حابس العدوان
دير علا- تشكل المهارب المائية أو ما يعرف بـ “قنوات الصرف الجوفي” التي تخترق عدة مناطق سكنية في لواء ديرعلا، تحديا بيئيا ومصدر قلق للأهالي رغم مطالباتهم المتكررة بضرورة استبدالها بأنابيب لتجنيبهم مخاطرها صيفا وشتاء.
ويعد الصرف الجوفي أحد مشاريع سلطة وادي الأردن التي أنشأتها بهدف تقليل نسبة الملوحة في الأراضي الزراعية من خلال مد أنابيب لامتصاص المياه المالحة وصرفها خارج الوحدات الزراعية عن طريق مهارب وأقنية.
هذه القنوات تتسبب خلال فصل الشتاء بفيضانات المياه المتجمعة من الأراضي المجاورة، في حين أنها تشكل خطرا أكبر خلال الصيف لأنها تصبح بيئة خصبة لتكاثر الأفاعي والعقارب والحشرات التي تغزو منازل المجاورين.
يقول مسعود العلاقمة من بلدة الملاحة إن الاهالي قتلوا ما يزيد على 30 أفعى منذ بداية الصيف بعضها خطير، موضحا ان عدم قيام السلطة بتنظيف مجرى القناة جعل منها بيئة مناسبة لتكاثر الأفاعي والهوام والحشرات التي تهدد أبناء المنطقة.
ويضيف أن كثرة الأفاعي والهوام في قناة الصرف الجوفي يدفعها الى التسلل إلى المنازل المجاورة، ويشكل خطرا كبيرا خاصة على الأطفال الذين اعتادوا على اللعب في افنية المنازل، ناهيك عن انتشار البعوض الذي بات يشكل مصدر قلق لهم.
ويشاركه الرأي محمد العلاقمة الذي لا يبعد منزله سوى أمتار عن قناة الصرف الجوفي، قائلا إن القناة بوضعها الحالي تشكل مصدر خطر على السكان وخاصة الأطفال، مشيرا إلى أن وجود قناة مياه مكشوفة يستهوي الأطفال الذين يقضون ساعات على جانبيها لاصطياد الأسماك واللعب وبعضهم السباحة في مياهها رغم انها غير صالحة لأي غرض كان.
ويؤكد ان هذه القنوات باتت تشكل تحديا بيئا في ظل قيام بعض المواطنين بإلقاء نفاياتهم داخلها بشكل مستمر حتى تحولت اجزاء منها الى مكب للنفايات، الامر الذي حولها الى بيئة مناسبة لتكاثر الهوام والحشرات المؤذية والخطيرة ومصدرا للروائح الكريهة، مشددا على ضرورة اتخاذ اجراءات عاجلة للحد من المخاطر التي تشكلها هذه القنوات.
وتشير عضو مجلس بلدية دير علا هيام العلاقمة الى ان مشكلة المهارب المائية قديمة ورغم المطالبات المتكررة لايجاد حلول جذرية لمعالجتها، الا اننا لم نجد اي استجابة، موضحة ان سلطة وادي الاردن قامت العام الماضي بتنظيف مجرى القناة من الأشجار والقمامة للحد من التاثيرات البيئية التي تشكل خطرا على المواطنين الا انها سرعان ما عادت الى وضعها السابق نتيجة قلة وعي بعض المواطنين وغياب الرقابة والتنظيف المستمر لها.
وتقول “إن قناة الصرف الجوفي تشكل خطرا حقيقيا على الأهالي كونها مأوى للكثير من الهوام كالأفاعي والعقارب والجرذان التي تهاجم المنازل القريبة، ناهيك عن أنها اصبحت مصدر جذب للأطفال من هواة السباحة وصيد الأسماك وهم الأكثر عرضة للمخاطر، لافتة ان الحل الوحيد هو إغلاق القناة بواسطة أنابيب أو عبارات على غرار ما تم عمله في الجزء المار من مشروع إسكان المكرمة الملكية المجاور للبلدة.
المطلوب الآن بحسب عضو المجلس البلدي القيام بتنظيف مجرى القناة وعمل حملة رش للقضاء على الآفات الموجودة فيها، مشددة على ضرورة النهوض بالواقع البيئي بالمنطقة من خلال رفع مستوى الوعي المجتمعي للحد من القاء النفايات في القناة.
من جانبه، يؤكد مساعد أمين عام سلطة وادي الأردن للأغوار الشمالية والوسطى المهندس ماجد خريسات، أن السلطة جاهزة وبكل إمكاناتها لخدمة الأهالي، موضحا ان كوادر السلطة تقوم سنويا بتنظيف أقنية الصرف الجوفي وسيتم العمل على تنظيفها خلال الفترة المقبلة.
ويبين أن عملية تغطية القناة بعبارات أو أنابيب يحتاج إلى ميزانية وهو أمر يقع ضمن مسؤولية مجلس المحافظة الذي يقوم بإدراج المشاريع ورصد المبالغ اللازمة لتنفيذها، لافتا الى أن إلقاء مواطنين نفايات في قناة الصرف الجوفي أحد الأسباب في تكاثر الهوام والحشرات ما يتطلب المزيد من التعاون للحد من المخاطر البيئية التي تشكلها هذه القنوات.