المرحلة السابقة والتي شهدت الظروف الصعبة على المواطنين من خلال حالة الحظر الشاملة واغلاق القطاعات الاقتصادية وتوقف العمل فيها لفترة طويلة وغياب مصادر الدخل لأغلبية الاسر، اظهرت اهمية هذه الجمعيات باعتبارها مؤسسات شعبية تعمل لمساعدة المواطنين المحتاجين وفي الظروف القاهرة كما هي الحالة الآن، لافتين الى ان قلة من الجمعيات قدمت الخدمة للمحتاجين بالمساعدات التي جمعتها سابقا.
ويؤكد مدير تنمية محافظة الكرك فيصل الضمور، ان المحافظة تضم 254 جمعية موزعة على كل مناطق المحافظة وتعمل رسميا في مجال العمل الخيري، لافتا الى ان هناك فقط 30 % من هذه الجمعيات عملت في خدمة المحتاجين والفقراء في ازمة كورونا.
وبين ان هناك جمعيات فاعلة ونشيطة واخرى لا تعمل وتعتمد على اداء رئيس الجمعية فقط، مؤكدا ان على المجتمع والنشطاء العمل على تطوير هذه الجمعيات لتكون فرصة لإحداث التغيير في العمل الخيري، بالاستفادة من تجربة الفترة الماضية في مكافحة الكورونا.
ولفت الى ان عددا من الجمعيات كانت على قدر المسؤولية واسهمت في التخفيف من وطأة الازمة على المواطنين المحتاجين من خلال المساعدات المستمرة للاسر، والتي كانت تحصل عليها من جهات مختلفة وبوسائل خاصة بها، مشيرا الى انه في الوقت الذي عملت جمعيات في خدمة الناس كانت بعض الجمعيات واجهة للمصالح الذاتية فقط واظهار الشخصية على حساب العمل العام.
وقال رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية في الكرك احمد الطراونة، ان الاتحاد والجمعيات قدم خلال شهر رمضان المبارك، ما يقارب من 5 آلاف طرد غذائي ومعونات أخرى في كافة ألوية المحافظة للمواطنين المحتاجين.
وبين الطراونة، ان بعض الجمعيات قامت مع بداية الازمة رغم ضعف مواردها المالية، بالتبرع لصندوق همة وطن، مشيرا الى تنفيذ 45 جمعية عشرات حملات المساعدات الخيرية.
واضاف ان جمعية تميم بن اوس الداري في لواء القصر، نفذت مع منظمة نوى احدى مبادرات مؤسسة ولي العهد حملة خيرية خلال الفترة الماضية حيث تم توزيع 900 طرد تمويني في لواء القصر على الاسر المحتاجة، مشيرا الى ان جمعية درب الخير في بلدة الثنية قامت بتوزيع ما يقرب 1200 طرد على الاسر المحتاجة والمسجلة لدى الجمعية.
واشار الى ان جمعيات في الاغوار الجنوبية وزعت مساعدات تجاوز عدد الاسر المستفيدة منها 1200 اسرة. كما نفذت جمعية الشهابية الخيرية حملة لتوزيع 475 طردا غذائيا وكوبونات بقيم نقدية.
وشملت مساعدات جميعة الخالدية الخيرية طوال فترة الحظر ورمضان المبارك مساعدات عينية بقيمة 10 آلاف دينار، على اسر بلواء المزار الجنوبي.
وقامت جمعية درب الخرزة والتي مضى على تأسيسها عام واحد بحملة توعية لفيروس كورونا وبتقديم دعم مستلزمات طبية لمديرية صحة الكرك.
وشدد الطراونة على ان هناك زحاما يعيق حركة العمل الخيري في المحافظة، بسبب زيادة عدد الجمعيات، لافتا الى ضرورة الاهتمام بإيجاد حلول لعمل الجمعيات التي رخصت ومضى على ترخيصها عام ولكنها لم تقدم خدمة للمجتمع.
وقال المواطن احمد الحباشنة، ان غالبية المواطنين لا يسمعون بالجمعيات الخيرية إلا في المناسبات، مشيرا الى ان المواطنين اعتادوا على ان الجمعيات هي واجهات ومصالح لشخصيات وافراد ولا تقدم الخدمات الا للمعارف فقط.
واشار رئيس جميعة اوس بن تميم الداري بلواء القصر الدكتور محمد المجالي، ان الجمعية وزعت 900 طرد غذائي على الاسر المعوزة والمتضررة من أزمة وباء كورونا، بالتعاون مع مبادرة نوى احدى مؤسسات ولي العهد.
وقال إن الحملة جاءت انطلاقا من المسؤولية الاجتماعية بالوقوف مع الأسر المعوزة والمحتاجة لتجاوز تداعيات وباء كورونا والتخفيف عليهم من خلال ايصال المساعدات لمستحقيها، مضيفا انه"من خلال مبادرة نوى نعمل ضمن كشوفات موجودة في الجمعية وكشوفات من التنمية الاجتماعية بالحالات المحتاجة".