المعركة على الضم

يديعوت أحرونوت

بقلم: اليشع بن كيمون

اضافة اعلان

عندما اختار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أول من أمس الرد بحدة على تصريحات رئيس مجلس "يشع" دافيد الحياني الذي ادعى بأن صفقة القرن للرئيس ترامب تثبت أنه "ليس صديقا لاسرائيل"، لم يكن يدور الحديث عن تراشق آخر للكلام في داخل معسكر اليمين – بل برصاصة بدء صراع اكبر على مصير خطة الضم نفسها. "اشجب بشدة تصريحات رئيس مجلس "يشع"، وقال نتنياهو. "الرئيس ترامب هو صديق عظيم، فقد اتخذ خطوات تاريخية في صالح اسرائيل. مؤسف أنهم بدل الاعتراف له بالجميل، يتنكرون لصداقته".
لم يكن ايضاحه مصادفا: ففي محيط رئيس الوزراء يتعاظم التخوف من أن يؤدي احتجاج المستوطنين بالامريكيين للتراجع عن الصفقة والاستعداد لمعركة سياسية عنيدة، بالذات في داخل معسكر الاستيطان.
في الوقت الذي ينقسم فيه وزراء أزرق أبيض في آرائهم وليسوا واثقين بعد اذا كانوا سيؤيدون بسط السيادة وكيف سيفعلون ذلك، ذاك الاجراء التشريعي الذي يفترض أن يبدأ بعد بضعة اسابيع فقط كي يضم 30 % من اراضي الضفة الغربية، فانه في داخل كتلة اليمين تثور معارضة ايديولوجية ولا سيما حول مسألة اليوم التالي للضم.
يقود المعارضة معظم رؤساء المجالس في الضفة الغربية، بينهم رئيس مجلس "يشع" وغور الاردن دافيد الحياني، رئيس مجلس جبل الخليل يوحاي دمري، رئيس مجلس غوش عصيون شلومو نئمان، رئيس مجلس بنيامين اسرائيل غانتس، رئيس مجلس السامرة يوسي داغان ورئيس مجلس بيت ايل شاي الون.
وهم يشيرون الى اربعة عناصر لا يمكنهم ان يسلموا بها: الاول: اقامة دولة فلسطينية بدعوى أن هذه "دولة (مقاومة) في قلب البلاد"، كما يدعون. "هذا شيء لن نوافق عليه باي شكل". "رابين بكل اقواله حول الاتفاق مع الفلسطينيين لم يقل ابدا عبارة دولة فلسطينية"، ادعى اسرائيل غانتس.
ثانيا: مصير الجيوب. حسب المخطط فان 19 مستوطنة منعزلة يعيش فيها نحو 20 الف نسمة، ستصبح جيوبا في داخل الدولة الفلسطينية. "من سيرغب في الانتقال للسكن في جيب؟ لا أفق تنموي للمستوطنة. وبغياب النمو فإن المستوطنة لن تستوعب أحدا، وعندها سينشأ اخلاء هادئ"، حذر يوحاي دمري.
مشكلة اخرى في الجيوب: الحركة. من اجل خلق تواصل اقليمي فلسطيني سيقطع الاف المستوطنين عن الوصول الى محاور الحركة الرئيسة. والمعنى: تأخيرات والتفافات كثيرة. هكذا مثلا، فإن سكان جنوب جبل الخليل الذين يرغبون في السفر الى القدس لن يتمكنوا من السفر مباشرة على طريق 60 شمالا. بدلا من ذلك سيضطرون الى التفافة طويلة جنوبا عبر بئر السبع وطريق رقم 1. ويشرح المعارضون فيقولون انه "في اللحظة التي تستوعب فيها سيادة الارض التي ليس فيها سيادة تنتقل الى الايادي الاميركية، والفلسطينيون يمكنهم أن يبنوا فيها".
كما أن تجميد البناء يقض مضاجعهم. فخطة ترامب تلزم بتجميد البناء لأربع سنوات على الاقل منذ بدء السيادة. "في الخطة كتب انه لا بناء للاسرائيليين ولكنه لم يكتب ان لا بناء للفلسطينيين. فهل يمكن لأحد أن يضمن لي انهم لن يبنوا في هذه السنوات الاربعة؟"، قال رئيس مجلس بنيامين. واضافة الى ذلك، يطالب بعضهم بفرض السيادة ايضا على المستوطنات الاربعة في شمالي السامرة والتي كانت اخليت في فك الارتباط وترتيب الوصول الى الاماكن المقدسة.
من الجهة الأخرى، يقف أمامهم رؤساء المجالس الكبرى في الضفة الغربية، وعلى رأسهم عوديد رفيفي (أفرات)، اساف مينتسر (الكنا)، نير برتال (اورانيت) وايلي شبيرو (أرئيل). فهم يكثرون من التقليل من اهمية المعارضين ("يدور الحديث عن رؤساء مجالس صغيرة لا ينظرون الى العموم") ويحذرون: "هؤلاء الصارخون يلحقون ضررا بالخطة مع الامريكيين". ثمة هنا شيء ما لم نحصل عليه ولا يعرفون كيف يقدرون هذا".
ويشرح رؤساء معسكر "المؤيدين" بأن هذه فرصة تاريخية. "خمسون سنة ونحن في حركة الاستيطان ننتظر فرض القانون الاسرائيلي الذي معناه هو المواطنة متساوية الحقوق، فهل نلقي بهذا الى القمامة؟"، يسأل مينتسر. "ملزمون قبل كل شيء ان نأخذ ما هو موجود". ثانيا، هم يشددون على أن صفقة على مراحل، هكذا فانه حسب ادعائهم الاحاديث عن دولة فلسطينية ليست ذات صلة على الاطلاق لانه توجد الكثير من الشروط الامريكية الى أن يحصل هذا. ثالثا، هم يناشدون العمل طالما كان ترامب في البيت الابيض. "عشرات السنين كافحنا كي نحصل على اعتراف امريكي، وبالتالي محظور أن ننتظر بل وان نوافق والآن". رغم انتقاد معارضي الخطة، يتخذ المؤيدون نهجا عمليا اكثر ويقترحون الانتظار لرؤية ما سيحصل: "الواقع بالاجمال لن يتغير بعد السيادة، المحاور ستبقى مفتوحة وكل شيء سيكون ذاته الى أن يعود الفلسطينيون الى المفاوضات – وهذا أمر لن يحصل بسرعة كبيرة، هذا اذا حصل على الاطلاق".
في معسكر المعارضين يعدون بالكفاح ضد الخطة وبدأوا منذ الآن بعقد لقاءات مع نواب ووزراء لخلق لوبي مؤيد لهم. ويحذر اسرائيل غانتس فيقول: "توجد هنا ساعة رمل آخذة في النفاد. اذا وصلنا الى النقطة التي نرى لها الامر يتحقق فسنشدد الكفاح ونعمل على احباطه".