الكرك: خطوط نقل داخلية بلا حافلات ومجمعات عشوائية بين المساكن

هشال العضايلة

الكرك – لم تقتصر معاناة المواطنين في مختلف مناطق محافظة الكرك على حالة الفشل، في إلزام الحافلات العمومية بتشغيل مجمع الحافلات العمومي الجديد، أو نقل المجمعات العشوائية المنتشرة في احياء القرى والبلدات إلى مجمعات موحدة تتجمع فيها كل الحافلات العاملة على الخطوط الداخلية والخارجية، بل تخطتها إلى حالة من الفوضى والمزاجية في عمل الحافلات من قبل السائقين وأصحاب الحافلات. اضافة اعلان
إذ يشكو سكان من توقف سائقي الحافلات العمومية العاملة عن تقديم الخدمة للمواطنين، على العديد من الخطوط الداخلية بالمحافظة وخصوصا خطوط المستشفيات، والخروج عن العمل بوقت مبكر وترك المواطنين، لاستغلال الباصات الخصوصية التي تعمل بالأجر خلافا للقانون، وتتقاضى مبالغ مالية كبيرة لقاء نقل الركاب إلى مناطق سكانهم.
وأشار سكان إلى أن تعامل السائقين وأصحاب الحافلات مع عملية نقل الركاب بشكل مزاجي يؤدي إلى الحاق الأذى بالسكان، وخصوصا وانهم يتعاملون مع خدمة النقل العام وكأنها ملكا لهم وليست خدمة عامة يجب الالتزام بها.
وأشار المواطن علي الحجايا من سكان القطرانة، ان العديد من المواطنين يعانون من توقف الحافلات عن العمل بدون سبب وفي وقت مبكر من اليوم، لافتا إلى أن الحافلات العاملة على الخطوط البعيدة عن مركز المحافظة، إضافة إلى حافلات المستشفيات، يؤدي إلى تكبيد السكان مبالغ مالية كبيرة، بسبب اضطرارهم إلى استخدام الباصات الخصوصية، والتي غالبا ما تكون متوقفة في مناطق عمل الحافلات العمومية بعد ساعات الظهر. ولفت إلى أن هذه القضية بحاجة إلى قرارات حاسمة من الأجهزة الرسمية، حرصا على مصالح المواطنين.
وأكد الحجايا، أن العديد من مواقع العمل والخدمات، وخصوصا المستشفيات والدوائر الحكومية البعيدة، تشهد توقفا عن العمل للحافلات العاملة على تلك الخطوط بشكل نهائي مع ساعات الظهر، بسبب قلة الركاب وهو الأمر المخالف للقانون.
وقال زيد الخرشة، إنه واسرته كانوا في مرافقة لحالة طارئة لأحد أبناء الأسرة لمستشفى الكرك الحكومي، وانه اضطر للبقاء حتى ساعات المساء بالمستشفى لحين الانتهاء من كافة الإجراءات.
ولفت إلى أنه لم يجد أية حافلة تعمل بعد الساعة الرابعة عصرا على خط المستشفى، لانتهاء دوام الموظفين الرسمي، مشيرا إلى انه وبعد إن توقف طويلا بانتظار الحافلات العمومية، اضطر إلى استخدام الباصات الخصوصية التي تعمل بالأجرة ودفع مبلغ عشرة دنانير للوصول إلى قريته التي تبعد عن المستشفى مسافة 15 كم.
وأشار إلى أن السائقين يعملون وفقا لمصلحتهم، وليس لخدمة المواطنين ومصلحة السكان الذين حصلوا على تصريح العمل وخط الحافلة على اساس خدمتهم، مطالبا الأجهزة الرسمية باتخاذ الإجراءات الرسمية بحق سائقي الحافلات، الذين لا يقومون بواجبهم ويتركون مكان عملهم المخصص لهم وفقا للتعليمات الرسمية.
فيما يشكو طلبة مدارس وجامعات، ان سائقي الحافلات العمومية لا يحركون حافلاتهم إلا بعد أن يجلس ثلاثة أو أكثر من الطلبة على المقعد الواحد، بحيث تزدحم الحافلات بالركاب لتصل إلى أكثر من اربعين شخصا بالحافلة الواحدة.
ويؤكد أحد الطلبة القاطنين بقرى شمال محافظة الكرك، ان سائقي الحافلات يقومون بالزام الطلبة بالتكدس فوق بعضهم البعض من اجل أن يقوموا بتحريك الحافلات، وفي حال لم تكن الحافلات ممتئلة بالركاب، فانه لن يقوم بتحريكها ونقل الطلبة إلى أماكن سكنهم، لافتا إلى انه ورغما من الشكاوى المتكررة للأجهزة الرسمية دون جدوى.
في حين يشكو آخرون من انعدام النظافة في حافلات النقل العمومية ووجود روائح كريهة نتيجة انعدام النظافة، وخصوصا في موسم الشتاء، حيث يضطر الركاب إلى إغلاق الشبابيك للحافلات، مشيرين إلى أن بعض الحافلات لا يتم تنظيفها إلا مع موعد الترخيص فقط. واعتبروا أن هذا الأمر هي بحد ذاته اساءة للمواطنين بالمحافظة.
من جهته أكد مدير هيئة تنظيم قطاع النقل العام بالكرك محمود الصرايرة، ان مشكلة انقطاع الحافلات عن العمل على الخطوط سيتم حلها قريبا من خلال تطبيق نظام التتبع للحافلات، التي تتوقف عن العمل أو تقوم بتغيير مسارها، لافتا إلى إن الهيئة هدفها خدمة المواطنين بشكل سليم.
ولفت إلى من يوقف خدمة النقل العام للمواطنين يتم مخالفته وفقا للقانون بالتعاون مع إدارة السير بالمحافظة، مؤكدا أن الهيئة بالتعاون مع إدارة السير اوقفت مؤخرا حافلتين لمخالفتهما اتجاه السير وتقاضي اجور مخالفة وتم حجزهما.
وأشار إلى أن أي سائق يقوم برفض تقديم الخدمة للمواطنين سيتم مساءلته قانونيا، مشددا على ضرورة توفير خدمة النقل العام للمواطنين بشكل لائق وبالاجرة المعتمدة رسميا، معتبرا أن الحافلات جاءت لتخدم المواطنين وبشكل متواصل لحين انتهاء العمل في ساعات المساء.