"المسعف الصغير".. أنشطة ترفيهية تزرع الفرح في قلوب الأطفال

جانب من أنشطة المبادرة- (من المصدر)
جانب من أنشطة المبادرة- (من المصدر)
ديمة محبوبة عمان- لا يقتصر عمل مؤسسة "المسعف الصغير" على تدريب الأطفال كيفية التعامل مع الحالات الطارئة وتقديم الإسعافات الأولية الصحيحة لإعداد جيل واعٍ بالإجراءات الصحيحة، ومؤمن بالمسؤولية تجاه الآخرين وفقط؛ إنما يسعى لرسم الابتسامة وزرع الأمل على شفاه الأطفال بأنشطة ترفيهية في ظل جائحة "كورونا". وقامت المؤسسة، وعلى مدى أربعة أعوام مضت، بتوزيع الهدايا بالتعاون مع المستشفى التخصصي لإقامة كرنفال العيد السنوي للمسعفين الصغار، وكان آخرها في محافظة جرش، بتنظيم فعالية ثاني أيام عيد الفطر السعيد لهذا العام، والذي صادف عيد الاستقلال أيضا. مصطفى الزعبي أحد المتطوعين في "المسعف الصغير"، يقول "إن الكرنفال لهذا العام اختصر على توزيع هدايا العيد للأطفال من قبل فريق طبي مختص، وتم إيصالها إلى بيوتهم بواسطة سيارة إسعاف معقمة ومجهزة بالكامل بدون إحداث أي تجمهر، وحرص منفذو النشاط على الالتزام بالتعليمات الحكومية كافة المتبعة لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد". ويؤكد أنه تم من خلال الكرنفال توزيع 657 هدية، مع بث رسائل توعوية للفئات المستهدفة بضرورة تعقيم اليدين، واستخدام الكفوف والكمامات. ويلفت الزعبي إلى أن عدد المستفيدين حتى اليوم من الخدمات التي تقدمها المؤسسة ما يقارب الـ4000 طفل وطفلة. ويشرح "أن فكرة هذه المؤسسة التي أنشئت العام 2016 تعود لحادثة الطفل فراس الغرايبة الذي فارق الحياة بعد تعرضه لحادث سقوط باب المدرسة على جسده الصغير، وغياب الإسعافات الأولية اللازمة حينها، وعليه بدأنا التفكير في ضرورة وآلية تدريب وتعريف الأطفال في المرحلة العمرية المدرسية على الإسعافات الأولية لتقديم المساعدة لأنفسهم وللآخرين". هذه الفكرة نتج عنها مبادرة "المسعف الصغير"، وفق الزعبي، بعد عمل وتخطيط دؤوب من الفتيات والشباب المتطوعين الذين حرصوا على أن يكونوا جزءا من هذه المنظومة الاجتماعية التربوية التثقيفية. ويؤكد الزعبي أن العمل كان من خلال تقديم عدد من الدورات التي وصلت إلى محافظات المملكة بالأكمل، ولكل الفئات التي يمكن أن تستفيد من تلك الورش التي تُعقد بتنظيم من المبادرة وبدعم من مختصين يقومون بعمليات التدريب. ويلفت إلى أن ميساء الزعبي هي مؤسسة مبادرة "المسعف الصغير"؛ حيث أشار إلى أنها من صانعي التغيير في جميع القطاعات والميادين، وقامت مؤسسة الشباب الدولية باختيارها "كأحد رواد الأعمال الاجتماعية الرائدة". وميساء الزعبي تخرجت بتخصص الإسعاف الطبي، وهي من هواة العمل التطوعي والتدريب على الإسعافات الأولية لحرصها وإيمانها بأن الإسعاف الأولي هو سبيل النجاة الأول لأي حالة مرضية حتى يصل المريض أو المحتاج للطبيب المختص أو الرعاية الصحية. وتوضح أن ما تقوم به المبادرة ما هو إلا تطبيق لتوفير بيئة آمنة للطفل، لتمكنه من رعاية نفسه في حال تعرضه لموقف يتطلب ذلك، ولم يتواجد حوله من يقدم له تلك المساعدة الطارئة. وتؤكد أن العمل في المؤسسة ليس فقط عن طريق جمع متطوعين والحديث معهم عن الاسعافات الأولية، بل هو نظام مؤسسي وليس عشوائيا؛ إذ يطبق فيه بحسب العمر والثقافة العامة للفرد، بحيث يتم تقسيم المتدربين من الأطفال للفئتين العمريتين بين 11 و14 عاما، وبين 16 و18 عاما، ويختلف الأطفال في تلقيهم المعلومة، ولكن يصبحون بعد تلك الورش قادرين على مساعدة أنفسهم وغيرهم، كما أظهرت التجربة معهم منذ انطلاق المبادرة. وتوضح الزعبي أن المحفز لكل ما يقوم به الفريق التطوعي، الذي جاب 7 محافظات هو الحاجة الملحة لتوعية الأطفال واليافعين بأهمية الإسعافات الأولية والرعاية الطبية وتدريبهم على الممارسات السليمة والمهارات المطلوبة، والتعرف على وسائل وأدوات السلامة العامة في البيئات المختلفة.اضافة اعلان