
أحمد الشوابكة
يتبع المخرج الأردني جابر القيسي، الأسلوب الدرامي في رؤيته الإخراجية للأعمال الفنية التي يقدمها، وبخاصة فيما يتعلق بالأغاني المصورة على نظام “الفيديو كليب”، مبتعداً في أسلوبه الإخراجي عن الإسفاف والابتذال لحماية الذائقة الفنية في الكليب لدى الجمهور.
وانتهى القيسي، مؤخراً، من تصوير وإخراج الأغنية الوطنية “زعيم القيادة” في وادي رم مع المطرب بشار السرحان، وتم بثها على وسائل الإعلام المرئي والمسموع، احتفالا بعيد ميلاد الملك عبد الله الثاني.
كما سيصور قربياً أغنية جديدة للفنان بشار السرحان يتغنى بها بـ”عمّان”، إضافة إلى أنه يجهز حالياً إلى تصوير فيلم “رحلة أمل” من تأليفه، حسب تصريحه.
وأسهم القيسي الذي تتلمذ على يد المخرج حسين دعيبس وعمل مساعد مخرج ومدير إنتاج في العديد من الكلبيات لنجوم الغناء العربي، في انتشار أعمال العديد من الفنانين الأردنيين والعرب خلال مسيرته في عالم إخراج الأغنية المصورة “الفيديو كليب”، منذ أكثر من عشرين عاماً، التي حظيت بالجهد والمشقة والتعب لمسها كل من تعاون معه في هذا الميدان.
ولا يعتقد القيسي انقراض الفيديو كليب في ظل موجة التطورات التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي “السوشيال ميديا” التي تخترق العالم، لأن للفيديو كليب أهمية في إيصال محتواه للعمل الفني، وفق القدرة الفنية العالية التي ينبغي أن توضع ضمن خريطة التنفيذ باحترافية، لمناصرة الأغنية وترجمة كلماتها ومعانيها في بوتقة فنية تصويرية، يلعبها المخرج في تحقيق نجاح المطرب متمثلاً في اختيار الأفكار والشخصيات الصحيحة، إضافة لأهمية المواقع بمشاهد ساحرة تضفي المتعة للجمهور بالصورة البصرية والأفكار الإبداعية.
ولا ينفي الدور المهم الذي تلعبه وسائل الإعلام المختلفة في نجاح الأغنية، والكليب بشكل عام، فهي تسهم في إضفاء الشهرة لتلك الأغاني، وتسليط الضوء على الفنانين، مبيناً أن الأسس التي تحتاجها الأغنية أو الكليب بشكل عام لتحقيق النجاح المرجو منه، تكمن في الاعتماد على سحر الكلمات، وجمال الألحان، والتوزيع الموسيقي الملائم، وتسجيل الصوت بشكل جيد، ومن ثم عمليات المكساج والماسترينج الصحيحة، مضيفاً: “يجب علينا ألا ننسى تفعيل دور الوسائل الإعلامية في نجاح الأغنية”. وأكد القيسي، في خضم حديثه لـ”الغد”، ضرورة توفير الميزانية المادية الجيدة لكي يحظى الفنان بأجور مادية ممتازة، ما يسهم في نجاح أعماله، معلقاً على ذلك: “من يزرع بشكل جيد يحصد ثمار تعبه بشكل ممتاز، ويدخل عالم الفن بقوة واجتهاد ليبقى طوال مسيرة عمله قوياً مشهوراً”، مشيراً إلى أنه ضد فكرة الاستنساخ في مؤثرات الكليبات الغربية والابتعاد عن الروتين والركود في تنفيذ الفكرة في نضوجها وتحويلها إلى مشهدية.
ويقول: “لن أقوم بأي عمل فني مليء بالمشاهد والإيحاءات الخادشة للحياء، وأسعى دائما لتقديم أعمال ترتقي بالذائقة الفنية ولا تخجل العائلة من مشاهدتها”.