الكرك: توقف مشروع البركة السياحي بعد العثور على موقع أثري

هشال العضايلة

الكرك- توقفت عمليات تنفيذ مشروع البركة السياحي، بمدينة الكرك بانتظار إجراء تصاميم جديدة بعد العثور على موقع أثري قديم وسط موقع المشروع، تبعه ردود فعل شعبية تطالب بوقف العمل خوفا من ضياع ما تم اكتشافه.اضافة اعلان
وتوقفت عمليات البناء بالمشروع لحين اتخاذ قرار بخصوص الموقع الأثري، حيث قررت الجهات المعنية في وزارة السياحة والآثار وغيرها من الجهات الرسمية والشعبية الحفاظ على الموقع الأثري مع استمرار العمل في موقع آخر بالمشروع لحين الانتهاء من أعمال الحفاظ على الموقع الأثري.
وكانت فرق العمل في مشروع البركة بمنطقة البركة القديمة بالكرك عثرت أثناء أعمال الحفريات على موقع أثري قديم يتضمن بناء وسورا قديما والعديد من القطع الأثرية الفخارية. وتسبب قرار إدارة الموقع وقتها بالاستمرار بالعمل وطمر الموقع الأثري لعدم أهميته احتجاجات شعبية بالكرك ادت الى توقف العمل.
وقال مساعد الأمين العام لوزارة السياحة والآثار المهندس ايمن خروب إن الوزارة قررت الحفاظ على الموقع والاستمرار بالمشروع معا، لافتا الى ان الاستمرار بالعمل مستمر في منطقة النفق او مدخل مدينة الكرك القديم، وتوقف بالموقع الرئيس لحين الانتهاء من اعمال التصميم الجديدة للموقع من اجل الحفاظ على الموقع الاثري.
وبين ان الاعمال الجديدة للتصميم تتضمن جعل الموقع الاثري والمنطقة المحيطة به جزء من المشروع من خلال عرضه في قاعة المشروع وبحيث يكون ضمن اجزاء المشروع النهائية، مؤكدا ان هذا العمل بحاجة الى تصاميم جديدة سيتم الانتهاء منها قريبا لمتابعة العمل، مشددا على ان العمل بالمشروع مستمر في منطقة اخرى وهي منطقة النفق.
واكد مصدر رسمي بالكرك انه فور العثور على الموقع الاثري تم ايقاف العمل من قبل المقاول بالموقع، مشيرا الى ان الموقع هو عبارة عن قبو اثري قديم يعود للفترة المملوكية الايوبية ويضم جدارا بطول 50 مترا وعثر على بعض القطع الفخارية فيه.
وشدد على انه تم الكشف والمسح الأثري للموقع وتصويره حرصا على الحفاظ عليه، لافتا الى ان العثور على الموقع شهد عملية احتجاج شعبية بالكرك حرصا على عدم ضياع الموقع الاثري وطمره تحت عمليات الإنشاء.
واكد رئيس ملتقى الكرك للفعاليات الشعبية ورئيس بلدية الكرك الاسبق خالد الضمور أن عمليات الانشاء بالموقع عثرت على موقع اثري قديم يعتبر من الآثار المهمة لمدينة الكرك والتي تعتبر من المدن الأثرية والتي يجب الحفاظ عليها وعلى كل موقع أثري فيها لانه جزء من التراث الوطني والانساني.
وبين الضمور ان الاجهزة الرسمية في البداية كانت تحاول الغاء الموقع وطمره تحت عمليات الإنشاء على أساس ان بناء موقع حديث اكثر اهمية من الموقع الاثري القديم، الا ان ذلك لم يتم وجرى منعه، مطالبا بالحفاظ على المواقع الأثرية لأنها تشكل جزءا مهما من تاريخ المحافظة وصورتها الحضارية.
وقالت رئيسة جمعية ميشع المؤابي ازدهار الصعوب ان الحفاظ على الموقع الاثري هو الاولوية للعمل بالموقع في الوقت الحالي حرصا على المواقع الأثرية والتي هي جزء من الحضارة الوطنية والمحلية لمحافظة الكرك، مؤكدة على رفض الفاعليات الشعبية بالكرك لطمر الموقع وضرورة المحافظة عليه.
وتصل كلفة مشروع تطوير البركة الشرقية في المدينة، الذي أطلقته وزارة السياحة ضمن المشروع السياحي الثالث للكرك الى ثلاثة ملايين دينار، ويعد من أهم المشاريع التي كان يرجح الانتهاء منها مع نهاية العام الحالي، ما سيؤدي بذلك لإنهاء مشكلة الحي الذي كان يعتبر مركزا لخدمات النقل العام للحافلات العمومية الداخلية، لكنه عانى من الإهمال وتردي أحواله خلال سنوات طويلة.
ويشمل المشروع، تطوير منطقة البركة التي كانت مجمعا للحافلات الداخلية في الكرك، وتعاني من حالة فوضى شديدة، وبناء مجمع حديث ومبنى متعدد الاستعمالات يخدم المنطقة والمدينة، بالإضافة لربطه المجمع بقلعة الكرك، وإنشاء موقف للحافلات السياحية، يشتمل على 180 خطا وموقفا للحافلات الداخلية و41 للخارجية، على نحو منظم، لم تشهده المدينة سابقا.
كما يشتمل المشروع، على أعمال تأهيل وتوسعة وبناء في محيط ما يعرف في مدينة الكرك بـ"البركة"، وهو عبارة عن موقف حافلات عمومية داخلية عاملة بين الكرك ومختلف قرى وبلدات المحافظة لنقل الركاب، وسيعاد تأهيل المنطقة، بحيث يشمل بناء ستة طوابق لمواقف الحافلات العمومية، بالإضافة إلى مواقف للحافلات السياحية التي تحمل السياح الوافدين إلى قلعة الكرك.
وتتركز أهمية المشروع بتوفير موقف للحافلات السياحية القادمة للكرك، والتي كانت تعاني من صعوبة الدخول إلى المدينة بسبب طبيعة المنطقة والأزمة المرورية الخانقة التي كانت المكاتب السياحية تتعذر بها لتجنب إدخال السياح للمدينة.