الماكينة تعصر البرتقالة

كانت "معركة كروية" بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكانت أشبه بـ"نهائي مبكر"، وأنذرت نتيجتها بتأهل منتخب مرشح للقب وخروج مبكر لمنتخب آخر، كانت التوقعات تضعه من بين "الأربعة الكبار" المؤهلين للتويج بكأس الامم الاوروبية 2012.اضافة اعلان
مباراة ألمانيا وهولندا يوم اول من أمس.. كانت أشبه بـ"أمسية كروية ساحرة"، نجح فيها الألمان من خلال "واقعيتهم" ومن ثم "انضباطهم التكتيكي" و"جماعية أدائهم وقلة أخطائهم"، في تحقيق الفوز بهدفين مقابل هدف، على حساب منتخب عاب أداء لاعبيه "التسرع وسوء التفاهم"، وعدم قدرتهم على توظيف المهارات الفردية لصالح الاداء الجماعي.
"الماكينة الألمانية" التي "فرمت" البرتغال في بداية المشوار، تمكنت من "عصر البرتقالة الهولندية" وأعطبت "طواحين الهواء"، وأضحت مرشحة بقوة لـ"اذابة الزبدة الدنماركية" في آخر مواجهات الدور الاول.
نظريا.. الألمان اول المتأهلين إلى دور الثمانية، والجولة المقبلة التي ستجمع بين ألمانيا والدنمارك من جهة وهولندا والبرتغال من جهة اخرى، ستحدد هوية المنتخبين المتأهلين عن "مجموعة الموت" وهوية المودعين، بعد أن امتلكت ألمانيا ست نقاط، وكل من البرتغال والدنمارك ثلاث نقاط، فيما تعرضت هولندا لخسارتين متتاليتين وبقيت "صفر اليدين" وأضحت "نظريا" اول المودعين، ما لم يحدث شيء خارق في الجولة الاخيرة من مباريات الدور الاول.
يعجبني كثيرا المنتخب الألماني من حيث تنظيم صفوفه وتصاعد أدائه من مباراة اخرى، وعندما تبدأ "الماكينة الألمانية" في الدوران، فلا أحد يستطيع ان يقف في وجهها.
في المنتخب الألماني احد عشر لاعبا في الملعب، كل منهم يعرف قدر نفسه والواجبات الملقاة على عاتقه، واذا كانت هولندا عرفت بـ"المدرسة الشاملة" واشتهرت بالاداء الجماعي "الكل يهاجم والكل يدافع"، فإن الألمان طبقوا تلك الشمولية في التعامل مع الكرة كما يجب، فكان كل لاعب منهم يطارد الكرة أينما ذهبت، ويعمل على "قطع الماء والهواء والكهرباء" عن نجوم المنتخب الهولندي.
عندما يقول الألمان "نحن هنا" فإنهم كذلك، وعندما يدخلون إلى البطولة فإنهم يشاركون من أجل المنافسة، ويصبحون بذلك "رقما صعبا".
قد لا يجد الألمان كثيرا من المحبين من خارج ألمانيا، أسوة بمنتخبات إيطاليا واسبانيا وفرنسا وهولندا، لكنهم "أي الألمان" يجدون دوما نظرة احترام، تأتي من خصومهم قبل مشجعيهم.
نعم.. كسر الألمان طموح النجم البرتغالي الكبير كريستيانو رونالدو ورفاقه، وأجهزوا على الهولندي روبن ورفاقه، وتذوقوا حلاوة "عصير البرتقال المنعش" في امسية كروية حارة.

[email protected]