المغرب يسعى لحل مشاكل أحياء الصفيح

   الرباط - تقام على هوامش العديد من المدن المغربية أحياء صفيح يسكنها الآلاف من الفقراء، ممن نزحوا عن الأرياف في موجات نزوح متتابعة، بسبب الفقر والجفاف الذي ضرب المغرب بشكل دوري خلال العقود القليلة الماضية. واحتلت هذه الأحياء الفقيرة صدارة الاهتمام السياسي والإعلامي بعد تفجيرات 16 أيار (مايو) 2003 التي قتل فيها بعض العشرات من المغاربة والأجانب، على اعتبار أن منفذي تلك التفجيرات انطلقوا جميعهم من أحياء صفيح فقيرة.

اضافة اعلان

    وبعد جدل كان يخبو تارة ويتصاعد تارة أخرى، طيلة العامين المنصرمين، منذ وقوع تلك التفجيرات، أمكن أن يحظى أخيرا سكان دوار "طوما" ودوار "السكويلة" وهما من احياء الصفيح العشوائية، بالتفاتة من الدولة، من أجل أن تهيئ لهم سكنا لائقا.

    فقد زار العاهل المغربي الملك محمد السادس احياء الصفيح هذه، وأذن بانطلاق برنامج إعادة إيواء قاطني حيي "دوار طوما" و"دوار السكويلة". وتابع بنفس المناسبة تقدم أشغال عمليات إعادة الهيكلة بأحياء "الهراويين" و"المكانسة" و"سيدي عبد الرحمن". وقال أحمد توفيق حجيرة وزير الإسكان والتعمير المغربي، الذي كان يرافق الملك في هذه الزيارة، إن الدولة تطمح أن تتوصل في ظرف 4 أعوام للقضاء نهائيا على دور الصفيح بمدينة الدار البيضاء، كبرى المدن المغربية.

    واهتمت الحكومة المغربية بظاهرة احياء الصفيح، بخاصة بعد الأحداث المأساوية الشهيرة، التي عرفتها مدينة الدار البيضاء، وكان منفذوها قادمين من هذه الأحياء المهمشة والفقيرة، التي غدت في الأعوام الأخيرة منبتا خصبا للجريمة والدعارة والإدمان، ولكن تبين أيضا أنها غدت في الأعوام الأخيرة منبتا لـ "فيالق" من الملتحين، الذين ينتسبون لما سمي لاحقا في المغرب بـ "السلفية الجهادية"، وهم المتهم الرئيس في تفجيرات الدار البيضاء.

دوار طوما الشهير

    يقطن هذا الدوار 2887 أسرة، ويمتد على مساحة 18,7 هكتار ويضم 2076 من "البراريك"، أو دور الصفيح. وستتم عملية إعادة إسكان أسر هذا الحي وإنجاز أشغال التجهيز على مراحل. وتحرص الحكومة المغربية على إحداث مرافق اجتماعية ومواقع ترفيهية ومساحات خضراء وغيرها، في هذا الدوار، كما سيتم إشراك سكانه وجمعيات مدنية ضمن خلايا للتسيير والتأطير في سكناهم الجديدة.

    وتبلغ المساحة العقارية المرصودة لإعادة إسكان "دوار طوما" 17 هكتارا، تتوزع على 2203 بقعة أرضية، منه 1943 قطعة لإعادة الإيواء، و93 قطعة للأنشطة الصناعية، إضافة إلى مرافق اجتماعية و145 قطعة أرضية للموازنة.

    ورصد لهذه العملية غلاف مالي إجمالي بقيمة 366 مليون درهم، أي نحو 40 مليون دولار. وستتكفل الدولة بنصيب الأسد في هذه الحصة، وذلك بالمساهمة بـ 102 مليون درهم، بينما يساهم المستفيدون من هذا "السكن الاجتماعي" بـ163 مليون درهم، فيما يدفع المستفيدون من أراضي الموازنة 101 مليون درهم.

    وقدرت تكلفة عملية إعادة الإيواء وحدها بـ130 ألف درهم. ويساهم في هذا المبلغ صندوق التضامن للسكن بـ 50 ألف درهم، ويتكفل بالمبلغ الباقي المستفيدون. وستستمر عمليات تجهيز هذا السكن على مدى أربعة أعوام.

دوار السكويلة

    وينطلق برنامج القضاء على دور الصفيح بدوار السكويلة، وهو الحي الأكبر في مدينة الدار البيضاء، التي تضم 338 حيا صفيحيا، تقطنها 64225 أسرة. ويعتبر تجمع الصفيح هذا الأقدم من نوعه، حيث تعود نواته الأولى إلى عام 1930، ويبلغ عدد الأسر التي تسكنه 5700 أسرة.

وخصصت لإعادة بناء هذا الحي مساحة إجمالية قدرت بـ 60 هكتارا، منها40 هكتارا لإعادة الإيواء، و20 هكتارا لإعادة الهيكلة. ويتضمن تدخل الدولة في هذا الإطار إعادة إيواء 2300 عائلة، من خلال تهيئة وتجهيز1150 بقعة أرضية، عبر إشراك أسرتين في كل بقعة، وكذا تهيئة 137 بقعة للموازنة، و24 بقعة للمرافق العمومية.

    وبالموازاة مع ذلك، سيتم إحداث خلية للتسيير بعين المكان، وإشراك جمعيات الحي، وخلق لجنة للمصاحبة الاجتماعية.

     ورصد لهذا المشروع غلاف مالي بقيمة 335 مليون درهم، وسيتم تمويل هذا البرنامج من خلال مساهمة وزارة الإسكان والتعمير بـ 100 مليون درهم، ومداخيل اتفاقيات الشراكة مع الخواص بـ35 مليون درهم، في حين يدفع المستفيدون 200 مليون درهم.

    وينتظر تنفيذ هذا المشروع على أربع مراحل، حيث ستستفيد من المرحلة الأولى 402 أسرة، وتستفيد 918 أسرة من المرحلة الثانية، وتستفيد 390 أسرة من المرحلة الثالثة، وتستفيد 590 أسرة من المرحلة الرابعة والأخيرة.

أحياء الهراوين والمكانسة

    ستمتد عملية إعادة هيكلة حي الهراوين على مساحة 172 هكتارا، ويبلغ عدد الأسر المستفيدة 5350 أسرة. وقدر المبلغ المرصود لهذه العملية بـ53 مليون درهم، يساهم فيها صندوق التضامن للسكن بـ 48 مليون درهم، في حين يتكفل بالبقية مجلس الجهة.

    وتستمر الأشغال في هذا المشروع 14 شهرا، وهي أشغال تتعلق بالتطهير وإدخال الكهرباء، وتجهيز الطرقات. ومن المقرر أن تنتهي المرحلة الأول من العملية، التي ستستفيد منها 3320 أسرة في أيلول (سبتمبر) 2005.

    أما حي المكانسة، فيوجد في الطريق المؤدي إلى مطار محمد الخامس. ويمتد مشروع إعادة تهيئته على مساحة 70 هكتارا. وستستفيد منه 5500 أسرة. ومن المقرر أن تستمر الأشغال فيه نحو 15 شهرا.

    وقدرت تكلفة العملية بـ40 مليون درهم، يساهم فيها صندوق التضامن للسكن بـ35 مليون درهم، بينما تساهم الجهة بالباقي. وتشمل الأشغال التطهير السائل والكهرباء وبناء الطرق. ومن المقرر أن تنتهي المرحلة الأولى من هذه العملية، التي ستستفيد منها 3350 أسرة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2005.

عن موقع ميديل إيست أون لاين