الكرك: أسر فقيرة تستعجل رحيل الشتاء للشعور بالدفء

هشال العضايلة

الكرك – لم يعد أطفال أسرة أبو سميح في إحدى بلدات محافظة الكرك، يعشقون موسم الأمطار والثلوج في الشتاء، كحال معظم الأطفال الذين ينتظرون تساقط الثلوج بفارغ الصبر، بل أن أسرته أصبحت تستعجل رحيل الشتاء بسرعة لتشعر بالدفء المفقود عن غالبية الأسر الفقيرة بالمحافظة بسبب ارتفاع أثمان المحروقات. اضافة اعلان
فقد أصبح موسم الأمطار والثلوج بالنسبة للفقراء كابوسا بسبب البرد الشديد الذي تعانيه أسرهم بدخلها، الذي لا يزيد على 180 دينارا فقط، والذي يمنعها من توفير الدفء لأفرادها.
وخلال الأعوام الأخيرة وبسبب ارتفاع أسعار المشتقات النفطية لمستويات كبيرة، تعالت شكاوى العديد من الأسر بعدم قدرتهم على شراء احتياجاتهم من الوقود، وخصوصا مادتي الكاز والغاز، حيث تضطر غالبية الأسر إلى استخدام مدفأة واحدة بالمنزل للتوفير من مادة الكاز أو الغاز.
واصبح من المعتاد في مختلف بلدات وقرى محافظة الكرك مشاهدة مواطن يقوم بشراء مادة الكاز بكميات قليلة حسب قدرته المالية، حيث يشتري الكاز بعبوات المشروبات الغازية بواقع لتر أو لترين في كل مرة.
ويؤكد أحد العاملين في محطة محروقات ببلدة الثنية شرقي مدينة الكرك ان العديد من المواطنين، وخصوصا الأطفال يقومون باحضار عبوات ذات سعات قليلة عند شراء الوقود من مادة الكاز، لافتا إلى أن شراء العبوات الكبيرة سعة 20 لترا، أصبح نادرا خلال الفترة الأخيرة.
ولفت إلى أن آخرين يطلبون من المحطة اعطاءهم الكاز بالدين، لعدم توفر المال الكافي لديهم لشراء الكاز بالأسعار الحالية ، وهو الأمر غير الممكن لدى محطات الوقود.
ويؤكد مواطنون انهم لم يعد لديهم القدرة على توفير الدفء المناسب لأسرهم بسبب ظروفهم الصعبة، ما جعلهم يشعرون بكره موسم الشتاء، وخصوصا عندما يكون قاسيا كما هو حال الموسم الحالي، الذي توالت فيه المنخفضات الجوية بشكل كبير وبدون توقف.
وأشار أسامة علي من سكان مدينة الكرك، أن أسرته جميعها باتت تكره الشتاء وتستعجل رحيله طلبا للدفء الذي غاب طوال اربعة أشهر، سيما وان أسرته لا تملك كلفة الدفء وحتى القليل منه، في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.
وبين أن زوجته أصبحت تعاني آلاما شديدة، بسبب أمراض ناتجة عن البرد الشديد وفقا للأطباء، مشيرا إلى أن أسرته تشعل مدفأة الكاز لمدة ساعتين باليوم فقط طوال موسم الشتاء، حتى تستهلك لفترة طويلة لعدم قدرته على شراء غيرها.
وأضاف أن أطفاله كانوا يعشقون تساقط المطر والثلج، إلا انهم الآن يكرهونه بسبب البرد الذي يعانونه، حيث يضطرون الى استخدام الملابس والحرامات لتدفئة أجسادهم الضعيفة، لافتا الى سؤالهم الدائم " الشتوية مطولة.. متنا من البرد ". وهو سؤال يعتبره أسامة من أكثر الاسئلة صعوبة وتحديا لقدرته أمام أطفاله الصغار.