الكلاسيكو يعيد الحياة لمدريد

يمكن القول إن شهر شباط (فبراير) الماضي، كان “شهرا أسود” على فريق ريال مدريد الاسباني، كلفه الخروج من الدور ربع النهائي من كأس ملك إسبانيا، بعد الخسارة في معقله أمام ريال سوسييداد “المتواضع” بنتيجة 3-4، ثم فقدان صدارة الدوري بعد فقدان 5 نقاط بعد تعادل 2-2 مع سليتا فيغو وخسارة بهدف أمام ليفانتي، ولأن “المصائب لا تأتي فرادى” فقد خسر الريال 1-2 أمام ضيفه مانشستر سيتي، في ذهاب دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا.اضافة اعلان
تلك الأحداث كانت تعني بشكل واضح أن “الميرنغي” على وشك إنهاء موسما سيئا ثانيا على التوالي، باستثناء التتويج بلقب كأس السوبر الاسباني، لأن المؤشرات كانت تقول ذلك.
لكن شهر آذار (مارس) الحالي حمل أملا جديدا ومنح ريال مدريد دفعة معنوية كبيرة، ذلك أن فوزه على غريمه التقليدي برشلونة 2-0 أول من أمس، في “الكلاسيكو” الذي تابعته مئات الملايين من الناس في مختلف دول العالم، جعل “الملكي” يسترد صدارة “الليغا” بفارق نقطة، ويؤكد لمنافسيه أنه عائد بقوة للمنافسة في البطولتين المتبقيتين له.
“الكلاسيكو” جاء من وجهة نظر الكثيرين قويا ومثيرا وعامرا بالفرص.. الريال رفع شعارا “لا بديل عن الفوز”، لأن ذلك كان بمثابة “طوق النجاة” له، ولأنه يلعب على أرضه وأمام جمهوره، وحقق آخر فوز له في “الكلاسيكو” على ملعب سانتياغو برنابيو بنتيجة 3-1 يوم 25 تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2014.
مقابل ذلك بحث برشلونة عن الفوز وتأكيد “السطوة” على منافسه في العامين الأخيرين تحديدا.. “البرشا” كان يكفيه التعادل ليستمر في الصدارة، ومع ذلك سعى للفوز في الدقائق الخمسين الأولى من عمر المباراة، بعد أن كان الأكثر استحواذا على الكرة والأكثر خطورة على المرمى.
لكن الحال تغير تماما فيما تبقى من زمن المباراة؛ إذ “انقلب السحر على الساحر”، وتمكن ريال مدريد من حشر منافسه برشلونة في نصف ملعبه أو في “زاوية ضيقة”، فأضحت منطقة جزاء برشلونة مسرحا لعمليات الريال، وتكررت الفرص الخطيرة، قبل أن يسجل الشابان اليافعان فينيسيوس جونيور وماريانو دياز هدفي الفوز، ودخلا من خلالهما التاريخ من أوسع الأبواب، فـ”جونيور” يعد أصغر لاعب يسجل هدفا في “الكلاسيكو” خلال القرن الحادي والعشرين “19 عاما و233 يوما”، فيما أصبح دياز أول لاعب في تاريخ “الكلاسيكو” يسجل هدفا بعد مرور 50 ثانية على مشاركته كبديل في المباراة.
رغم النقص المؤثر في صفوف الريال، وحالة “العقم التهديفي” التي عانى منها الفريق مؤخرا، الا أن المدرب زين الدين زيدان نجح في رهانه على “الحرس القديم”، من خلال الزج بثنائي الخبرة كروس ومارسيلو، فكانت التشكيلة مزيجا من عناصر الخبرة والشباب، التي تمكنت من فرض أسلوب لعبها ومن ثم كلمتها في نهاية المطاف.
وبالحديث عن “الكلاسيكو” فإن نجم الريال سابقا ويوفنتوس حاليا كريستيانو رونالدو، كان حاضرا في المنصة الشرفية لاستاد سانتياغو برنابيو، بينما كان منافسه التقليدي ليونيل ميسي نجم برشلونة، بمثابة “الحاضر الغائب” لغياب فاعليته، وكان سببا مباشرا في عودة فريقه “يجر أذيال الخيبة” إلى برشلونة، تاركا المدريديين يحتفلون حتى ساعات الصباح بفوز مهم ربما يغير مجرى المنافسة في “الليغا” ودوري أبطال أوروبا معا… باختصار، الفوز أعاد “الحياة” لريال مدريد.