المخرج علي عبد الخالق انسحب من السينما حفاظا على سمعته

 

 القاهرة-      قال المخرج المصري علي عبدالخالق إن قراره بالتوقف عن تقديم الاعمال السينمائية كان قرارا ضروريا بعد أن تغيرت السينما التي يعرفها ومارسها طوال حياته وإن هذا القرار لم ينسحب بالكامل على عمله مخرجا وإنما أدى به للعمل في إخراج الاعمال التليفزيونية التي مازال يعتبر نفسه زائرا وسط مخرجيها الكبار.

اضافة اعلان


      وأوضح عبد الخالق في لقاء مع وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ)خلال تصوير أحدث مسلسلاته التليفزيونية، أن انسحابه من السينما سببه احترامه لنفسه ولتاريخه الممتد والذي لا يقبل معه أن يقدم فيلما سينمائيا لا يقبل الجمهور على مشاهدته، أو لا يجد صدى بعد أن تغيرت حسب قوله معايير الافلام الجيدة وأصبحت الجودة تعني الايرادات وليس القيمة.


      وأضاف مخرج أفلام (العار) و(أغنية على الممر) و(عتبة الستات) و(البيضة والحجر) وغيرها، أن "تغير المعايير تسبب فيه منتجو وموزعو الافلام، ومعهم أصحاب دور العرض لانهم عودوا الجمهور على نوعية واحدة من الافلام هي الافلام الضاحكة، والتي يحاولون وصفها بأنها كوميديا رغم أنها تختلف تماما عن الكوميديا ولا يمكن أن توصف إلا بأنها اسكتشات ضاحكة وأنا اتهمهم بإفساد ذوق الجمهور".


       وأشار إلى أن هذا لا يعني أنه لا توجد أفلام جيدة لكنها تعتبر حاليا شاذة بالنسبة للقاعدة السائدة "فلم ينجح في السنوات الاخيرة من الافلام الجيدة إلا فيلم (سهر الليالي) في حين أن أفلاما متميزة مثل(أحلى الاوقات) و (حب البنات) و (بحب السيما) لم تحقق نجاحا حتى أن أفلاما بقيمة (إسكندرية نيويورك) والفيلم الاخير (يوم الكرامة) فشلت في تحقيق إيرادات رغم كونها متميزة جدا".


      وقال عبد الخالق إن الحل من وجهة نظره هو "تدخل الدولة في عملية الانتاج لمواجهة التكتلات القائمة حاليا بين بعض الشركات التي تفرض على الجمهور أعمالا تافهة"، مشيرا إلى أنه قد يفكر مجددا في العودة للاخراج السينمائي إذا ما تحقق ذلك وعرض عليه فيلم جيد يشجعه.


      وأكد أن "النجوم الشباب مظلومون لان بينهم فنانين متميزين لكنهم لم يأخذوا فرصا جيدة لانحصار السينما في دائرة الكوميديا والتفاهة ومعظم تلك الاعمال لا تعيش في ذاكرة المشاهد أو تبقى في تاريخ السينما".


       وأضاف عبد الخالق أن "مقولة (الجمهور عاوز كده) التي يتذرع بها بعض المنتجين الذين يقدمون الاعمال الرديئة غير صحيحة بالمرة، لان الفن المقدم هو الذي يشكل ذوق الجمهور وليس الجمهور من يفرض على الفنان ما يقدمه وليس هذا في السينما فقط وإنما في التليفزيون والمسرح كذلك".


        وذكر أن تحوله لتقديم الاعمال التليفزيونية سببه "فساد السينما وكون التليفزيون هو الحصن الباقي الذي يقدم ممثلين جيدين وموضوعات متميزة وانتاج مناسب، وهذا ما يجعله يحتفظ بشكله الفني رغم وجود بعض العوائق التي لو لم يتم تداركها لأصابه ما أصاب السينما".


        وأضاف أنه قدم منذ دخوله مجال الاخراج للتليفزيون مسلسلي(نجمة الجماهير) و (أصحاب المقام الرفيع) ويقوم حاليا بتصوير مسلسله الثالث (أحلامنا الحلوة) بطولة فاروق الفيشاوي ونرمين الفقي.