المسلسلات تكسب

في غياب النشاطات الرياضية منذ أكثر من شهرين بسبب تفشي فيروس كورونا في مختلف دول العالم وحصده ارواحا كثيرة، توحي بأن العالم يخوض حربا عالمية ثالثة لكن الخصم هذه المرة مجهول، صمتت الملاعب كما صمتت الشاشات التلفزيونية التي كانت تبث على مدار الساعة مباريات من مختلف البطولات، سواء كانت مباشرة ام يعاد بثها لملئ ساعات البث الطويلة.اضافة اعلان
وتزامن غياب المباريات مع شهر رمضان المبارك، ورغم أنه شهر العبادة والفضائل وغيرها من العبادات والعادات الرائعة، الا أن كما كبيرا من المسلسلات التلفزيونية تناثر على كثير من الفضائيات.. بعضها خلق جدلا واسعا بسبب جرأته في طرح المواضيع الاجتماعية، وبعضها الآخر سقط في مستنقع السياسة والتطبيع مع الإسرائيليين، وبعضها كالعادة يتحدث عن الخيانة الزوجية وجرائم القتل وتعاطي المخدرات، وغيرها من المواضيع التي لا علاقة لها بالشهر الفضيل، وإن كان يتم اعدادها وتصويرها لكي تبث في "الموسم"، حيث تكون ساعات المشاهدة طويلة نظرا لطبيعة الشهر الطويل، لا سيما هذه المرة مع فرض حظر التجوال منذ الساعة السادسة مساء وحتى الثامنة صباحا، بالإضافة إلى الحظر الشامل يوم الجمعة، ما جعل الأسر مجبرة على الجلوس مطولا أمام شاشة التلفزيون، وتبحث بين قنواته عن مسلسل مرغوب.
ما يجري ربما يكون أشبه بـ"مباراة" بين "الدراما المصرية" و"الدراما السورية"، نظرا لكثرة المسلسلات المنتجة والمعروضة، ورغم أنني لست مختصا بالشأن الفني وكواليسه، الا أنني أتحدث كمواطن قبل أن أكون إعلاميا، وأتساءل "أين الدراما الأردنية؟"، ولماذا لم تعد تنافس على الفضائيات العربية سواء من خلال المسلسلات البدوية او الاجتماعية او الكوميدية؟.
ذات يوم كانت عندنا "دراما تلفزيونية" نفتخر بها.. كثير من المسلسلات الأردنية كانت تشاهد في مشرق ومغرب الوطن العربي، وكنا نستمتع ونفتخر حين نشاهد مسلسلا أردنيا يبث على فضائية عربية، كما نفتخر رياضيا عندما نشاهد لاعبا أردنيا يحترف في أحد الأندية العربية أو الأوروبية.
ثمة تقصير من المؤسسات الحكومية الرسمية وحتى شركات القطاع الخاص بالانتاج الفني، لغياب الدراما الأردنية عن الشاشة المحلية والعربية، واقتصار الأمر في غالب الأحيان على إعادة بث مسلسلات قديمة "ساحت الوانها" نظرا لكثرة استخدامها وقدم أشرطتها التي نقلت على تقنيات حديثة ليعاد بثها.
ما يجري من سباق بين المسلسلات المصرية والسورية، يشعرنا بالحرج لأننا خرجنا مبكرا من "التصفيات"، واقتصر دورنا "كالعادة" على الجلوس في صفوف المتفرجين.