الكساسبة يوحد الأردنيين

الطيار الملازم أول معاذ الكساسبة - (الغد)
الطيار الملازم أول معاذ الكساسبة - (الغد)

تغريد الرشق

عمان- أجمع مسؤولون أردنيون سابقون على أن جريمة تنظيم "داعش" الإرهابي بحق ابن الأردن الطيار البطل الشهيد معاذ الكساسبة، والتمثيل الشنيع بجثمانه الطاهر، "توحد كل الأردنيين" في رفض هذا السلوك الهمجي، والجماعات الإرهابية التي تقف وراءه. متوقعين أن تدفع مثل هذه الجريمة لمزيد من التأييد الشعبي والوطني لموقف الأردن في حربه على الإرهاب.اضافة اعلان
ويرى هؤلاء السياسيون، رفيعو المستوى، أن هذه الجريمة البشعة لن تدفع الأردن للانسحاب من التحالف الدولي الذي يحارب "داعش" الإرهابي في العراق وسورية.
وشدد رئيس الوزراء الأردني الأسبق طاهر المصري، في هذا السياق، على تمسك الأردن بمبدأ محاربة الإرهاب، بكل الوسائل، وقال إن التصدي للإرهاب "يجب أن لا يكون موضع أي تساؤل".
وقال المصري، لـ"الغد" مساء أمس، "نحن في الأردن لنا معركة مع الإرهاب، ويجب أن نحاربه، بكل ما نقدر عليه"، مشددا على أن جريمة "داعش" البشعة بقتل الرهينة الطيار البطل معاذ الكساسبة أمس، "دليل على أن الإرهاب لا يتوانى عن عمل أي شيء بشع، سواء بقي الطيار على قيد الحياة، أو استشهد".
واعتبر المصري أن هذا التنظيم الإرهابي "يهدد بكل الوسائل" الأردن والأردنيين، وقال "لكي نحمي بلدنا والنظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي، في الأردن، فيجب أن نكون صامدين".
ويقر المصري أن الوضع حساس ودقيق جدا، "لكننا مستهدفون، ولا بد أن نقوي الجبهة الداخلية، ونتوحد يدا واحدة في التعامل مع هذا الاستشهاد". وحول رد الفعل المتوقع اعتبر المصري أننا في "وضع عاطفي واضح جدا، لذا علينا أن نعد للعشرة، قبل أن نقرر، ماذا نفعل". وتابع "نريد انفتاحا على الآراء الأخرى، ومد الجسور لكل القوى، حتى يكون رد الفعل الأردني متوازنا". مشددا على أن الأردنيين، كل الأردنيين، "لن يسكتوا على هذه الجريمة البشعة" بحق ابنهم الشهيد.
ورأى المصري أيضا أن الأردن والأردنيين "متفقون على مبدأ محاربة الإرهاب، وأنه يجب أن يكون هناك عقاب لهذه الجريمة"، وشدد على أن على الحكومة "استقطاب الرأي العام الأردني، لدعم القرار السليم، بما يحمي الأردن ويعزز أمنه"
وزير الخارجية الأسبق الدكتور مروان المعشر، رأى أن هذا العمل الإرهابي الجبان "يوحد كل الأردنيين"، لافتا الى أن هول الجريمة التي ارتكبها "داعش" "أغضبت كل الأردنيين، بغض النظر عن أي اتجاهات سياسية أو خلافات فكرية"، مستذكرا في هذا السياق، توحد الأردنيين بعد تفجير فنادق عمان العام 2005.
ولا يعتقد المعشر، وهو نائب مدير مؤسسة "كارنيغي"، في حديثه لـ"الغد"، أن استشهاد الطيار الكساسبة، يمكن أن يؤثر على الأردن، أو يدفعه للانسحاب من التحالف الدولي ضد "داعش"، بل وتوقع أن "تكون هناك دعوة شعبية واسعة، لمزيد من الضرب لهذا التنظيم الإرهابي ضمن التحالف الدولي".
واعتبر المعشر الحديث عن الانسحاب من التحالف اليوم "غير مقبول سياسيا ولا إنسانيا"، وقال إن من "واجب الأردنيين الآن أن يتوحدوا بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية".
هذا الفعل الإجرامي سيؤدي بالأردن الى مواصلة عمله، و"لا نتحدث هنا عن تدخل بري، بل مواصلة الاشتراك بالتحالف"، حسب تقدير المعشر، الذي يرى "نحن نحارب جماعة همجية، لا تتوقف عند أي حد، وعلى الأردنيين، أن يؤيدوا الحكومة بأي تصرف تقوم به".
من جهته، يقول رئيس الديوان الملكي الأسبق عدنان أبو عودة إن الأردن "معه كل الحق في قتال هؤلاء الإرهابيين"، مشبها "الداعشيين"، بـ"الأوبئة"، وقال "كما تحارب الشعوب المتحضرة الأوبئة، علينا محاربتهم".
ورأى أبو عودة، في حديثه لـ"الغد" مساء أمس، أن "داعش" عبارة عن "وضع لا بد من إزالته"، وشدد على أنه "من الخطأ" أن يقوم الأردن بترك التحالف الدولي، ضد هذا التنظيم الإرهابي الآن، وعبر عن اعتقاده بأنه "على العكس من ذلك فمن الضروري أن نكون في التحالف، ونشد من أزره، ليخلصنا من هذا الوضع، والقضاء على "داعش"
وفكره السام".