المراكز الصحية بالكرك.. أغلبها بلا اختصاصات أو أدوية أو أجهزة أشعة

هشال العضايلة

الكرك- يشكو سكان بمختلف مناطق محافظة الكرك، من عدم قدرة المراكز الصحية على توفير الخدمات الصحية المناسبة والضرورية للمرضى عند الحاجة، ما يضطرهم الى الذهاب الى المستشفيات، والواقع أغلبها في مركز المحافظة وتبعد مسافات طويلة عن مراكز سكنهم.اضافة اعلان
ويؤكد سكان أن أغلب المراكز الصحية، إن لم يكن جميعها، وخصوصا المراكز الشاملة، التي من المفترض أن توفر العناية الطبية الشاملة وتغني المرضى عن الذهاب للمستشفيات، تفتقر لأطباء الاختصاص وسيارات الإسعاف وأجهزة الأشعة السليمة والأدوية وغيرها من المستلزمات الطبية الضرورية.
وتضم محافظة الكرك زهاء 68 مركزا صحيا شاملا وأوليا، من بينها 60 مركزا أوليا وثمانية مراكز شاملة.
ويطالب سكان بأن تقوم وزارة الصحة، بالعمل على تخفيض عدد المراكز، من خلال إلغاء المراكز غير الفاعلة لتوفير مراكز طبية شاملة تضم العديد من الاختصاصات الطبية والأجهزة الضرورية وأقساما خاصة بالحوادث والنسائية والأطفال، وخصوصا في المناطق البعيدة عن مراكز المستشفيات في مناطق الأغوار الجنوبية والقطرانة والوادي الأبيض الواقعة على الطريق الصحراوي، وهي التي تعاني أكثر من غيرها تردي أوضاعها.
وقال المواطن أمجد الحجايا من سكان بلدة القطرانة الواقعة على الطريق الصحراوي شرقي محافظة الكرك، إن المركز الصحي الوحيد في البلدة الذي يضم أكثر من 10 آلاف شخص، إضافة الى آلاف المواطنين العابرين للطريق الصحراوي، والذين يحتاجون إلى عناية طبية طارئة بأوقات الحوادث، يعاني تردي إحواله رغم زيارة أكثر من رئيس حكومة ووزير له طوال السنوات الماضية، والإعلان عن توفير الأطباء والأجهزة له.
غير أنه في حال عدم توفر الخدمة للمواطنين الذين يقطنون بالمنطقة أو المناطق البعيدة بالصحراء، يضطرون للانتقال مرتين لتلقي العلاج؛ الأولى لمركز القطرانة والثانية لمستشفى الكرك الحكومي، حيث يتعرض المريض لخطر الموت بسبب المسافة الطويلة للتنقل.
وبين أن المركز يفتقر، ورغم المطالبات المستمرة، لأطباء نسائية وتوليد، وقسم أولي للتوليد الطارئ وقسم أطفال وغيره من الاختصاصات الطبية الضرورية لمنطقة بعيدة عن الكرك لأكثر من 70 كم، لافتا الى أن العديد من السيدات يمتن أو يموت طفلهن بالطريق في حالات الولادة، وخصوصا القادمات من مناطق شرقي القطرانة بمسافات بعيدة.
وأشار الى أن هناك إهمالا بالمركز بسبب بعده عن مركز المحافظة، رغم كونه المركز الذي يستقبل الحالات الأولى لحوادث السير على الطريق الصحراوي، وهي كثيرة ولا تجد الإسعافات أو الأطباء بما فيه الكفاية للحصول على الإسعافات الأولية الضرورية، وخصوصا العظام والأشعة وغيرها.
وطالب بتحويل المركز الى مركز طبي مركزي وبكادر طبي دائم الإقامة والتواجد، وعدم تركه لترتيبات الكوادر الفنية والطبية العاملة فيه، والتي تعمل على نظام الشفتات بينها، للحصول على فترة إجازة طويلة، حيث يغيب بعض الأطباء لأكثر من أسبوع بعد دوامه ليومين فقط بينها ليلة مناوبة.
وأشار أحمد النواصرة من سكان بلدة غور المزرعة بالأغوار الجنوبية، إلى أن البلدة التي يقطنها أكثر من 15 ألف مواطن تعاني تردي أحوال المركز الصحي فيها، لافتا الى أن المركز بوضعه الحالي لا يمكنه تقديم الخدمات للمواطنين، ما يضطرهم الى الذهاب الى غور الصافي، للحصول على الخدمة من مستشفى الصافي، وأحيانا كثيرة يضطر الى الذهاب الى مدينة الكرك لمستشفى الكرك الحكومي، ما يعني تكاليف وأعباء مالية كثيرة ليست في متناول الجميع من المواطنين الفقراء.
