اللاجئون في الأردن يواجهون تحديات متصاعدة مع الذكرى العاشرة للأزمة السورية

Untitled-1
Untitled-1

نادين النمري

عمان – حذرت منظمات الأمم المتحدة من تصاعد التحديات التي يواجهها مجتمع اللاجئين السوريين في الاردن، جراء تبعات جائحة كورونا عليهم، وتحديدا الفئات الاكثر ضعفا منهم.اضافة اعلان
ولفتت الى أن هناك تحديات حقيقية، تواجه عمل المنظمات الاممية في تقديم الاغاثة والدعم للاجئين، وبخاصة شح تمويل برامج رئيسية كدعم التغذية وامدادات المياه لهم.
وبينت في مؤتمر صحفي أمس عبر تطبيق "مايكروسوفت تيمز"، بمناسبة مرور عشر أعوام على الازمة السورية، أنه في وقت يبلغ فيه عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية السامية في الاردن أكثر من 660 ألفا، فإن التقديرات تشير إلى أن أكثر من 80 % منهم تحت خط الفقر.
ولفت الى ما لحق بهم من تبعات قاسية؛ إذ ان نحو ربعهم في الأردن يعانون انعدام الأمن الغذائي (الجوع) و65 ٪ على حافة انعدام الأمن الغذائي، ودفعهم في ظل الجائحة لاتباع اساليب تكيف سلبية، كزيادة نسب اطفالهم العاملين ونسب زواج الاطفال في مخيماتهم.
وقال ممثلو تلك المنظمات، ان الأزمة السورية، تدعو الأمم المتحدة في الأردن لاتخاذ إجراءات فاعلة لإنقاذ مستقبلهم، مشددة على ان الأردن ثاني أكبر مضيف للاجئين في العالم.
وبحسب بيان صحفي للمنظمات، قال برغم ذلك، فما تزال الاحتياجات الإنسانية قائمة، مع تزايد الفقر الناجم عن الجائحة، وأن هناك خطرا متزايدا لتأخر خطط التنمية، التي أسهمت بإعادة بناء حياة اللاجئين ورفد الاقتصاد الأردني.
منسق الأمم المتحدة المقيم والشؤون الإنسانية في الأردن أندرس بيدرسن، قال إن "الأردن مضيف كريم للاجئين السوريين خلال عقد من الزمان وبمساعدة المجتمع الدولي، يساعدهم في المخيمات والمجتمعات المضيفة، لكننا نتطلع إلى مواصلة تقديم الخدمات الأساسية، ولإيجاد حلول مستدامة، ليس لتوسيع نطاق جهودنا الجماعية فقط، ولكن أيضًا لتوسيع ميثاق الأردن".
وقال ممثل المفوضية في الاردن دومنيك يارتش "في حين أن الحل السياسي الذي سيسمح بعودة اللاجئين لسورية هو الهدف النهائي، لكن أثناء بقائهم في الأردن، يجب علينا ضمان توافر فرص كافية لهم، جنبًا إلى جنب مع الأردنيين، ليكونوا أعضاء منتجين في المجتمع".
وحذر ممثل برنامج الاغذية العالمي في الاردن البرتو كوريا مينديز من أن انعدام الأمن الغذائي بين اللاجئين هو الأعلى الآن، بخاصة منذ أن بدأت العائلات بالقدوم من سورية قبل 10 أعوام؛ وفقًا لتقديرات برنامج الأغذية، إذ يعاني ربع اللاجئين في الأردن انعدام الأمن الغذائي و65 ٪ على حافة انعدامه.
وأكد مينديز أن هذه الزيادة الكبيرة منذ بدء الجائحة، دفعت بعائلات لتطلب من أطفالها تناول كميات أقل من الطعام، أو إخراجهم من المدرسة، أو إرسالهم للعمل أو حتى التسول، مطالبا بمواصلة دعمهم، لأن هذه العائلات بحاجة ماسة لذلك، وتشكل مساعدة برنامج الأغذية لهم بالفعل 60 ٪ من إجمالي دخلهم.
كما بين عدم قدرة المنظمة بحلول الشهر المقبل على توفير دعم لنحو 500 الف نسمة، لكن وبسبب نقص التمويل ستضطر لالغائه عن نحو 200 الف في نيسان(أبريل) المقبل و100 الف آخرين في حزيزان (يونيو).
وأضاف "في حال لم يصل تمويل كاف لتغطية احتياجات الـ500 الف، فسنضطر لاعادة ترتيب الاولويات لضمان وصول التغطية للفئات الاكثر ضعفا وهشاشة وفقرا منهم.
ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في الاردن تانيا شابوزيت، قالت انه وبعد مرور عقد، نشأ أطفال سورية ليصبحوا شبابًا في بلدهم، فيما ما يزال الجيل القادم المولودين لاجئين، يواجه حالة عدم يقين بشأن احتمالية العودة للوطن.
واشار الى تواصل "يونيسف" العمل مع الحكومة الأردنية لمساعدة الأطفال والشباب المحتاجين، بغض النظر عن وضعهم أو جنسيتهم، على البقاء والازدهار الآن أكثر من أي وقت مضى، بعد التأثير المدمر للجائحة على صحة الأطفال ورفاههم وتعلمهم.
ولفتت شابوزيت الى عدم قدرة وصول الاطفال الى مصادر التعلم وسبل التكيف السلبية التي اضطرت لها بعض الاسر، لمواجهة الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها، كارتفاع نسب عمل الاطفال وزيادة نسب زواجهم في المخيمات.
ولفتت شابوزيت الى أن اشكالية نقص التمويل، تعوق عمل "يونيسف" منذ فترة طويلة في توفير امدادات مياه لمخيمات اللاجئين، التي يصل عجزها الى 9 ملايين دولار موضحة ان الكلفة السنوية لتغطية الكلفة تبلغ 13 مليون دولار.
اما مديرة شؤون الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الادنى (الاونروا) في الاردن مارتا لورنزو، فقالت إن الأزمة السورية دامت نحو ضعف مدة الحرب العالمية الثانية، وأصبح لاجئو فلسطين من سورية لاجئين للمرة الثانية، بعد أن أُجبروا على الفقر، وهم يعتمدون على مساعدات نقدية تقدمها "الأونروا" الى جانب خدمات تغطي احتياجاتهم الأساسية، ويساعد الجيران الطيبون عندما تكون الأوقات صعبة، لكن اليوم أصبح التضامن الدولي أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى لمساعدة اللاجئين جميعا على العيش بكرامة.
وبحسب بيان للمنظمات الأممية بمناسبة مرور عشر اعوام على الصراع السوري، فان نسبة الاطفال والشباب، يشكلون نحو 50 % من إجمالي عدد اللاجئين، وهناك حاجة لاتخاذ تدابير فورية وطويلة الأجل لعكس الأثر التربوي والنفسي للأزمة.
وقال البيان "يعد ضمان الاستمرارية العادلة للتعلم خلال هذا الوقت بالغ الأهمية، بغض النظر عن الجنسية. بالإضافة إلى ذلك، تفاقم تأثير جائحة كورونا على النساء والفتيات، بما في ذلك زيادة مخاطر العنف المنزلي والضغوط الاقتصادية، وانعدام الأمن الغذائي، ويظل الوصول المستدام إلى فرص كسب العيش وخدمات الحماية أمرًا ضروريًا للتخفيف من هذه المخاطر".