الملك والملكة في رمضان.. رسائل محملة بالإنسانية

مجد جابر

عمان - لم يكن لطفل لم يتجاوز عمره الأشهر في مؤسسة الحسين الاجتماعية للأيتام أن يعرف معنى الحب والحنان إلا حينما استشعر بإحساسه الطفولي الصادق، تلك المحبة التي احتضنه بها جلالة الملك عبدالله الثاني، لترسم على وجهه فرحة تضيئها ابتسامته البريئة، وثقتها صورة جميلة تناقلتها وسائل الإعلام كافة.
زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله كانت لمن عانوا اليتم مبكراً، وأن تأتي هذه الزيارة خلال شهر رمضان المبارك، ففي ذلك رسالة انسانية تلتفت لأضعف البشر وأقلهم حيلة.
إنه شهر العطاء، وشهر التئام شمل الأسرة، والتكاتف الاجتماعي. وقد أراد جلالة الملك والملكة أن يكونا كعائلة أردنية، في زيارة 125 طفلا وطفلة فقدوا نعمة حنان الوالدين، لكنهم يظلون أبناء الأسرة الأردنية الكبيرة، وهم الأولى بالتذكر في شهر الرحمة والتراحم.
صاحبا الجلالة كانا القدوة هنا، بتفقد هؤلاء الأطفال والتحدث إليهم، وتقديم الهدايا التي غرست فرحة في قلوبهم وأشعرتهم أنهم ضمن جزء لا يتجزأ من مستقبل الوطن.
الملكة لخصت غاية زيارتها برفقة الملك، حين علقت على صورة شاركتها مع المواطنين أساساً، والعالم ككل، على مواقع التواصل الاجتماعي عقب انتهاء الزيارة، يظهر فيها الملك والملكة يلاعبان أطفال المؤسسة، بكل الحنان والدفء الأسري، إذ تقول جلالتها: “لكل يتيم الحق في العيش في منزل آمن يوفر له الرعاية، مع جلالة الملك خلال زيارة الى مؤسسة الحسين الاجتماعية للأيتام”.
ورمضان الخير هو المناسبة المثلى للتأكيد على هذه الرسالة الأردنية الهاشمية الراسخة المتواصلة، كما تجلى ذلك بزيارة جلالة الملكة رانيا، قبل حلول الشهر الفضيل بيومين، لفريق “متطوعو الأردن” الذي يضم نخبة من الشابات والشباب الأردنيين، يقدمون “جهوداً رائعة وطاقة إيجابية ونخوة.. وهم يحضرون لمعونات رمضان، أفضل طريقة لاستقبال الشهر الفضيل”، كما علقت جلالتها على الصورة التي جمعتها ببعض من يمثلون أحد النماذج الأردنية الكثيرة المشرقة، لأنهم شركاء في بناء الوطن، وتقديم يد العون لكل محتاج وضعيف من إخوته في الوطن والمواطنة والإنسانية.
صاحبا الجلالة قاما بزيارة أخرى، هدفها أيضاً إدخال البهجة إلى قلوب أطفال وذويهم، هم 120 طفلاً، إضافة إلى 96 طالباً، في مركز الأردن للتدريب والدمج الشامل التابع لجمعية الحسين.
وكانت فرحة الأطفال أصدق دليل عما تعنيه هذه الزيارات؛ فرحة لامست قلب كل من شاهد الصور، لاسيما حينما لاعب جلالته الأطفال وجلس بجانبهم، وقدم لهم الهدايا، واحتضنهم، فكان أن التفوا حوله وجلالة الملكة برباط الحنان والحب والأمان، أثناء تجوالهما في أقسام ومرافق المركز.
إلى ذلك، قامت جلالة الملكة بزيارة لجمعية سيدات خريبة السوق الخيرية مؤخرا للاطلاع على أنشطتها، وتفقدت بحسها الانساني العالي الأحوال المعيشية لإحدى الأسر في المنطقة. وعلقت على صورة نشرتها على “الانستغرام” من وحي الزيارة “في الأردن العديد من النساء الناجحات ممن يبدعن في مجتمعاتهن، ويحققن الكثير من الانجازات الرائعة”.
ولأنها تؤمن بأن التعليم أساس تقدم الأوطان، حرصت جلالتها خلال الزيارة أيضا على الاطلاع على مشروع مكتبتي الذي يوفر كتبا متنوعة ومساحة للاطفال، وشاركتهم في غرفة محو الأمية مجريات أحد الدروس المقدمة لعدد من سيدات وفتيات المنطقة، وتبادلت الحديث كذلك، مع مجموعة من شباب المنطقة المستفيدين من مشروع شباب للعمل.
كذلك، جاءت مأدبة إفطار أقامها جلالة الملك لكبار المسؤولين، ومأدبة إفطار أقامتها القوات المسلحة والأجهزة الأمنية على شرف جلالته. إلى جانب مأدبة إفطار أقامتها جلالة الملكة لعدد من الشخصيات النسائية، بينهن والدة الشهيد البطل الطيار معاذ الكساسبة الذي غدا ابنا وأخا لكل الأردنيين والأردنيات، كما عبرت عن ذلك جلالتها حقاً باهتمامها ورعايتها لوالدة الشهيد خلال حفل الإفطار. فهي أم معاذ الذي استشهد لتكبر عائلته، فتحيط والدته بكل الحب والتقدير والاحترام.
تلك هي بعض الصور والرسائل الإنسانية الأردنية التي حملها جلالة الملك والملكة منذ مطلع شهر رمضان للارتقاء بالأردن، بكل أبنائه كأسرة واحدة موحدة، تشد أزر بعضها بعضاً ملكاً وملكة وشعبا.  

اضافة اعلان

[email protected]