وطالب بتزويد المركز باحتياجاته من العاملين من الأطباء والكوادر الفنية والأشعة والأدوية وسيارة إسعاف حديثة ودوام طوال الوقت، حرصا على تقديم الخدمة للمواطنين وإعفائهم من الانتقال لمسافات طويلة.
وأكد أحد الأطباء العاملين في أحد المراكز الصحية بالكرك وفضل عدم ذكر اسمه، أن المراكز الصحية، وفي وضعها الحالي، هي عبارة عن مراكز لإيواء الموظفين وليست لتقديم الخدمات الصحية الضرورية، مشيرا الى أن الأطباء في المراكز البعيدة عن مركز المحافظة يقتصر عملهم على توقيع الوصفة الطبية، التي يطلبها السكان، وخصوصا من كبار السن والسيدات اللواتي اعتدن على تخزين الأدوية بلا سبب.
وأوضح أن الأطباء يتناوبون على الدوام مع العاملين في المركز، لقلة عدد المراجعين وأحيانا يمر يوم كامل بلا مراجع، متسائلا عن جدوى وجود مركز في بلدة لا يوجد فيها سكان سوى في نهاية الأسبوع.
وفي بلدة سد السلطاني الواقعة على الطريق الصحراوي بلواء القطرانة شرقي محافظة الكرك، والتي تكثر فيها حوادث السير طوال العام، فرغم وجود مركز صحي، إلا أن سكانا يشكون من افتقاره للاحتياجات الضرورية كافة لتأدية دوره بشكل أفضل لخدمة السكان، وخصوصا الأجهزة المخبرية والأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة شبه معدومة ولفترات طويلة.
ويعاني المركز نقصا بأطباء الاختصاص، ما يضطر المواطنين أحيانا لقطع مسافات طويلة تصل إلى 75 كيلومترا، للوصول إلى مركز صحي القطرانة أولا ومن ثم مستشفى الكرك الحكومي للحصول على أدوية.
ويؤكد المواطن سالم حمد، أن مركز السلطاني الصحي الأولي لا يقدم ما يحتاجه السكان من الرعاية الصحية الضرورية والتي تكفيهم الذهاب الى مركز المحافظة، وخصوصا في الحالات الطارئة كحوادث السير والحرق وإصابات العمل ولدغات العقارب والأفاعي، حيث يعيش أغلبية سكان البلدة في مناطق بعيدة ببيوت الشعر وفي مناطق الخلاء ويتعرضون لمخاطر كثيرة.
وأوضح أن المركز يفتقر لأطباء اختصاص، وخصوصا النسائية والتوليد والأطفال، وفي أحيان كثيرة يغيب حتى الطبيب العام لأيام ولا يتوفر له بديل.
ويؤكد أن هناك نقصا دائما ببعض الأدوية، وخاصة أدوية الأمراض المزمنة، ولفترات طويلة، ما يضطر المواطنين الى شرائها من صيدليات خاصة، والتي لا تتوفر في هذه المناطق النائية أو الذهاب للمراكز الصحية الحكومية بالكرك، ما يعني إنفاق مبالغ مالية ليست في متناولهم.
ومن جهته، أقر مدير صحة محافظة الكرك الدكتور أيمن الطراونة، بوجود مشكلة في المراكز الصحية العاملة بالمحافظة، مشيرا الى وجود 68 مركزا صحيا شاملا وأوليا، من بينها 60 مركزا أوليا وفرعيا، و8 مراكز تسمى شاملة ولكنها تعاني العديد من النواقص، من بينها نقص الاختصاصات الطبية، إضافة الى نقص الكوادر الفنية والطبية.
وبين الطراونة، أنه وبعد دراسة واقع حال المراكز الصحية بالكرك، قام بالتنسيب للوزارة بإغلاق 23 مركزا، وذلك لعدم جدوى وجودها بسبب قلة المراجعين الذين يتراوح عددهم لبعضها شهريا ما بين 15 و25 مريضا فقط، وهي جميعها أبنية مستأجرة وتشكل عبئا ماليا على موازنة الوزارة. وأضاف أنه اقترح للتخلص من هذه المشكلة ولتقديم الخدمات بشكل أفضل، تحويل ثلاثة مراكز صحية الى مراكز طوارئ طبية شاملة متخصصة، وهي مراكز القطرانة ومركز غور المزرعة ومركز شمال المحافظة، لتعمل طوال اليوم، بسبب حيوية تلك المناطق، ووقوعها على طرق خارجية تربط جنوب المحافظة بشمالها.