آخر الأخبار حياتناحياتنا

“المؤثرون” واتهامات التقاعس بقضايا وطنية.. هل تستحق تحريك البوصلة نحوها؟

مجد جابر

عمان– ما يحصل على الأراضي الفلسطينة من انتهاك واضح على المقدسات ومصادرة حقوق الشعب الفلسطيني على أرضه، وتشريد العائلات وقتل الأبرياء، قابله دعم مجتمعي كامل لصمود الشعب، وكان ذلك واضحا وظهر جليا عبر منصات التواصل الاجتماعي.


وفي الوقت الذي تتصدر فيه مشاركات تضامنية من كل الفئات العمرية تدين ما يجري في فلسطين، وتنشر أولا بأول عبر “السوشال ميديا” ما يحصل من تعد صارخ على الحقوق، فإن ذلك انسحب أيضا على عدد من “المؤثرين” الذين كان لهم دور كبير بتوحيد ما ينشر على صفحاتهم، وجعل قضية فلسطين هي المركزية والأساسية.


غير أن ذلك فتح الباب على “مؤثرين” لم تكن لهم مشاركات حقيقية وواضحة بما يجري من صراع على الأراضي الفلسطينية، كما ينبغي وما هو متوقع في هذا الوقت، مما أدى الى وقوع “حرب شرسة” من قبل المتابعين الذين اتهموهم بالخذلان والتقاعس في أكثر وقت ينبغي أن يظهر فيه معدنهم الحقيقي بالقضايا الوطنية، وهو ما شاهدناه في الفترة الأخيرة من نزاعات وصراعات على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ذلك.


غير أن المبالغة بتحييد القضية الأساسية وإن كان لبعض الوقت، وإعطاء هذه المساحة الكبيرة بمحاسبة “مؤثرين” على التقصير، ومهاجمتهم على مواقع التواصل، أمر يراه مختصون “ليس مهما” ولا أساسيا، إنما “مضيعة للوقت”، فالأهم دعم القضية من كل الجهات من دون مراقبة أو محاسبة من شارك في الدعم أو لا.


وفي ذلك يذهب المستشار والمدرب في شبكات مواقع التواصل الاجتماعي خالد الأحمد، إلى أن الأساس هو التركيز على نقطتين، الأولى، أن “لا نشتت جهودنا بملاحقة المؤثرين ونركز على قضيتنا الأولى والأهم بكل طاقتنا، والنقطة الأخرى أن نشكر كل من ساند القضية بمنشور على صفحته خصوصاً إذا كانت هذه شخصية عالمية”.

ويشير الأحمد إلى أن محاربة مؤثرين ومشاهير لم يتضامنوا مع القضية الفلسطينية أو تحدثوا بطريقة غير مناسبة لا ترتقي بالحدث هو عبارة عن “تضييع وتشتيت للوقت وللجهد”.


في حين يذهب الاختصاصي الاجتماعي الدكتور محمد جريبيع، الى أن هناك شخصيات، اتضح مع الوقت أنها فعلا “افتراضية”، لا وجود لها ولم تترك أي تأثير، وهم ظاهرة أفرزتها هذه المواقع، وعلى الجانب الآخر كان هنالك شخصيات تركت أثرا وبصمة كبيرة عند الناس والمتابعين، فالمؤثر هو القادر على أن يغير من وعي واتجاهات وممارسات وسلوكات وحتى عادات الأفراد.


ويرى جريبيع أن عدم مشاركة المؤثر قد لا يؤثر لا سلبا ولا ايجاباً، ولكن ذلك يؤثر على صورته فقط، بالتالي هنالك أشخاص كثيرون “قناصون للفرص”، خصوصا عند وجود موضوع جدلي مثل أحداث فلسطين التي نمر بها حاليا، فهناك شخص قادر على أن يقرأ الرأي العام ويعرف التوجهات ويتماشى معها، وهناك من يرى الاتجاه المخالف للرأي العام ويتبناه، أو لا يأخذ موقفا واضحا وصريحا.


والسؤال المهم، وفق جريبيع؛ ما المحتوى الذي يقدمه هذا المؤثر للناس، وما طبيعة طرحه، ومن هم متابعونه، بالتالي قد يكون التركيز على القضية الأساسية هو الأهم وعدم الانشغال بأمور قد لا تفيد.


وعالمياً، ارتفعت أعداد مستخدمي وسائل الإعلام الاجتماعي في الأشهر الـ 12 الماضية، حيث انضم 521 مليون مستخدم جديد حتى نبيسان(أبريل) 2021، وهذا يعادل نموا سنويا بنسبة 13,7 في المائة.


وتشير أحدث البيانات إلى أن عدد مستخدمي وسائل الإعلام الاجتماعية في جميع أنحاء العالم يساوي الآن أكثر من 70 في المائة من سكان العالم المؤهلين.


