الكرك: تعسر تشكيل القوائم وإجراء الانتخابات العشائرية الداخلية

figuur-i
figuur-i

هشال العضايلة

الكرك - تشهد الساحة الانتخابية في محافظة الكرك ومنذ انطلاق النشاط الانتخابي للمرشحين المحتملين ، وحتى الآن تعسرا واضحا في تشكيل القوائم الانتخابية، والمرتبط ايضا بفشل اجراء الانتخابات الداخلية العشائرية والتي كانت دائما تفرز مرشحيها للانتخابات.اضافة اعلان
ويؤكد ناشطون ومترشحون، أن هذه الحالة ربما تكون مفيدة في ظهور فرص بالنجاح للمرشحين من خارج الكتل العشائرية الكبيرة، التي كانت تحوز دائما على مقاعد المحافظة العشرة.
وحتى الآن ورغم المحاولات الكثيرة لم تتمكن أي عشيرة او تجمع عشائري، وخصوصا العشائر الكبيرة بالمحافظة من اجراء الانتخابات الداخلية التي كانت عنوانا للحصول على ترشيح العشائر لأبنائها بالانتخابات، وفوزهم لاحقا بالمقاعد المخصصة للمحافظة.
وتضم محافظة الكرك 6 ألوية وبواقع حوالي 180 ألف ناخب ولها 11 مقعدا من بينها مقعدان مسيحيان.
وتظهر حاليا اسماء زهاء 50 شخصا اعلنوا نيتهم الترشح للانتخابات النيابية المقبلة في جميع مناطق المحافظة.
وضمن القانون الحالي للانتخابات فقد أصبحت محافظة الكرك دائرة انتخابية واحدة، الأمر الذي جعل القواعد الانتخابية للعشائر الكبيرة تفقد مقاعدها الدائمة، وفقا للقانون السابق بالدوائر المتعددة.
بحسب القانون الجديد لم يعد لألوية المحافظة الستة مقاعد مخصصة ومن بينها مقاعد للمسيحيين، وبذلك تنتهي معها الحصص العشائرية والمناطقية التي كانت سائدة لفترة طويلة من الزمن بالمحافظة، والتي بموجبها تحصل غالبية العشائر الكبرى بالمحافظة على مقاعد مضمونة.
وبحسب مراقبين فإن هذه الحالة هي ما أدى إلى إرباك العشائر الكبرى وغير حسابات الطامحين فيها ويساهم في منع حدوث الانتخابات الداخلية التي غالبا ما تكون محسومة للمتنفذين في تلك العشائر.
وقال الناشط السياسي الدكتور عودة الجعافرة، إن حالة عدم القدرة على تشكيل القوائم الانتخابية لخوض الانتخابات تسود مختلف المرشحين وعلى جميع المناطق، لأسباب تتعلق بتغير الوعي والادراك العام لدى المرشحين والطامحين داخل العشائر، وبحقوق كل شخص داخل العشيرة للوصول إلى موقع الترشح، وهو الأمر الذي يساهم في ظهور اعداد كبيرة من المرشحين بالعشيرة الواحدة، وبالتالي صعوبة الوصول إلى مرشح وحيد عبر صناديق الاقتراع الداخلية التي يبدو انها قد ولى زمانها .
وبين الجعافرة، أن الاسماء الكبيرة من المرشحين بالمحافظة، ما تزال تتحرك وبشكل دائم بين المرشحين المفترضين بهدف تشكيل القوائم دون ان تستقر على حال.
وتظهر حالة التعسر في تشكيل القوائم بالكرك في التنقل الدائم من المرشحين سواء من النواب السابقين المترشحين للانتخابات او الاشخاص الذي يخوضون الانتخابات للمرة الاولى، ما يظهر عدم القدرة على تشكيل قائمة انتخابية ذات ملامح واضحة ومحددة.
ويؤكد المرشح عبداللة زريقات، أن الحالة الانتخابية الحالية بالكرك يسودها الغموض وعدم القدرة لدى غالبية المرشحين للوصول إلى قائمة او شبه قائمة بسبب الانتقال الدائم والسريع بين المرشحين للقوائم المفترضة، التي تشكل نواتها بالليل وتنتهي مع ساعات الصباح لأسباب متعلقة بطبيعة المرشحين وقدرتهم على الحصول على غالبية الناخبين من عشائرهم.
وشدد زريقات على اهمية التخلص من الحالة السائدة لخوض الانتخابات والتي تتم بطريقة تقليدية عبر العشائر والمناطق إلى الوصول إلى القوائم الحزبية ووفقا للمواقف السياسية من القضايا الوطنية . مشيرا إلى أن هناك املا أن يتم التخلص من هذه الحالة عبر تشكيل قائمة عابرة للحدود العشائرية والمناطقية ولديها برنامج وطني يتعلق بقضايا وهموم الناس.
ويؤكد نشطاء إلى أن الحالة السائدة بالمحافظة ربما ستدفع إلى تشكيل قوائم مناطقية كما هو متوقع في بعض المناطق التي خسرت وفقا للقانون الجديد مقاعدها التاريخية بمجلس النواب وبحيث يتم تشكيل قائمة من ابناء المنطقة ودون امكانية الحصول على فرصة لدخول مرشح من خارج المنطقة اليها، كما هو متوقع في حالة الاغوار الجنوبية او لواء فقوع ولواء عي.
ويؤكد المترشح نضال الخرشة، إن ما يجري من استعصاء على تشكيل القوائم الانتخابية واجراء انتخابات داخلية عشائرية لاختيار المرشحين بين ابناء العشائر المختلفة، يعود إلى قيام المتنفذين والرموز الكبيرة بالمحافظة بالتدخل في منع هذه الانتخابات، حرصا على ظهور مرشحين اقوياء ينافسونهم بالانتخابات اضافة إلى اهمية تفتيت الاصوات ليتمكنوا من الحصول على اصواتهم الانتخابية، ولذلك تراهم يعمدون إلى دفع أكثر من شخص إلى الترشح داخل العشيرة الواحدة لمنع الاتفاق على مرشح وحيد.
وبين الخرشة، أن تعسر ولادة قوائم انتخابية حاليا يرتبط ايضا بما يحصل داخل العشائر الكبيرة والصغيرة على حد سواء، حيث يتنقل المرشحون من قائمة محتملة إلى اخرى وفقا لبورصة المرشحين وقوتهم التصويتية.