الكرك: انحسار بالزراعات الإستراتيجية لارتفاع الكلف وتراجع المردود

figuur-i
figuur-i

هشال العضايلة

الكرك – يجمع مختصون ومزارعون في محافظة الكرك، على أن زراعة المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والشعير وغيرها من المحاصيل البقولية المستخدمة في غذاء المواطنين مثل العدس والحمص، تواجه مجموعة من التحديات التي تؤدي إلى تراجعها المستمر. اضافة اعلان
وتؤكد احصائيات رسمية تراجع المساحات الزراعية التي تزرع بالمنتجات الحقلية، إضافة إلى تراجع الكميات المنتجة من المحاصيل الحقلية وخصوصا القمح والشعير في حين تكاد تكون زراعة الحمص والعدس في طريقها إلى الاختفاء.
ويؤكد مزارعون بالكرك انهم يواجهون صعوبات كثيرة تمنع استمرار اشتغالهم بالزراعة، من بينها ارتفاع كلف الإنتاج وتراجع المردود المالي والجدوى الاقتصادية من الزراعات الحقلية، خصوصا القمح والشعير، بالإضافة إلى تذبذب الأمطار الذي يؤدي إلى إصابتها بالآفات الزراعية.
ورغم قيام الأجهزة الرسمية بوزارة الصناعة والتجارة بشراء المحاصيل الحقلية من المزارعين كل موسم زراعي بأسعار معقولة تصل إلى شراء القمح البذار بسعر 500 دينار للطن، والقمح المواني 420 دينارا للطن، والشعير البذار بسعر 420 دينارا للطن، والشعير العلفي 370 دينارا للطن العام الماضي، إلا أن هذه الأسعار تكاد لا تكفي لكلف الإنتاج.
وقال المزارع علي الجعافرة من بلدة راكين، إن عمليات الزراعة للمحاصيل الحقلية أصبحت غير ذات جدوى بسبب ارتفاع كلف الإنتاج وخصوصا أسعار الوقود وأثمان البذار، وخسائر ناتجة عن تردي المواسم المطرية في غالبية السنوات.
وبين الجعافرة، أن العديد من المزارعين هجروا حقولهم بسبب الخسائر المالية التي تكبدوها من تلك الزراعات، مشيرا إلى انه إذا نجت المحاصيل من تدني نسبة هطل الأمطار، لا تنجو من الآفات الزراعية مثل دودة الزرع التي تفتك سنويا بالمحاصيل وتأتي على أحلام المزارعين بمحصول جيد يمكنهم من الاستمرار بالزراعة.
ولفت إلى أنه ورغم مواصلة مطالبة مزارعي المحاصيل حقلية من القمح والشعير الحكومة بتعويضهم عن الخسائر التي تلحق بهم بسبب الجفاف وتراجع كميات الهطل المطري، بالإضافة إلى حصولهم على بذار رديء بداية الموسم الزراعي، إلا أن مطالبهم تذهب ادراج الرياح.
وأكد أن المواسم الأخيرة أدت إلى خسائر متراكمة للمزارعين، في حين لم تقم الحكومة بالعمل على تعويضهم أسوة ببقية المزارعين، الذين يتم تعويضهم في حال الاضرار الناتجة عن الصقيع والفيضانات والحرائق.
وأكد المزارع مفيد المجالي، ان زراعة أكثر من خمسة دونمات بالقمح العام الماضي لم تعط أكثر من 50 كيلو من القمح، في حين كانت تعطي في سنوات سابقة 200 كيلو، مشيرا إلى إن هذه الحالة تساهم في تخلي المزارعين عن الزراعة وخصوصا في ظل تخلي الحكومة عن المزارعين.
وأشار المجالي، الى انه وبسبب تعرض المحاصيل الحقلية للجفاف، لم يتمكن من توريد أية كميات لمركز استلام الحبوب بالمحافظة، رغم انه كان سابقا يسلم أكثر من 30 طنا من القمح للمركز سنويا، مقدرا تعرضه لخسائر مالية بأكثر من خمسة آلاف دينار.
ويؤكد مدير زراعة الكرك المهندس خالد الصرايرة، ان زراعة المحاصيل الحقلية الاستراتيجية تواجه تحديات كبيرة في السنوات الأخيرة، من بنيها انخفاض المساحات الزراعية بالمحافظة بسبب الزحف العمراني من قبل البلديات التي تتوسع تنظيميا بالأراضي الزراعية، مشيرا إلى أن تذبذب تساقط الأمطار يعمل ايضا على تردي الإنتاج للمحاصيل الحقلية، إضافة إلى ارتباط انتشار الآفات الزراعية بضعف الموسم المطري، حيث تزيد الآفات مع تراجع تساقط الأمطار.
وأشار الصرايرة إلى التحول الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين وانتقالهم من نمط معيشة إلى آخر ساهم في انخفاض أعداد المواطنين المشتغلين بالزراعة، وخصوصا زراعة المحاصيل الحقلية، لافتا إلى أن المساحات انخفضت لتصل الى حوالي 190 الف دونم بالكرك لجميع المحاصيل الحقلية من القمح والشعير والبقوليات من الحمص والعدس.
وأشار إلى أن أهم التحديات تشمل ارتفاع كلف الإنتاج لزراعة المحاصيل الاستراتيجية من القمح والشعير واختفاء العمل العائلي، حيث تحتاج زراعة المحاصيل إلى أجور للعاملين بالزراعة وهي أجور مرتفعة قياسا إلى دخل المزارعين ما يدفعهم لترك أراضيهم وعدم زراعتها.