علاء علي عبد
عمان- يعيش في مستنقعات فلوريدا الأميركية عدد من الطيور التي تعرف بطيور المستنقعات. هذه الطيور لجأت لطريقة فريدة وغير متوقعة لتتكيف مع بيئتها، وذلك من خلال اختيارها أن تعيش مجاورة للتماسيح!
على الرغم من أن هذا الأمر يعد مستهجنا عقليا نظرا لكون التماسيح تعد من أكثر الحيوانات شراسة، فكيف لطيور ضعيفة أن تعيش بجوار تلك الحيوانات المفترسة؟ الجواب جاء بعد عدد من الأبحاث التي أثبتت أن طيور المستنقعات وجدت في التماسيح خير جيران لحماية أعشاشها وحراستها من اعتداءات الحيوانات الأخرى كحيوان الراكون الأميركي وغيره!! ولكن تلك الحماية لم تكن التماسيح لتقدمها مجانا، بل كان الثمن باهظا جدا.
وجدت إحدى الدراسات التي نشرت بداية شهر آذار (مارس) الحالي، أن طيور المستنقعات كمالك الحزين واللقلق وما شابه، تلجأ لبناء أعشاشها بالقرب من التماسيح التي تقوم بدورها بملاحقة والتهام من يحاول الاعتداء على تلك الأعشاش. ولكن لقاء هذه الخدمة فإن تلك الطيور تدفع ثمنا باهظا يتمثل بإلقاء بعض من فراخها كي تلتهمها التماسيح، حسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
تقترب التماسيح من مكان بناء طيور المستنقعات لأعشاشها، وذلك لعلمها أنه إن عاجلا أم آجلا ستقع بعض الفراخ في فمها كوجبة سهلة بدون أي جهد! فقد تبين أن طيور المستنقعات تقوم وبشكل متعمد بدفع واحد أو اثنين من فراخها خارج العش ليلتهمهم التمساح، وهي تقوم بهذا العمل لكي تضمن الحماية لباقي فراخها بحيث لا يمكن لأي معتد أن يصل لتلك الفراخ بوجود التماسيح قريبة من المكان. وهذا يفسر استعداد طيور المستنقعات أن تعيش بالقرب من الخطر لتوفير الحماية لبعض فراخها على المدى البعيد.
الباحث لوكاس نيل ذكر أن زميلته أرادت التأكد من هذه المعلومة الغريبة فوضعت دمى لتماسيح في إحدى البحيرات قبل وصول طيور المستنقعات المهاجرة وعند وصولها قامت بالفعل ببناء أعشاشها بالقرب من تلك التماسيح!!
من جهة أخرى، تبين للباحثين أن أوزان التماسيح التي تقدم خدمة الحماية لأعشاش طيور المستنقعات بمقابل التهام المعتدين على تلك الأعشاش وبعض الفراخ التي تهبط عليها من أعلى تكون أثقل من التماسيح الأخرى التي لم تحصل على تلك الميزة، وهذا بدوره يساعد إناث التماسيح على الاعتناء ببيضها والاكتفاء بما تحصل عليه من طعام بدون أن تحتاج لأن تتحرك من مكانها.
