عمان- يعد ألم المفاصل المرض الحديث القديم الذي بات يؤرق نسبة كبيرة من المجتمع؛ إذ يشتكي العديد من الأشخاص وبأعمار مختلفة من آلام المفاصل التي تتراوح بين الألم الحاد والمتقطع والآلام المزمنة.
وتتفاوت الأعراض بين الشعور بالألم والاحمرار والانتفاخ الناتج في بعض الأحيان عن الالتهاب، كما تتفاوت شدة الألم وحدته باختلاف السبب الكامن وراء الألم، فمن الضروري التمييز بين ألم المفصل أو ألم الأوتار والأربطة الممزقة التي تتشابه في الأعراض ومكان الألم، ومن هنا تنبع أهمية مراجعة الطبيب المختص لتشخيص الألم ومعرفة منشئه سواء كان الألم ناتجا عن شد عضلي أو تمزق في الأوتار والأربطة أو عن التهاب المفاصل المزمن (الروماتيزم) أو هشاشة العظام وغيرها من الأمراض التي قد تكون مسؤولة عن ألم المفاصل.
وبعد تشخيص المرض وتناول العلاجات الدوائية اللازمة، قد يتساءل العديد من الأشخاص عن المكملات الغذائية والنباتات العلاجية غير الدوائية التي قد تخفف من ألم المفاصل، وفيما يلي آخر ما توصلت له الدراسات الحديثة في مجال العلاج البديل لألم المفاصل.
المكملات الغذائية المفيدة
لعلاج آلام المفاصل
- (Glucosamine and Chondroitin) الجلوكوز أمين والكوندرويتين: انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من المكملات الغذائية التي تحتوي على الجلوكوز أمين والكوندرويتين كأحد مكوناتها الرئيسية لعلاج آلام المفاصل، ومن الناحية الفسيولوجية، يعد كل من هذين المكونين أحد المكونات الأساسية للغضاريف الموجودة في المفاصل التي تعمل كوسادات لتقليل الاحتكاك في المفاصل ودعم حركة المفصل وتسهيلها، ما يقلل من الالتهاب والألم المرافق له.
ما تزال الدراسات قائمة لتحديد مدى فعالية تناول هذا النوع من المكملات الغذائية أو عدمها، ولكن حتى الوقت الراهن ما يزال العديد من الأطباء ينصحون مرضاهم بتناول هذه المكملات الغذائية من باب التقليل من احتمالية زيادة الألم والتأثير على نوعية حياة المريض.
- الكالسيوم وفيتامين "د": إذا كنت أحد أصحاب البشرة الداكنة أو أحد الأشخاص الأقل تعرضاً لأشعة الشمس المباشرة، فمع التقدم في العمر تتناقص قدرة الكلى على تحويل فيتامين "د" إلى الشكل الفعال؛ حيث إن وجود كمية كافية من فيتامين "د" في الجسم يحفز امتصاص الكالسيوم من الأمعاء، إضافة إلى أن النظام الغذائي للعديد من الأشخاص لا يتضمن تناول ما يكفي من الكالسيوم يومياً.
والحفاظ على مستوى متوازن من الكالسيوم، إضافة إلى فيتامين "د" من الغذاء أو عن طريق تناول أنواع المكملات الغذائية المتوافرة في الصيدليات والتي تحتوي على الكالسيوم وفيتامين "د"، يضمن الحفاظ على صحة العظام والمفاصل، كما يؤمن لك المحافظة على ترميم العظام المستمر بعد البلوغ (لمنع هشاشة العظام)، ولذلك احرص على التعرض للشمس المباشرة بشكل يومي لمدة أقلها (10-20 دقيقة) وليس من خلال زجاج حتى لو كان شفافاً (لأن الزجاج يعمل على حجب أشعة الشمس المفيدة التي تعمل على إنتاج فيتامين د).
- زيوت الأوميجا "Omega 3": بعض أنواع الدهون مهمة جداً للصحة العامة للجسم، ومن أهم الأمثلة عليها الحمض الدهني Omega 3، بات هذا الاسم شائعاً جداً وتمتلئ رفوف الصيدليات بالعديد من أنواع المكملات الغذائية التي تحتوي على Omega 3، وتكمن فوائد هذا المكمل الغذائي بالنسبة لآلام المفاصل بأن تناوله بكميات كافية يعمل على تقليل الالتهاب في أنحاء الجسم كافة، وفي المفاصل بشكل خاص، فيعمل على تحسين السيطرة على حالات الروماتيزم والتهاب المفاصل بشكل ملحوظ.
يجدر لفت الانتباه إلى أن هنالك العديد من المصادر الطبيعية لـOmega 3 ومنها: سمك السالمون (زيت السمك)، كبد الحوت، بذور الكتان.
- مستخلص الأناناس (البرومولين): يستخلص انزيم البرومولين من لب نبات الأناناس؛ إذ وجدت بعض الدراسات وأجريت إحداها العام 2002، أن هذا الانزيم يعمل كمضاد لالتهاب المفاصل ويقلل من الألم بشكل يعتمد على الجرعة. وتخص هذه الدراسة السيطرة على أعراض آلام المفاصل البسيطة إلى المتوسطة. وعند تناول حبوب الأناناس الطبيعية، فقد يحصل المريض على نسبة جيدة من البروميلين الذي قد يساعد على التقليل من ألم المفاصل، وخصوصا الناتج عن التهاب المفاصل المزمن.
كما يتداول البعض فوائد تناول الشاي الأخضر والكركم ونبات القريص وأثرها الإيجابي على التقليل من ألم المفاصل، وبشكل عام، لابد من التنبيه إلى أن تناول أي من هذه النباتات أو المكملات الغذائية يمكن أن يفي بغرض الوقاية من آلام المفاصل، وقد يكون مساعداً للعلاج الذي وصفه الطبيب، ولكن لا يمكن الاستغناء عن العلاج الدوائي والاكتفاء بالمكملات الغذائية لعلاج الألم، ويخص بالذكر مرضى الروماتيزم؛ إذ لا بد من الاستمرار بتناول العلاج بشكل مستمر ومن دون انقطاع أو تردد بالاستفسار من طبيبك عما قد يساعد حالتك من المكملات الغذائية.
غادة يعقوب سلامة
دكتورة صيدلانية
مركز فارمسي ون للتدريب
والمعلومات الدوائية
الجمعة 19 نيسان 2024