والمستخدم النموذجي، يزور أكثر من 6 منصات تواصل اجتماعي مختلفة كل شهر، ويقضي ما يقارب من ساعتين ونصف الساعة في المتوسط كل يوم. والأرقام الأخيرة، تشير إلى أن الناس يقضون ما يقارب 15 في المئة من حياتهم باستخدام وسائل الإعلام الاجتماعية. ويضاف إلى ذلك أن العالم يقضي أكثر من 10 بلايين ساعة في كل يوم باستخدام منصات اجتماعية.

وما يزال فيسبوك منصة التواصل الاجتماعي الأكثر استخداما في العالم، ولكن هناك الآن ستة منصات التواصل الاجتماعي فيها أكثر من مليار مستخدم شهري ناشط، أربعة من هذه المنصات الستة مملوكة من قبل فيسبوك.


ويرى الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي مصعب جابر، أن ما يحدث حالياً في فلسطين هو قضية مركزية تتطلب من الجميع أن يقدم الدعم الذي يساعد بتوصيل صوت كل فلسطيني لأنحاء العالم، بالتالي فإن التركيز على الحرب الإعلامية على المؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هو أمر غير أساسي.

فالعمل ينبغي أن يكون في إظهار بشاعة العدو وجرائمه وفضح صورته، فذلك أهم من تضييع الوقت في مهاجمة ومحاربة أحد المؤثرين بعدم مشاركته لما يحصل في فلسطين.


ويدعو جابر إلى استغلال كل الطاقات والجهود لنشر التوعية، والحقيقة لأكبر عدد ممكن من الجماهير، وذلك يكون بمحتوى هادف وذكي ومؤثر، واستهداف للشخصيات المشهورة العالمية لنشر القضية الفلسطينة على أكبر نطاق ممكن.


وبحسب موقع فوربس وDigiday، فإن “المؤثر” عبر مواقع التواصل الاجتماعي شخص يملك متابعين وأفرادا يتفاعلون معه في مجال معين، ويمكن أن يكون مستخدما لليوتيوب أو خبيرا في مجال معين، كذلك يكونون مدونون، مشاهير، متحمسين وناشطين.

وبالتالي، فإن المؤثر يحمل نفوذا كبيرا في قطاعات التسويق إن كان هذا توجهه، وشخص قادر على بناء قاعدة جماهيرية ضخمة وإيجاد شخصيته الحقيقية التي تجذب الناس والعلامات التجارية إليه.


كما أن المؤثر الحقيقي عاطفي وواثق بما يقوم به، وكيف يقدم أفكاره ويجعلها فعالة، يملك مهارات استثنائية في الربط مع الناس وقادر على إجراء محادثات وخلق حركة تفاعلية من خلال ما يبثه.


وهنا يلعب التسويق بمفهومه الواسع في شتى المجالات دورا في رسم إستراتيجيات النجاح الذي يمثل أجندة واهدافا توضع بناء على دراسات وتحليلات رقمية.

ودور المؤثر يزداد بهذا الوقت تحديدا، فعالم الشخص أصبح يرتبط ارتباطا مباشرا بوسائل التواصل الاجتماعي، في وقت تتوسع فيه هذه الشبكات حول العالم ويرتفع عدد مستخدميها لتشكل حيزا كبيرا من الحياة اليومية.


وأظهرت بيانات وردت في تقرير عالمي أصدرته شركة “Hootsuite” عن حالة الانترنت حول العالم وانتشر على منصة “سلايدشير” العالمية، أن عدد حسابات الأردنيين على “فيسبوك” بلغ مع بداية العام الحالي قرابة 5.5 مليون حساب.


وذكر التقرير العالمي أن الأردنيين يعتمدون بشكل كبير أيضا على تطبيقات التراسل، وخصوصا “فيسبوك مسنجر”، اذ بلغ عدد حساباتهم على هذا التطبيق قرابة 3.5 مليون حساب، وأكثر من99 % منهم يستخدمون الشبكة عبر أجهزة الهواتف الذكية. وقال التقرير إن هذا العدد من الحسابات يشكل نسبة تصل إلى 74.7 % من إجمالي عدد السكان ممن تبلغ أعمارهم 13 سنة فما فوق.

ومن جهة أخرى، ذكر التقرير أن عدد حسابات “فيسبوك” في الأردن شكلت مع بداية العام الحالي حوالي 80.4 % من إجمالي عدد مستخدمي الانترنت في الأردن والمقدر، وفقا للتقرير، بحوالي 6.84 مليون مستخدم.


وأشار التقرير إلى أن 58.2 % من أعداد حسابات شبكة “فيسبوك” في الأردن يستخدمها الرجال، فيما تستخدم النساء النسبة الباقية المقدرة بحوالي 41.8 % من إجمالي أعداد الحسابات.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock